أخــبـــــار

بالفيديو: نهب المساعدات في غزة… عصابات منظّمة .. فمن المسؤول!

غزة – المواطن

تشهد الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة مزيدًا من التدهور مع تقارير متزايدة عن عمليات استيلاء وسرقة للمساعدات الإنسانية التي تصل إلى القطاع، في ظل تصاعد الحرب والدمار الذي أثر على البنية التحتية والخدمات الأساسية.

وبحسب إفادات من شهود عيان، أكدوا سرقة ونهب أكثر من 109 شاحنات من أصل 150 شاحنة مساعدات كانت في طريقها إلى غزة.

توزيع غير عادل واختفاء مساعدات

أفادت مصادر محلية وشهود عيان أن المساعدات التي تشمل مواد غذائية وإغاثية تُوزع بشكل غير منظم وغير عادل. وتحدث سكان عن اختفاء بعض المساعدات قبل أن تصل إلى مستحقيها، في وقت يتم فيه بيع جزء منها بأسعار مرتفعة في الأسواق المحلية.

ووفقاً لشهادات من مواطنين، أكدوا أن بعض السلع التي يفترض أن تُوزع مجاناً تظهر لاحقًا للبيع في المحلات، مما يثير تساؤلات عن كيفية وصولها إلى التجار. يقول أحد المواطنين: “نحن نعاني من الجوع وننتظر هذه المساعدات بفارغ الصبر، لكنها تختفي أو تصل لمن لا يحتاجونها”.

تستمر سرقة شاحنات المساعدات الإنسانية التي تدخل إلى قطاع غزة، مما يهدد بتفاقم الأزمة الإنسانية في المنطقة. وفي ضوء هذه الأحداث، من المتوقع أن تقوم المنظمات الدولية بجلب شركات تأمين عالمية لضمان سلامة الشحنات وتسهيل عملية إيصال المساعدات إلى مستحقيها.

كما يعتزم سائقي الشاحنات تنفيذ إضراب عن العمل في الأيام القليلة المقبلة احتجاجًا على هذه السرقات، التي تحدث في ظل تواجد عناصر الجيش الإسرائيلي على الأرض، مما يثير تساؤلات حول دورهم في مراقبة الوضع.

من جهة أخرى، أوقف معبر كيسوفيم عن العمل بعد يومين فقط من بدء تشغيله مجددًا، حيث تم سرقة حوالي 38 شاحنة محملة بالمساعدات خلال هذه الفترة القصيرة. هذا التوقف يفاقم من الوضع المتردي في قطاع غزة، الذي يعتمد بشكل كبير على هذه المساعدات لتلبية احتياجات السكان.

دعوات لتدخل دولي

منظمات دولية عبرت عن قلقها من سوء إدارة المساعدات الإنسانية، ودعت إلى ضرورة وجود رقابة مستقلة لضمان وصولها للفئات الأكثر تضررًا. وأشارت منظمة الصليب الأحمر إلى أهمية أن تتم عمليات التوزيع بشفافية بعيدًا عن أي تدخلات سياسية أو فردية.

أسباب الظاهرة وتأثيرها

يرى مراقبون أن من بين أسباب هذه الظاهرة:
غياب الرقابة الكافية: ضعف الآليات الرقابية على المساعدات التي تدخل عبر المنافذ.
الظروف الأمنية المتدهورة: الفوضى الناتجة عن الحرب تسهم في سهولة الاستيلاء على المساعدات.
تدخلات جهات مجهولة: وجود أطراف تحاول استغلال الوضع لتمويل نفسها أو بيع المواد لتحقيق مكاسب.

ويحذر خبراء من أن استمرار هذه الممارسات قد يؤدي إلى زيادة معاناة السكان الذين يعتمدون على المساعدات لتلبية احتياجاتهم الأساسية، ويضر بسمعة المنظمات التي تقدم الإغاثة في المنطقة.

خطوات مطلوبة

دعت جهات عدة إلى ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة تشمل:
تعزيز الرقابة الدولية: لتأمين قنوات التوزيع وضمان وصول المساعدات مباشرة إلى المحتاجين.
إنشاء لجان محلية مستقلة: تتولى الإشراف على توزيع المساعدات بالتنسيق مع منظمات الإغاثة.
ملاحقة المتورطين: تقديم المسؤولين عن سرقة المساعدات إلى العدالة.

الأوضاع الميدانية

يُذكر أن قطاع غزة يعاني من أزمة إنسانية خانقة مع ارتفاع معدلات الفقر إلى أكثر من 80% واعتماد معظم السكان على المساعدات الدولية. وتفاقمت الأوضاع بعد الحرب الأخيرة التي أدت إلى دمار واسع وارتفاع كبير في أعداد المحتاجين.

ردود أفعال دولية

عبرت عدة جهات دولية، من بينها الأمم المتحدة وبرنامج الغذاء العالمي، عن قلقها إزاء التقارير الواردة وطالبت بضرورة إيجاد آلية عاجلة لضمان شفافية وفعالية إيصال المساعدات.

تجدر الإشارة إلى أن المساعدات الإنسانية تشكل ركيزة أساسية لبقاء السكان في غزة في ظل استمرار الحصار والعمليات العسكرية. لكن هذه الأحداث تؤكد الحاجة الملحة إلى إدارة أكثر شفافية وعدالة للتخفيف من معاناة المحاصرين في القطاع.

زر الذهاب إلى الأعلى