ما هو السبب الرئيس بتمسك الجيش الإسرائيلي بجثة السنوار
غزة – المواطن
أثار مطلب حركة حماس بتسليم جثمان يحيى السنوار، رئيس مكتبها السياسي السابق، جدلاً واسعاً وهدد بانهيار مفاوضات التهدئة مع إسرائيل.
ووفقاً لتقارير إعلامية، طالبت حماس بتسليم جثمان السنوار ضمن المرحلة الأولى من صفقة التبادل المرتقبة، وهو ما قوبل برفض قاطع من الجانب الإسرائيلي.
ونقلت هيئة البث الإسرائيلية “كان” عن مصدر إسرائيلي قوله إن “تل أبيب لن توافق على إدراج جثمان السنوار ضمن الصفقة”، معتبرة أن ذلك يُعد “إنجازاً كبيراً لحماس” لن تسمح به إسرائيل.
رفض إسرائيلي حاسم
يرى المحلل السياسي أنطوان شلحت أن إسرائيل تعتبر الإفراج عن جثمان السنوار “خطاً أحمر”، إذ تخشى أن يؤدي ذلك إلى تعزيز صورة السنوار كبطل قومي لدى أنصار حماس، وتحويل مكان دفنه إلى مزار شعبي. وأوضح شلحت لـ”إرم نيوز” أن أي تنازل في هذا الملف قد يهدد استقرار الائتلاف الحكومي بقيادة بنيامين نتنياهو، خاصة في ظل الضغوط المتزايدة من الأحزاب اليمينية المتشددة.
وأشار شلحت إلى أن السنوار، الذي تصفه إسرائيل بـ”العقل المدبر” لهجمات السابع من أكتوبر/تشرين الأول، يمثل قضية استثنائية بالنسبة لإسرائيل، التي ترفض إدراجه في أي مرحلة من مراحل الصفقة مع حماس.
موقف حماس
من جهته، قال المختص في الشأن الإسرائيلي كمال الأسطل إن حماس تدرك حساسية إسرائيل بشأن جثمان السنوار، وقد تضطر إلى تأجيل هذا الملف للمرحلة الأخيرة من مفاوضات التهدئة. وأضاف الأسطل أن الحركة قد تضع الإفراج عن الجثمان في إطار تبادل أوسع يشمل جثامين الإسرائيليين المحتجزين لدى المقاومة.
وحذر الأسطل من أن تمسك حماس بهذا الشرط في الوقت الراهن قد يؤدي إلى انهيار المفاوضات، وهو ما قد تكون له تبعات كارثية على الحركة، خاصة مع اقتراب تولي الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب منصبه، والذي قد يتبنى سياسات أكثر تشدداً تجاه القضية.
سيناريوهات المرحلة المقبلة
وفقاً للخبراء، من المحتمل أن تقبل إسرائيل في المستقبل بإطلاق جثمان السنوار، ولكن فقط مقابل تنازلات كبيرة وغير مسبوقة من حماس، تتعلق بإدارة قطاع غزة وشكل الحكم فيه بعد انتهاء الحرب. ومع ذلك، يبقى هذا السيناريو مرتبطاً بتطورات المفاوضات وشروط الطرفين في المراحل المقبلة.