سيناريوهات ما بعد المرحلة الأولى في مفاوضات غزة

تترقب الأوساط السياسية والميدانية مساء السبت موعد انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وسط غياب أي تقدم في مفاوضات المرحلة الثانية، التي كان من المفترض أن تبدأ في 3 فبراير/ شباط الماضي، وفق ما نص عليه الاتفاق الذي دخل حيز التنفيذ في 19 يناير/ كانون الثاني 2025.
سيناريوهات ما بعد انتهاء المرحلة الأولى
مع تعثر المفاوضات، يبرز عدد من السيناريوهات المحتملة لمصير الاتفاق، تتراوح بين:
- استئناف العدوان الإسرائيلي وتصعيد العمليات العسكرية.
- تمديد الوضع الراهن مع استمرار الضغط الإسرائيلي على غزة.
- التوصل إلى اتفاق شامل يشمل وقفًا دائمًا لإطلاق النار وانسحاب القوات الإسرائيلية.
إسرائيل تسعى للتمديد.. وحماس ترفض
تسعى إسرائيل إلى تمديد المرحلة الأولى من صفقة التبادل بهدف الإفراج عن أكبر عدد من أسراها دون تقديم أي تنازلات إضافية، فيما ترفض حركة حماس ذلك، مؤكدة ضرورة التزام تل أبيب ببنود الاتفاق، التي تشمل الانسحاب من القطاع ووقف العدوان بالكامل.
الموقف الإسرائيلي وتصاعد الضغوط
بحسب القناة 12 العبرية، عقد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اجتماعًا استثنائيًا بعد عودة وفد التفاوض من القاهرة، حيث لم يتحقق أي تقدم في المباحثات، مع إصرار حماس على بدء المرحلة الثانية وفق الاتفاق، الذي ينص على انسحاب إسرائيل من محور فيلادلفيا.
القناة 13 الإسرائيلية نقلت عن مسؤولين تأكيدهم أن إسرائيل ترفض الانتقال للمرحلة الثانية بسبب رفضها الانسحاب من القطاع وإنهاء الحرب، فيما تواصل الولايات المتحدة الضغط على مصر وقطر لضمان استمرار المرحلة الأولى وفق الرؤية الإسرائيلية.
موقف حماس
أكد المتحدث باسم حماس، حازم قاسم، أن الحركة تتواصل مع الوسطاء، خاصة مصر وقطر، لإلزام إسرائيل بتطبيق الاتفاق كاملاً، مشددًا على أن تل أبيب لم تبدأ بعد في مفاوضات المرحلة الثانية رغم مرور المهلة المحددة لذلك.
وأشار إلى أن إسرائيل تحاول تمديد الصفقة بهدف استعادة أسراها دون تقديم أي التزامات، مؤكدًا رفض حماس لهذه الصيغة وحرصها على تنفيذ الاتفاق بكل مراحله.
خيارات المرحلة القادمة
يرى محللون أن السيناريوهات المحتملة تشمل:
- استئناف الحرب الإسرائيلية بدعم أمريكي، وهو سيناريو محفوف بالمخاطر إقليميًا ودوليًا.
- الإبقاء على التهدئة مع تكثيف الضغوط على حماس عبر التحكم في إدخال المساعدات واستهداف قيادات المقاومة.
- التمديد مع تصعيد محدود عبر توغلات برية وقصف جوي متقطع لفرض شروط تفاوضية جديدة.
- التوصل إلى اتفاق شامل يؤدي إلى وقف دائم للحرب، وانسحاب القوات الإسرائيلية من غزة، وهو السيناريو الأكثر تعقيدًا.
المشهد الإقليمي والدولي
تظل التطورات الإقليمية والدولية عاملاً رئيسيًا في تحديد مسار المرحلة المقبلة، إذ تلعب الولايات المتحدة ومصر وقطر دورًا محوريًا في التوصل إلى حلول، بينما تعكس المواقف الإسرائيلية تيارات متطرفة ترفض أي حل سياسي طويل الأمد.
يذكر أن الحرب الإسرائيلية التي بدأت في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، أسفرت عن أكثر من 160 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء، وسط دمار واسع النطاق وواقع إنساني كارثي في القطاع.