خاص المواطن: هل الخلافات الداخلية في إسرائيل تقوّض استراتيجيتها في حرب غزة؟
القدس المحتلة – المواطن
تشهد الساحة السياسية الإسرائيلية حالة من الانقسام والخلافات الداخلية المتزايدة بشأن الحرب الجارية في غزة، حيث تتباين المواقف بين القيادة السياسية والعسكرية، وبين الأحزاب المختلفة في الحكومة والمعارضة حول استراتيجيات الحرب، وأهدافها، ومدى تحقيق هذه الأهداف. وتتصاعد الانتقادات من جهات متعددة حول كيفية إدارة الصراع، وتأثيراته على الأمن الإسرائيلي والمجتمع الدولي.
الخلافات السياسية
أبرز الخلافات ظهرت داخل الحكومة الإسرائيلية نفسها، حيث يواجه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو انتقادات من بعض الوزراء والمسؤولين الأمنيين بشأن إطالة أمد الحرب وعدم وضوح أهدافها. بعض الوزراء، خاصة من أحزاب اليمين، يدعون إلى تكثيف العمليات العسكرية والإطاحة بحركة حماس بالكامل، بينما يعارض آخرون هذه الرؤية خوفًا من التداعيات الإنسانية والدولية التي قد تنجم عن تصعيد غير محسوب.
كما تتفاقم الخلافات بين الحكومة والمعارضة، حيث يشكك زعماء المعارضة، وعلى رأسهم يائير لابيد وبيني غانتس، في جدوى الاستراتيجية الحالية. ويطالبون بمراجعة شاملة للسياسات المتبعة، معتبرين أن نتنياهو يستغل الحرب لتحقيق مكاسب سياسية داخلية، بينما يعاني المجتمع الإسرائيلي من تصاعد الخسائر والخطر الأمني المتواصل.
الخلافات العسكرية
على المستوى العسكري، تسود اختلافات بين القيادة العسكرية حول الأساليب المستخدمة لتحقيق الانتصار. بينما يدعو بعض الجنرالات إلى توسيع نطاق الهجمات العسكرية، يرون آخرون ضرورة لتجنب الخسائر الكبيرة في صفوف المدنيين الفلسطينيين خوفًا من تداعيات سياسية ودبلوماسية. كما توجد آراء حول ضرورة التعامل بحذر مع الموقف المصري والقطري، اللذين يلعبان دورًا رئيسيًا في الوساطة لتحقيق وقف إطلاق النار.
التأثيرات على المجتمع الإسرائيلي
من جهة أخرى، تتصاعد حالة من التوتر والانقسام داخل المجتمع الإسرائيلي حول استمرار الحرب، حيث يعرب بعض الإسرائيليين عن دعمهم لسياسات الحكومة الحالية ويطالبون بمزيد من الحزم في التعامل مع حماس، فيما ينتقد آخرون الحرب باعتبارها تزيد من عدم الاستقرار وتؤدي إلى خسائر بشرية كبيرة دون تحقيق تقدم ملموس على الأرض.
تظهر مظاهر الاحتجاجات في الشوارع ووسائل الإعلام، حيث تعكس الصحافة الإسرائيلية هذا الانقسام الحاد. تتحدث بعض وسائل الإعلام عن أهمية استمرار الحرب لتحقيق الردع ضد حماس، بينما تركز وسائل أخرى على الكلفة الإنسانية والاقتصادية المتزايدة.
الخلافات الدولية
إلى جانب الخلافات الداخلية، تواجه إسرائيل ضغوطًا دولية متزايدة لوقف العمليات العسكرية. ويتزايد الجدل حول كيفية التعامل مع هذه الضغوط، حيث يدعو بعض المسؤولين إلى المرونة مع الجهود الدولية للوساطة، بينما يرى آخرون أن الاستجابة لهذه الضغوط ستعتبر تراجعًا أمام حماس، ما يضر بقدرة الردع الإسرائيلية.
خلاصة
في ظل هذه الخلافات الداخلية، يبدو أن إسرائيل تواجه تحديات متعددة الجوانب في إدارة الحرب على غزة، حيث يتطلب تحقيق توازن بين الاستراتيجية العسكرية الفعالة، والحفاظ على الدعم الداخلي، والتعامل مع الضغوط الدولية.
