غزة تنزف: جوع وقتل وفلتان أمني وسط حرب إسرائيلية مدمرة
غزة – المواطن
يعيش قطاع غزة حالة من الفلتان الأمني غير مسبوقة في ظل استمرار الحرب الإسرائيلية المدمرة، حيث تتوالى الحوادث المؤلمة يومًا بعد يوم.
وبخلاف أي حرب سابقة، يواجه الغزيون حالياً، في مناطق واسعة من القطاع، تصاعداً في انتشار الجريمة التي شملت عمليات قتل وسطو وسرقة ونهب وفوضى، وصلت إلى حد أخذ الثارات القديمة المعلقة، ونهب بيوت مسكونة أو مدمّرة، ومهاجمة مستشفيات وقوافل مساعدات، والكثير من عمليات البلطجة ضد المواطن العادي.
ففي دير البلح وسط القطاع، قُتلت ثلاث نساء برصاص حراسة أمنية لأحد المخابز، بينما تعرض الدكتور عماد الحوت، مدير مستشفى غزة الأوروبي، وسائقه سليم أبو طه، للاحتجاز الإجباري وسرقة السيارة الإدارية التابعة لوزارة الصحة بالقرب من محطة التحلية بخانيونس.
وفي حادث آخر، لقي مواطن مصرعه وأصيب آخرون من عائلة الأقرع جراء إطلاق نار في دير البلح، ما يرفع من معدل الحوادث اليومية التي تهز القطاع.
هذا ويواصل قطاع غزة معاناته من أعمال السرقة والنهب، حيث يتم اعتراض شاحنات المساعدات الإنسانية ونهب محتوياتها، ما يفاقم من معاناة الأسر المحتاجة.
واستنكرت قبيلة السواركة في بيان لها ما قامت به صباح اليوم السبت 23/11/2024 جماعة مسلحة مكونة من اكثر من 15 مسلح بالهجوم والقتل والاعتداء والضرب والسرقة من بيت المغدور محمد يحيى ابو شريف (السواركة).
وأشارت إلى أن المسلحين قاموا بسرقة السيارة والاموال والذهب ونهب معونات البيت وقاموا بضرب النساء وترهيب الاطفال الصغار والاعتداء على والد المغدور.
وقالت إن هذا القتل والنهب المتعمد الذي قامت به هذه الجماعة المسلحة التي تتستر تحت غطاء وقناع الحكومة يمثل إساءة بالغة لكرامة عائلتنا وقبيلتنا بأكملها، مؤكدة أننا سنقوم بملاحقه ومطاردة ومحاسبة هؤلاء الاشخاص شرعا وعرفا وقانونا وعشائريا جزاءا على فعلهم.
وطالبت القبيلة الجهات المختصة بالتحقيق العاجل وتسليم الاشخاص الذين قاموا بفعلتهم بالقتل والسرقة والضرب لمحاسبتهم على فعلتهم المشينة.
فيما تداول نشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أنباء عن قيام وحدة ســهـم التابعة لوزارة الداخلية لغزة بتصفية محمد_يحيى_عبد_ابو_شريف سكان دير البلح بعد قيامه بقطع الطريق على شاحنات المساعدات وسرقتها.
وفي وقت يشهد فيه القطاع أزمة شديدة في توفير الخبز، بدأ سكان غزة يواجهون المجاعة بسبب النقص الحاد في المواد الغذائية وارتفاع أسعار الخبز، مما يزيد من أعبائهم اليومية. وتقف الطوابير الطويلة أمام المخابز التي تكافح لتلبية احتياجات السكان في ظل انقطاع الوقود والكهرباء، ما يزيد من معاناة المدنيين الذين باتوا يعانون من الجوع وفقدان الأمل في الحصول على لقمة عيشهم.
ويشير عدد من السكان إلى تصاعد عمليات السرقات، في ظل انقطاع التيار الكهربائي وضعف الأمن، مما يعرض السكان لخطر متزايد.
وسط هذه الفوضى، يبقى سكان قطاع غزة رهائن لحرب مستمرة منذ 7 أكتوبر 2023، يعانون من الجوع والقهر والقصف المستمر، فيما تتزايد حوادث العنف والسرقة وتنهار منظومة الأمن، ما يزيد من عمق الأزمة الإنسانية في القطاع.