الرئيس الإيراني: مستعدون لتخفيف التوترات مع “إسرائيل”..ولا نريد القتال
نيويورك – المواطن
أعرب الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان يوم الاثنين، عن استعداد بلاده لخفض التوترات مع إسرائيل طالما رأت نفس مستوى الالتزام من الجانب الآخر، معتبراً أن اندلاع حرب في المنطقة “لن تخدم مصلحة أي طرف”، وأضاف: “لا نريد القتال”.
وقال بزشكيان للصحافيين، قبل انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك: “نحن على استعداد لوضع جميع أسلحتنا جانباً طالما كانت إسرائيل مستعدة لفعل الشيء نفسه، ونحن لا نسعى إلى زعزعة استقرار المنطقة”، بحسب ما نقلته “بلومبيرغ”.
واتهم الرئيس الإيراني إسرائيل، بالسعي إلى حرب أوسع في الشرق الأوسط، ونصب “فخاخ” لجر بلاده إلى صراع أوسع.
وصرح بزشكيان أن إيران لا تريد ان تشهد توسع الحرب الحالية في غزة، وتوسيع نطاق القصف الجوي عبر الحدود الإسرائيلية – اللبنانية.
وأضاف أنه بينما تؤكد إسرائيل أنها لا تريد توسيع نطاق الحرب، فإنها تتخذ إجراءات تثبت عكس ذلك.
واستشهد بزشكيان بالانفجارات القاتلة لأجهزة الاستدعاء وأجهزة الاتصال اللاسلكية وغيرها من الأجهزة الإلكترونية في لبنان الأسبوع الماضي، التي ألقى باللوم فيها على إسرائيل، واغتيال رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية في طهران عشية تنصيب الرئيس الايراني.
وأوضح أن “إيران تريد السلام لكنها ستدافع في وجه الظلم الذي يقع على حلفائها، الذين يتخذون قراراتهم الخاصة بشأن العمل العسكري”. وتابع: “هم لا يتلقون الأوامر من أي أحد. ليس الأمر وكأن اليمنيين ينتظرون منا أن نخبرهم بما يجب فعله أو عدم فعله”.
وأشار بزشكيان إلى أنه في حال “اندلاع حرب في المنطقة، فلن تخدم مصلحة أي طرف. نحن لا نريد القتال. إنها إسرائيل التي تريد جر الجميع إلى الحرب وزعزعة استقرار المنطقة”.
ولفت الرئيس الإيراني، إلى أن بلاده لم تكن تعلم مسبقاً بهجمات “حماس” على إسرائيل في 7 أكتوبر الماضي، والتي أشعلت الحرب في غزة، مشيراً إلى أن كل من الولايات المتحدة وإسرائيل على علم بذلك.
وقال الرئيس الإيراني عن إسرائيل “إنهم يجروننا إلى نقطة لا نريد الذهاب إليها. لا يوجد رابح في الحرب. نحن نخدع أنفسنا فقط إذا صدقنا ذلك.”
ولدى سؤاله عن موعد رد إيران على مقتل هنية، أجاب “سنقوم بالرد في الوقت والمكان المناسبين”.
وأشار بزشكيان إلى أن الهجمات الإيرانية بالطائرات المسيرة والصواريخ على إسرائيل في أبريل ردا على الهجوم على مبنى قنصلي إيراني في العاصمة السورية ألقت طهران باللوم فيه على إسرائيل، أثبت قدراتها الدفاعية.
وأكد أن إيران لا تزود روسيا بالصواريخ الباليستية لمهاجمة أوكرانيا، مضيفا “لم نوافق قط على عدوان روسيا على أوكرانيا”.
ويتواجد بزشكيان في الولايات المتحدة وذلك للمشاركة للمرة الأولى له في الاجتماع السنوي للأمم المتحدة، حيث من المقرر أن يلقي كلمته يوم الثلاثاء.
ومن المتوقع أيضاً أن يلقي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كلمته في القمة نفسها بعد يومين، رغم أن جدول رحلاته لم يتم الانتهاء منه بعد، بحسب “بلومبيرغ”.
جاء تعليق الرئيس الإيراني في الوقت الذي بلغت فيه التوترات بين إيران وإسرائيل ذروتها، بعد أن ألقت طهران باللوم على تل أبيب في انفجار واسع النطاق طال أجهزة “البيجر” وأجهزة اللاسلكي في لبنان، ما أودى بحياة عدة أشخاص وإصابة الآلاف، بما في ذلك سفير إيران في بيروت، فيما هددت إيران بالانتقام.
وكان الهجوم، الذي لم تؤكد إسرائيل مسؤوليتها عنه أو تنفه، يستهدف أعضاء من جماعة “حزب الله”.
وتنخرط إسرائيل و”حزب الله” في تبادل مستمر لإطلاق الصواريخ. وإذا تصاعد ذلك إلى حرب إقليمية شاملة، فمن المرجح أن تنجر الولايات المتحدة وإيران، التي تعتبر الحزب أهم حلفائها العسكريين في الشرق الأوسط، إلى الصراع، بحسب “بلومبيرغ”.
الاتفاق النووي
وعن بدء جولة جديدة من المحادثات بشأن الاتفاق النووي المبرم عام 2015، أعرب بزشكيان عن استعداده لإحياء المحادثات، مشيراً إلى أنه سيسعى لدفع الولايات المتحدة لرفع العقوبات الاقتصادية.
وذكر أن إيران مستعدة للعودة إلى الاتفاق الأصلي، لافتاً إلى أن طهران تواصل التحرك نحو الأهداف المحددة في ذلك الاتفاق.
وانسحبت الولايات المتحدة في 2018 خلال ولاية الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب من الاتفاق النووي الموقع بين طهران و6 قوى عالمية في عام 2015، والذي وضع قيوداً على برنامج إيران النووي مقابل رفع عقوبات دولية مفروضة عليها.
ونفى بزشكيان الذي تولى منصبه في يوليو الماضي بعد وفاة الرئيس الراحل إبراهيم رئيسي في حادث تحطم طائرة مروحية، أن تكون إيران قد زودت روسيا بالأسلحة لدعم حربها ضد أوكرانيا، خلافاً لما تقوله الولايات المتحدة.
وقال: “نحن لا نوافق على العدوان الروسي ضد أوكرانيا. ولم نزوّدهم بأي صواريخ باليستية، ولن نفعل ذلك”.
ومنذ تجديد العقوبات الأميركية خلال عهد ترامب رفضت طهران التفاوض مباشرة مع واشنطن، وعملت على ذلك من خلال وسطاء أوروبيين أو عرب.
ويأمل قادة طهران في تخفيف العقوبات الأميركية التي ألحقت ضرراً كبيراً باقتصاد البلاد. وساءت علاقات طهران مع الغرب منذ هجوم حركة “حماس” على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر، ومع زيادة دعمها لحرب روسيا في أوكرانيا، بحسب وكالة “رويترز”.
وقالت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، إن واشنطن ليست مستعدة لاستئناف المحادثات النووية مع إيران.