ماذا ينتظر حركة حماس بعد اغتيال السنوار… من سيخلف السنوار؟
غزة – المواطن
بعد اغتيال يحيى السنوار يوم الأربعاء الماضي في غزة، يثار العديد من التساؤلات حول من سيخلفه على رأس حركة حماس، وما إذا كانت الحركة ستتمكن من التعافي من هذه الضربة القاسية. السنوار، الذي كان يعتبر العقل المدبر لهجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، أصبح شخصية محورية في الحركة، حيث تولى رئاسة المكتب السياسي لحماس في أغسطس 2024 بعد اغتيال إسماعيل هنية في ضربة نسبت إلى إسرائيل في طهران.
محللون يرون أن اغتيال السنوار يشكل فراغاً قيادياً كبيراً داخل الحركة التي عانت من خسائر عدة في قياداتها خلال الأشهر الأخيرة. ورغم أن إسرائيل اعتبرت اغتياله انتصاراً كبيراً، فإن المحللين يرون أن إرثه قد يكون مصدر إلهام لجيل جديد من الفلسطينيين الذين عاشوا تحت وطأة الحرب المدمرة التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة. هذا الجيل الذي فقد الأمل في حل سياسي قد يجد في رموز المقاومة أمثال السنوار أيقونة للصمود.
أكدت حماس، من جهتها، عبر خليل الحية، عضو مكتبها السياسي، أن الحركة لن تتأثر بقتل قادتها، بل إنها ستصبح أكثر قوة وصلابة. يرى المحللون أن الحركة تمتلك قدرات تنظيمية تمكنها من الاستمرار في القتال، رغم التحديات الميدانية والسياسية التي تواجهها.
من سيخلف بعد السنوار
فيما يتعلق بمن سيخلف السنوار، تبرز عدة أسماء مرشحة لقيادة الحركة. محمد السنوار، شقيق يحيى، يعد أحد الأسماء البارزة رغم افتقاره للكارزما التي تمتع بها أخوه، إلا أن سمعته كمقاتل ومناضل تعزز من فرصه في تولي القيادة. من جهة أخرى، قد تعود القيادة إلى شخصيات موجودة خارج غزة، مثل موسى أبو مرزوق وخليل الحية، أو خالد مشعل الذي كان زعيماً للحركة بين 1996 و2017.
ويرى أندرياس كريغ، المحلل المتخصص في شؤون الشرق الأوسط بجامعة “كينغز كوليدج”، أن اغتيال السنوار يترك فراغاً كبيراً في قلب الحركة التي تعتمد على القيادة العملياتية. وفي الوقت نفسه، يؤكد جيمس دورسي، الباحث في معهد دراسات الشرق الأوسط بجامعة سنغافورة، أن حماس أظهرت قدرة على الصمود رغم اغتيالات قادتها المتكررة، مشيراً إلى أن مقتل قادة مثل السنوار لن يوقف المقاومة المسلحة في غزة، بل قد يزيد من صمودها.
من المتوقع أن تظل حماس، رغم الخسارة الكبيرة التي تعرضت لها، فاعلاً رئيسياً في الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، حيث لا تزال الحرب في غزة تغذي المقاومة، في ظل ظروف معيشية صعبة يعاني منها سكان القطاع، وهو ما يعزز من تأثير قادة مثل السنوار في تشكيل المستقبل السياسي للمنطقة.