علاقة الاحتلال مع ميتا
كشف برنامج “ما خفي أعظم” الذي تبثّه قناة الجزيرة في حلقةٍ جديدة نشرت، مساء اليوم الجمعة، عن تعاونٍ خطيرٍ
ما بين شركة “ميتا” المالكة لموقع “فيسبوك” وعدّة مواقع تواصل أخرى، مع الاحتلال الصهيوني بأجهزته وأذرعه الأمنية
من أجل قمع المحتوى والصوت الفلسطيني.
ونشر البرنامج في هذه الحلقة التي حملت عنوان “الفضاء المغلق”، اعترافات خطيرة لـ”اريك باربينغ” المسؤول
السابق للوحدة السيبرانية “الإسرائيليّة” التابعة لجهاز “الشاباك” الصهيوني عن العلاقة مع شركة “فيسبوك”
لإزالة المحتوى المناهض للاحتلال من على المنصّة.
وخلال فترة الإعداد للتحقيق، أنشأ فريق عمل البرنامج صفحتين على منصة “فيسبوك”، واحدة عربية بمضمونٍ فلسطيني،
وأخرى عبرية بمضمون “إسرائيلي” تحريضي.
“ما خفي أعظم”: تفاصيل صادمة حول علاقة الاحتلال مع فيسبوك
حيث كشفت التجارب اليوميّة مع هذه الصفحات من قِبل فريق البرنامج، عن حجم التناقض في التعامل مع المحتويين،
حيث تم حظر وتقييد الصفحة العربية لنشرها صور شهداء ومضامين إخبارية فلسطينيّة
تتضمن أسماء فصائل أو شهداء أو مدن، بينما لم تواجه الصفحة العبرية أي حظر أو تقييد رغم نشرها منشورات تحريضيّة
تدعو لقتل العرب، ورغم نشرها صورًا لتدريب مستوطنين يهود على السلاح بينهم أطفال.
وخلال التحقيق، قال “باربينغ”، إنّ “العلاقة متينة مع شركة ميتا المالكة لفيسبوك ومنصات أخرى كالانستغرام
وواتساب، و”إسرائيل” عبر عمل منظم استهدفت إزالة الحسابات والمحتوى المناهض لها والمحرض على العنف”، على حد زعمه.
وبيّن أنّ “أغلب الطلبات التي تقدمها الوحدة السيبرانية “الإسرائيلية” لفيسبوك حول إزالة منشورات ضد “إسرائيل”
يتم الاستجابة لها، وهدف “إسرائيل” ليس إزالة مفردات محددة فقط على منصة فيسبوك، بل استهداف محتوى
كامل” في إشارة إلى المحتوي الفلسطيني والعربي.
تفاصيل صادمة حول علاقة الاحتلال مع شركة “فيسبوك”
وكشف مسؤول الوحدة السيبرانية، أنّ “التعاون مع فيسبوك تعدى طلبات الازالة والتقييد والحذف للمنشورات
والحسابات إلى طلبات بإبقاء بعض المنشورات على المنصة لأغراض استخباريّة”.
وقال أيضًا، أنّ “شركة ميتا استعانت بالعديد من الخبرات “الإسرائيلية” التي عملت في الوحدات العسكرية
والتقنية التابعة لجيش الاحتلال”، كاشفًا عن “تعاون فيسبوك في تتبع خلية اختطفت 3 مستوطنين ب الخليل عام 2014″، كما ادّعى.
كما عرض التحقيق الإحصاءات الرسمية لنشاط الوحدة السيبرانية “الإسرائيلية”، حيث وثّقت تصاعداً ملفتاً في
نشاط الوحدة بخصوص طلبات الازالة أو تقييد الوصول للمحتوى الفلسطيني على منصات شركات “ميتا” منذ العام ٢٠١٦
وحتى العام ٢٠٢٠، حيث بلغ عدد الطلبات التي أرسلت للشركة من الوحدة أكثر من ٤٥٠٠ طلبًا، وخلال
معركة “سيف القدس ” في أيار عام ٢٠٢١، قالت الوحدة إنّ “المحتوى المبلغ عنه قد ازداد بأكثر من ثمانية أضعاف”.
أمّا في العام الماضي وخلال شهر واحد فقط، أرسلت الوحدة السيبرانية التابعة للاحتلال أنّ “أكثر من ٥٠٠٠ طلب إزالة
وتقييد للمنصات وتم الاستجابة لها”.
“ما خفي أعظم”: تفاصيل صادمة حول علاقة الاحتلال مع فيسبوك
كما وكشف التحقيق عن أسماء نافذة “إسرائيلية” في شركة ميتا مثيرة للجدل مثل “جوردانا كوتلر” مستشارة نتنياهو السابقة
والتي عينت مديرة للسياسات العامة لـ”إسرائيل” والشتات اليهودي في فيسبوك، وأيضًا آدم موسيري مدير انستاغرام وديفيد فيشر
ميتا المدير المالي
المدير المالي لفيسبوك وهو ابن ستانلي فيشر محافظ البنك المركزي “الإسرائيلي” السابق، فضلاً عن ايمي بالمر المديرة
السابقة فيما تسمى “وزارة العدل الاسرائيليّة” وهي الجهة المسؤولة عن وحدة السايبر التي تحارب المحتوى الفلسطيني
والتي عينت عضوًا في مجلس الاشراف الذي شكلته فيسبوك”.
وحينما سأل مقدّم البرنامج عضو مجلس الاشراف في فيسبوك “جولي اوانا” عن مدي استقلالية المجلس في ظل أنه
يضم في عضويته مسؤولة حكومية “إسرائيلية” سابقة،
كما وانسحبت من اللقاء وتذرّعت بأنّ “السؤال لم يكن متفقًا عليه،وأن وقت المقابلة انتهى”.
وأكد المسؤول السابق للسياسات العامة في الشرق الأوسط في “فيسبوك على “توسع النفوذ
“الإسرائيلي” في المؤسسة، والذي انعكس على حيادية وشفافية الشركة ومنصاتها”.
ومن بين المعلومات اللافتة التي تضمنتها الحلقة، هي أنّ شركة “فيسبوك” ما تزال تحظر استخدام كلمة شهيد رغم توصية مجلس الإشراف بالشركة على إنهاء تقييدها.