في ظل الحديث عن زلزال مدمر.. طلب متزايد على رادار كشف الأحياء خلف الجدران في تركيا
في الوقت الذي تزايد في تركيا الطلب على رادار كشف الأحياء خلف الجدارن (DAR) الذي تم تطويره لأغراض عسكرية، تعمل الشركة المنتجة على إجراء دراسات لتعزيز فعالية الجهاز بمواجهة الكوارث الطبيعية.
وقال يوسف خيرلي، كبير الفنيين في شركة “هندسة تقنيات الدفاع المحدودة” التركية (STM)، إن الشركة تعمل على زيادة فعالية وإمكانيات الجهاز، للمساهمة في مواجهة آثار الكوارث الطبيعية.
وأضاف أن الجهاز “يستخدم في الكشف عن الأجسام الحية الموجودة خلف الكتل الخرسانية والطوب، وهو ما ساعد في إنقاذ أرواح آلاف الأشخاص من تحت أنقاض الزلازل”.
وأشار إلى أن تقنية الرادار تمكّن من الكشف عن أصغر الحركات مثل التنفس خلف 3 جدران وحركة الصدر وحركة الكتف والتلويح باليد ونقر الأصابع.
ونوه إلى أن الجهاز تم إنتاجه في البداية لأغراض دفاعية، إلا أنه وفي الوقت نفسه، أظهر نجاعة كبيرة في الكشف عن مواقع العالقين تحت الأنقاض خلال الكوارث الطبيعية.
وأضاف خيرلي: “تؤثر سماكة الجدران وكثافة الأثاث بالداخل (..) على عمل الجهاز أثناء جهود البحث والإنقاذ”.
وأردف: “لقد سهل الجهاز تحديد أماكن المحاصرين تحت الأنقاض ورؤية حركاتهم حتى الدقيقة منها مثل حركة التنفس”.
وأكمل موضحا: “بعد تحديد أماكن المحاصرين تمكنت فرق البحث والإنقاذ من انتشالهم في أسرع وقت ممكن”.
وتابع: “تم تطوير الجهاز لاكتشاف الأجسام الحية الموجودة خلف الجدران والأماكن التي يتعذر الوصول إليها خلف الكتل الخرسانية، بواسطة إشارات الرادار المستخدم من قبل القوات العسكرية والأمنية أثناء العمليات التي تجري في المناطق السكنية ومكافحة الإرهاب وعمليات إنقاذ الرهائن”.
استخدامات مدنية وعسكرية
وأفاد خيرلي، بأن الشركة وأثناء تطويرها للجهاز، توقعت إمكانية استخدامه في الزلازل والكوارث الطبيعية والانهيارات الجليدية والحرائق.
وأضاف: “عقب وقوع الزلزال، توجه فريق من الشركة إلى ولاية هطاي (جنوب)، مكون من 8 أشخاص و4 أجهزة”.
وتابع: “أردنا استخدام هذا المنتج في مناطق الزلزال لأول مرة، وبالفعل تمكنا بواسطته من تحديد موقع أكثر من 50 محاصرًا تحت الأنقاض”.
وفي 6 فبراير/ شباط الماضي ضرب جنوب تركيا وشمال سوريا زلزال بقوة 7.7 درجات وأعقبه آخر بقوة 7.6 درجات، وتبعتهما آلاف الهزات الارتدادية العنيفة.
“كنا نعمل في حي أونباشي بمدينة أنطاكيا بالتعاون مع فريق من مديرية الإطفاء، تمكنا في هذه المنطقة والمناطق المجاورة من تحديد موقع مئات المحاصرين والمساهمة في تسريع عملية الإنقاذ”، أضاف المتحدث.
وأوضح أن “الرادار وفرق البحث والإنقاذ كانا في سباق مع الزمن من أجل تحديد مواقع المزيد من المحاصرين تحت الأنقاض وتسهيل عمليات إنقاذهم دون تعرضهم للأذى”.
ونوه إلى أن المساهمة الكبيرة التي وفرها الجهاز زاد من الطلب عليه في عموم تركيا، وأن الشركة تعمل على إجراء دراسات لتعزيز فعالية الجهاز في مواجهة الكوارث الطبيعية.
واستطرد: “تلقينا طلبات كثيرة من مختلف فرق البحث والإنقاذ وفي مقدمتها الإدارة التركية للكوارث والطوارئ (AFAD)، قدمنا عروضنا التوضيحية ووفرنا لهم معلومات حول استخدام الجهاز”.
وأضاف: “نعتقد أن عدد الطلبات سيشهد ارتفاعا في الفترة المقبلة وسنكون سعداء لرؤية الأجهزة التي طورناها بجهود محلية ووطنية تعمل في أيدي فرق البحث والإنقاذ”.
ويستخدم الجهاز موجات الراديو لتحديد الأجسام الحية في الأماكن التي لا يمكن فيها إجراء اتصال بصري مع الهدف بسبب وجود حواجز خرسانية، وفق المتحدث.
ويمكن للرادار كذلك النفاذ من أنواع مختلفة من الجدران، كتلك المصنوعة من القرميد والجص والخشب والأسمنت والبلاستيك.
ويتميز الجهاز بإمكانية حمله بيد واحدة، وإمكانية استخدامه لأغراض مدنية وعسكرية، ما يجعله حلا مثاليا في اللحظات الحرجة من العمليات العسكرية.