حقيقة صورة المعتقل السوري عقب تحريره من سجن صيدنايا
غزة – المواطن
الخبر المتداول
تداولت حسابات وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي حديثًا صورة ، على أنّها للحظة خروج معتقل سوري من سجن صيدنايا .
ذلك بعد سيطرة المعارضة السورية على السجن وإطلاق سراح جميع معتقليه.
الحقيقة :
بالتحقق من الادّعاء تبيّن أنّه زائف، إذ إنّ الصورة عبارة عن لقطة شاشة من مقطع فيديو مولد بالذكاء الاصطناعي وليس حقيقيًّا.
الفيديو نشره حساب متخصص في توليد مقاطع الذكاء الاصطناعي
عثرنا على المقطع الأصلي منشورًا بتاريخ الرابع من ديسمبر/كانون الأول الجاري، ضمن حساب على منصة تيك توك يدعى “sanzaruu”.
وهو حساب متخصص بإنشاء مقاطع فيديو باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي.
ويظهر في المقطع شاب يخرج من حفرة تحت الأرض، ممسكًا بعنكبوت ضخم في يده. وأشار الحساب إلى أنّ الفيديو مولد بالذكاء الاصطناعي.
مقطع الفيديو مولد بالذكاء الاصطناعي عن استكشاف الأماكن الضيقة.
وسبق أن نشر الحساب مقاطع فيديو أخرى تم إنشاؤها باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، تُظهر أشخاصًا يخرجون من حفر، وهم يمسكون بحيوانات زاحفة.
يأتي تداول الادّعاء، عقب تحرير قوات المعارضة السورية، أمس الأحد الثامن من ديسمبر، عددًا من المعتقلين من القسم الأحمر في سجن صيدنايا بريف دمشق.
ذلك بعد اقتحامه، وذلك إثر إسقاط المعارضة نظام بشار الأسد.
وأطلقت عائلات المعتقلين مناشدات لتأمين الإفراج عن ذويهم، مشيرين إلى أنّ بعضهم ما زال محتجزًا في الطوابق السفلية داخل السجن ذاته
في السياق، أكّد المكتب الإعلامي لمحافظة ريف دمشق في بيان أنّ “الوضع في سجن صيدنايا مأساوي”.
وأشار إلى أن هناك أعدادًا كبيرة من المعتقلين في الطوابق السفلية لم يتمكن أحد من الوصول إليهم حتى الآن، رغم الجهود المستمرة.
ووجّه المكتب نداءً قال فيه: “من لديه معلومات عن كيفية الوصول إليها، يتجه إلى هناك أو يخبرنا”.
من جهتها، قال الدفاع المدني السوري “الخوذ البيضاء” في بيان اليوم.
إنّ فرقها المختصة تعمل بكامل طاقتها للبحث في سجن صيدنايا عن أي أبواب أو أقبية سرية قد تكون موجودة، رغم تضارب المعلومات حول الموقع.
وأكّدت الوزارة أنّها فتحت عدة مناطق داخل السجن، بما في ذلك المطبخ والفرن، دون أن تجد شيئًا حتى الآن.
وأضافت أنّها تستمر في البحث في جميع أنحاء السجن، وترافق فرق البحث دليلين يعرفان تفاصيل السجن.
وكانت المعارضة السورية أعلنت فجر يوم أمس الأحد، أنّها تمكنت من اقتحام سجن صيدنايا في العاصمة دمشق، وإطلاق سراح الآلاف من المعتقلين الذين كانوا محتجزين بداخله.
وجاء في بيانها “نزف إلى الشعب السوري نبأ تحرير أسرانا وفك قيودهم، وإعلان نهاية حقبة الظلم في سجن صيدنايا”.
منظمة العفو الدولية تطلق اسم المسلخ البشري على سجن صيدنايا
يقع سجن صيدنايا قرب دير صيدنايا على بُعد 30 كيلومترًا شمالي العاصمة السورية دمشق.
ويُعد من أكثر السجون العسكرية تحصينًا في سوريا، ويُطلق عليه اسم “السجن الأحمر” نتيجة للأحداث الدموية التي شهدها في عام 2008.
كما أطلقت منظمة العفو الدولية على سجن صيدنايا اسم “المسلخ البشري” بسبب الانتهاكات الشنيعة التي كانت تُمارس داخله، حيث كانت الحكومة السورية تُنفذ عمليات إعدام جماعي بحق المعتقلين.
كذلك أكّدت المنظمة أنّه منذ عام 2011، تم تنفيذ العديد من عمليات الإعدام في سجن صيدنايا عبر الشنق في ساعات الليل المظلمة، وبسرية تامة.
إضافة إلى ذلك، تعرض المعتقلون لعمليات تعذيب مستمرة، مع حرمانهم من الطعام والماء والعلاج الطبي، مما أدى إلى وفاة الآلاف منهم.
كما أكّدت أنّ هذه الانتهاكات لم تكن تصرفات عشوائية، بل كانت جزءًا من سياسة منهجية تهدف إلى قمع أي معارضة للنظام السوري.
كما أشارت إلى أن عمليات القتل والتعذيب والاختفاء القسري التي وقعت في سجن صيدنايا تمت بإشراف أعلى مستويات الحكومة السورية، مما جعلها تُعتبر “جرائم ضد الإنسانية”.