تقرير أمني يحذر من خطر استراتيجي يواجه “الاحتلال”
رام الله – المواطن
أصدر معهد أبحاث الأمن القومي في جامعة “تل أبيب” اليوم الثلاثاء 21 مارس 2023، ما وصفه بـ”الإنذار الإستراتيجي” على خلفية خطة حكومة الاحتلال لإضعاف جهاز القضاء، وجاء فيه أن “الشرخ الداخلي بسبب دفع الإصلاح يهدد الأمن القومي الإسرائيلي”.
وبحسب البحث الذي أعدّه باحثون في المعهد، وتم نشره اليوم الثلاثاء، فإن “التهديدات الأمنية على إسرائيل اشتدت جدا مؤخرا”، مشيرا في هذا السياق إلى إيران “التي تحولت إلى دولة عتبة نووية” ووثقت علاقاتها مع روسيا والصين، والسعودية، وإلى التوتر الأمني المتصاعد في الضفة الغربية، وفي المسجد الأقصى خصوصا، وإلى أداء حزب الله “الذي يدل على تآكل الردع تجاهه”.
وأضاف البحث أنه في وضع كهذا “كان يتوقع أن تركز إسرائيل كل اهتمامها على مواجهة هذه التهديدات، الخطيرة جدا، إلا أن الأزمة الداخلية تمسّ بقدرتها على القيام بذلك. والضرر الأخطر حاصل في الجيش الإسرائيلي كجهاز كان دائما فوق أي خلافات داخلية، وعلى الاستعداد للخدمة فيه، الذي لا يستند فقط إلى التجنيد الإلزامي وإنما على الشعور بالانتماء والروح المشتركة”.
ورأى البحث أنه “ليس صدفة أن الضرر كبير بشكل خاص في منظومة قوات الاحتياط وخاصة في وحدات النخبة التطوعية – الطواقم الجوية، الوحدات الخاصة، ووحدات الاستخبارات. ويواجه ضباط كبار صعوبات في المناورة بين ضرورة الحفاظ على الجيش الإسرائيلي من التأثيرات السامة للمواجهة وبين معرفتهم للمحتجين – وكثيرون منهم من أفضل الجنود والضباط في الجيش”.
وأضاف أن “ضررا ملحوظا بات حاصلا نتيجة هذا كله للتكتل والثقة المتبادلة داخل طواقم الجنود، وبينهم وبين الضباط. وإذا استمر دفع الإصلاح قدما سيسبب على الأرجح أضرارا أخطر للأداء الدائم للجيش الإسرائيلي ولجهوزيته لسيناريو طوارئ”.
وتابع البحث أن “الانشغال بالمواجهة الداخلية يمتص إلى داخلها جميع القيادة السياسية والأمنية، ولذلك سيقلص من قدرة الانشغال بالقضايا الأمنية المشتعلة – إيران، الوضع في يهودا والسامرة (الضفة الغربية) والجبهة الشمالية. وبالطبع، هذا ينطبق أيضا على الوضع الاقتصادي والعلاقات مع الولايات المتحدة. وأخيرا، لا شك في أن ما يحدث في إسرائيل شفاف بالكامل تجاه الخارج، ويتلقى أعداؤها تشجيعا من الأزمة الداخلية، وحتى أنه قد يغررون على إثر ذلك بتنفيذ خطوات خطيرة”.
وحذر من “تقويض ملحوظ في المناعة الاجتماعية في إسرائيل”، والذي يصل إلى حد “تفتت اجتماعي”. كذلك حذر من أنه “لا يمكن استبعاد إمكانية التدهور إلى هوة عنف شديد وواسع بين متطرفين في المعسكرين الخصمين، وبضمن ذلك استخدام السلاح”.
ووفقا للبحث، فإن الأزمة الداخلية الحاصلة في “إسرائيل” ألحقت ضررا بأداء الشرطة، خاصة إثر “تقاسم الصلاحيات الإشكالي والتوتر الحاصل بين وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، وضباط الشرطة”. وشدد البحث على أن “مؤشرات على التسييس يستهدف الثقة المتدنية أصلا بين الجمهور والشرطة”، وأنه “يتوقع أن يواجه الشاباك تحديات مشابهة”.
واعتبر البحث أن “عدم مشاركة المجتمع العربي (فلسطينيو الداخل) في الاحتجاجات ينطوي على خطر كبير على الأمن القومي”. وتابع في هذا السياق أن “الابتعاد عن الانضمام للاحتجاجات يعني تعزيز التقوقع وتعميق الفجوة والعداء بين العرب واليهود.. ووضع كهذا من شأنه تعزيز مجموعات راديكالية من كلا الجانبين ودفع نحو عنف على خلفية دينية وقومية” على حد تقدير التقرير.
وتتواصل التظاهرات الحاشدة، للأسبوع الـ 11 على التوالي، بعدة مناطق من الدولة العبرية، ضد خطة الإصلاح القضائي لحكومة الاحتلال بقيادة نتنياهو. وتقول المعارضة إن الخطة تمثل “بداية النهاية للديمقراطية”، فيما يردّد نتنياهو أنها تهدف إلى “إعادة التوازن بين السلطات (التنفيذية والتشريعية والقضائية) الذي انتُهك خلال العقدين الأخيرين”.
وتتضمّن الخطة تعديلات تحدّ من سلطات المحكمة العليا (أعلى سلطة قضائية) وتمنح الحكومة سيطرة على تعيين القضاة