الدوحة – المواطن
أفادت مصادر أمريكية وقطرية لشبكة CNN بأن قطر وافقت مؤخرًا على طلب أمريكي بطرد حركة حماس من أراضيها، وذلك بعد محاولات مستمرة على مدى أشهر لإقناع الحركة المسلحة، التي يقيم كبار قادتها في الدوحة، بقبول وقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن المحتجزين في غزة.
رسالة بلينكن
وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن وجه رسالة حازمة إلى قطر بداية الشهر الجاري، طالب فيها بإبلاغ حركة حماس بضرورة تنفيذ اتفاق تبادل الرهائن ووقف إطلاق النار، بهدف إنهاء الحرب في غزة، وإلا قد تواجه الطرد من الدوحة حيث يقيم كبار قادة الحركة، وفقًا لما ذكره مسؤولان أمريكيان لـCNN.
وجاء هذا الضغط الأمريكي في ظل تعثر المفاوضات بين حماس وإسرائيل، قبل أن تعود الحركة للمفاوضات مع مطالب جديدة جرى مناقشتها هذا الأسبوع في الدوحة. وكانت هذه المحادثات غير المباشرة بين الطرفين، بوساطة قطرية ومصرية، هي الأولى على هذا المستوى منذ أسابيع، ومن المتوقع استئنافها يوم الجمعة.
وذكر مصدر مطلع أن بلينكن سلّم هذه الرسالة لرئيس الوزراء القطري ووزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في اجتماع بواشنطن يوم 5 مارس. ووفقًا لمسؤولين أمريكيين، أبدت قطر تفهمًا للرسالة، حيث تلقتها دون معارضة تُذكر، وقد كانت شريكًا رئيسيًا للولايات المتحدة في الجهود المبذولة للوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.
وفي سياق متصل، بعث 14 عضوًا جمهوريًا في مجلس الشيوخ الأمريكي رسالة إلى وزارة الخارجية، يطالبون فيها بتجميد أصول قادة حماس المقيمين في قطر، وطلبوا من الدوحة إنهاء استضافتها لكبار قادة الحركة وتسليم بعضهم، بما في ذلك خالد مشعل.
وأكدت الرسالة على ضرورة تجميد أصول قادة حماس، ومنعهم من الظهور الإعلامي، ووقف استقبالهم للزوار الأجانب أو السفر إلى الخارج. كما دعت إلى تسليم القيادي خالد مشعل للولايات المتحدة، والسعي لإصدار لوائح اتهام بحق مسؤولين آخرين في حماس، ومن ضمنهم خليل الحية المقيم في قطر، لدوره في قتل واحتجاز رهائن أمريكيين.
رويترز
أفاد مسؤول رفيع في الإدارة الأمريكية، يوم الجمعة، لوكالة “رويترز” بأن الولايات المتحدة أبلغت قطر بعدم قبولها استمرار تواجد حركة “حماس” في الدوحة، خاصة بعد أن رفضت الحركة في الأسابيع الأخيرة مقترحًا جديدًا للتوصل إلى اتفاق حول الرهائن في غزة.
وقال المسؤول، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، إن “رفض حماس المتكرر للمقترحات بشأن إطلاق سراح الرهائن يعني أنه لم يعد هناك مجال لاستضافتهم في عواصم أي من شركاء الولايات المتحدة”. وأوضح أن واشنطن شددت على هذا الموقف لقطر بعد رفض الحركة لمقترح آخر للإفراج عن الرهائن قبل عدة أسابيع.
وأضاف المسؤول أن قطر أبلغت قادة “حماس” بهذا الطلب قبل حوالي عشرة أيام، وأن هناك تواصلًا مع واشنطن بخصوص إغلاق المكتب السياسي للحركة. ومع ذلك، نفت مصادر في “حماس” أن تكون الدوحة قد أخطرتهم بأي طلب مماثل، فيما لم يصدر تعليق رسمي من الخارجية القطرية حول الأمر.
موقف قطر
وكان رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري قد أوضح، في مايو الماضي، أن وجود “حماس” في الدوحة كان جزءًا من جهود الوساطة لفتح قنوات اتصال مع إسرائيل، ما ساهم في تحقيق عدة اتفاقات خلال النزاعات السابقة، مؤكدًا أن المكتب سيظل مفتوحًا طالما استمرت الحرب على غزة.
من جانبه، أشار السفير القطري لدى الولايات المتحدة، الشيخ مشعل بن حمد آل ثاني، في نوفمبر 2023، إلى أن فتح مكتب سياسي لـ”حماس” في الدوحة جاء بطلب من واشنطن. وفي مقال نشره في “وول ستريت جورنال”، أكد السفير أن هدف قطر هو السعي لوقف الحرب وضمان إيصال المساعدات الإنسانية، مشيرًا إلى أن سمعة بلاده كوسيط موثوق قد تحققت بفضل القدرة على التعامل مع جميع الأطراف.
جدير بالذكر أن “حماس” افتتحت مكتبها السياسي في الدوحة عام 2012، ويقيم بعض قادتها بشكل دائم في العاصمة القطرية.