نازحون من غزة في داغستان يروون رحلة الخروج من جحيم الحرب
موسكو – عزات محمد
مع استمرار حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة، نزحت أعداد كبيرة من الفلسطينيين إلى جنوب قطاع غزة، وأعداد أخرى نزحت إلى دول أخرى، بعد دفع مبالغ كبيرة لما يسمى “جهات التنسيق”. ورحلة معاناة النزوح لا تتوقف عند الخروج من حدود القطاع، فالنازحون بحاجة إلى دعم ومساعدة لتأمين الإيواء والغذاء والخدمات الأساسية، وتوفير فرص العمل والتعليم لتحسين ظروفهم المعيشية.
يقول الدكتور مازن نور الدين الحاصل على شهادة الدكتوراه في القانون الجنائي من جامعة أثينا الوطنية “أعمل عميد كلية العلوم الشرطية والقانون بجامعة الأمة ومحاضراً في الجامعات الفلسطينية، بعد بدء الأحداث في السابع من أكتوبر اتصلت قوات الاحتلال بنا ونحن في البيت الواقع بمدينة غزة، وهددتنا بالرحيل والخروج مباشرة من البيت”.
ويضيف: “رحلنا من البيت إلى منطقة أخرى حسب ما طلب منا جيش الاحتلال الإسرائيلي، وفي كل منطقة كنا ننزح إليها كان يتم تهديدنا من خلال الإتصال المباشر بنا، في نهاية المطاف اضطررنا للنزوح إلى جنوب قطاع غزة، وتحديداً إلى مدينة خانيونس”.
ووضح قائلاً: مكثنا هناك مدة خمسين يوماً ونيف، وبعد ذلك تواصلت معنا السفارة الروسية لاجلائنا من قطاع غزة، وبالفعل قامت الحكومة الروسية بتسجيل أسمائنا ودعوتنا إلى معبر رفح للخروج من خلاله”.
وتابع نور الدين “توجهنا إلى المعبر مع العائلة، وهناك استقبلتنا القنصلية الروسية بكامل طاقمها، وقامت بتسهيل الإجراءات بشكل رائع، وبالفعل تم إجلاؤنا إلى مدينة القاهرة ومن ثم إلى موسكو”.
وأشار إلى أنه في موسكو استقبلتهم الحكومة الروسية وعاملتهم بشكل ممتاز جداً وقدمت لهم الرعاية، ثم اقترحت عليهم عدة خيارات من أجل راحتهم منها تحديد مكان الإقامة، من إحدى الخيارات للإقامة كانت داغستان كون البيئة والطبيعة والظروف التي تحيط بهذا البلد تتطابق مع ظروف النازحين الاجتماعية والدينية.
وتابع “توجهنا إلى داغستان أنا وكل العائلات النازحة من قطاع غزة، والحكومة الداغستانية عملت بكل جهدها من أجل راحتنا كنازحين فلسطينيين، وعاملتنا بأفضل صورة، وقدمت لنا كافة الخدمات من مأوى ومسكن ومشرب ومأكل، إضافة لعملية دمجنا في سوق العمل مؤقتاً لحين رجوعنا إلى بلدنا الحبيبة فلسطين”.
وبين نور الدين أن كل الأسر النازحة في داغستان ينتظرون كل دقيقة وثانية حتى تضع الحرب أوزارها ويتمكنوا من العودة إلى فلسطين قائلا: “سنبنيها مجدداً، وهذا هو همنا الأول والأخير، نحن هنا طوال اليوم نتابع الأخبار، وفي الوقت نفسه نراجع علمنا وفقهنا في العلوم التي تفقهنا فيها وتعلمناها، وكل ما يهمنا الآن أن نساند شعبنا في فلسطين وفي غزة على وجه الخصوص كي نخرج من هذه المحنة والأزمة إن شاء الله”.
وتقول السيدة الروسية يلينا ناجي النازحة من قطاع غزة عقب إندلاع الحرب الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر “كنت أسكن في شمال غزة عندما بدأت الحرب، ثم نزحنا إلى أحد المدارس في جنوب قطاع غزة وتحديداً في مدينة رفح”.
وتابعت ناجي قائلة “عشنا في خيمة بجانب المدرسة لأنها كانت مكتظة بالنازحين، كان وقتاً صعباً للغاية، لم يكن هناك ماء ولا طعام، وإزداد الأمر سوءاً حينما أصبح الجو بارداً”.
وبينت قائلة: “بفضل الله أولاً، ثم بمساعدة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، تمكنا من السفر إلى خارج قطاع غزة، حيث تم إجلاؤنا إلى داغستان، ونحن الآن نعيش هنا، الشعب الروسي والشعب الداغستاني قاموا بمساعدتنا وقدموا لنا الدعم النفسي والأموال”.
وتابعت الروسية ناجي “أقاربي ما زالوا في غزة، ونحن قلقون بشدة حيالهم، فهم يعيشون الآن في المدارس حيث الأمور تشتد صعوبة، ويشتكي الناس من قلة الطعام، فالكثير هناك فارقوا الحياة بسبب الجوع، وندعو الله أن تنتهي الحرب قريباً”.
وبحسب الإحصائيات الصادرة عن محافظ محافظة شمال سيناء فقد تم تسجيل عبور ونزوح نحو(10) آلاف شخص عبر معبر رفح من قطاع غزة إلى الجانب المصري منذ بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر من العام المنصرم حتى 2 فبراير من العام الحالي.
نحو 1500 شخص من الذين خرجوا عبر معبر رفح هم مصابون ومرضى فلسطينيون من سكان غزة، توجهوا للعلاج في مستشفيات مصر، وبعض الدول الشقيقة والصديقة، يرافقهم نحو 2000 شخص من أقاربهم، بالإضافة إلى نحو 2400 من الأجانب والفلسطينيين مزدوجي الجنسية، ونحو(4) آلاف مصري من العالقين في قطاع غزة.