معارك “طاحنة” في سوليدار.. هجمات أوكرانية مضادة جنوبا وموسكو تلمح لدخول بيلاروسيا الحرب
حرب روسيا وأوكرانيا
أكدت قيادة عمليات الجنوب الأوكرانية تنفيذ هجمات مضادة على مواقع تمركز القوات الروسية في مقاطعات خيرسون وزاباروجيا وميكولايف جنوبي البلاد، وأنها تعمل على تدمير التعزيزات الخاصة بها وخطوط إمدادها لا سيما من شبه جزيرة القرم.
وتتزامن هذه التطورات مع تصاعد التوتر بين أوكرانيا وجارتها بيلاروسيا حليفة موسكو على خلفية مناورات مشتركة بين البلدين، وفي وقت يتواصل فيه الغموض بشأن مدينة سوليدار الإستراتيجية بمقاطعة دونيتسك، والتي تؤكد موسكو السيطرة عليها في حين تنفي كييف ذلك.
وقال المسؤول بوزارة الخارجية الروسية أليكسي بوليشوك اليوم الجمعة إن بيلاروسيا قد تدخل الصراع في أوكرانيا، إذا قررت كييف “غزو” أي من البلدين.
ونقلت وكالة تاس عن وزارة الخارجية الروسية قولها إن المناورات العسكرية مع بيلاروسيا تهدف لثني خصوم روسيا عن التصعيد العسكري.
وكانت وزارة الدفاع الروسية قالت إن لجنة عسكرية روسية بقيادة قائد القوات البرية أوليغ ساليوكوف زارت بيلاروسيا، وتفقدت القوات المشتركة هناك قبل أيام من انطلاق المناورات المشتركة بين البلدين.
وقد أكد المتحدث باسم قيادة القوات الجوية الأوكرانية أن معظم الصواريخ الباليستية الروسية التي استهدفت بلاده أُطلقت من أراضي بيلاروسيا، مشيرا إلى أن القوات الأوكرانية تُعزز قدراتها الدفاعية على الحدود تحسبا لأي تطورات، ومحذرا من نشر أسلحة تكتيكية روسية في بيلاروسيا.
كما شككت المتحدثة باسم قيادة العمليات الجنوبية في الجيش الأوكراني ناتاليا هومينيوك في حقيقة المناورات التي ستجريها قوات روسية وبيلاروسية قرب الحدود مع بلدها، مؤكدة -في مقابلة مع الجزيرة- أن الجيش الأوكراني مستعد لمواجهة أي عدوان محتمل يمكن أن يكون مصدره بيلاروسيا.
وقد أعلن حلف شمال الأطلسي “ناتو” (NATO) أنه سينقل عددا من طائرات الاستطلاع المتمركزة في ألمانيا إلى رومانيا، لتكون أقرب إلى أوكرانيا ولمراقبة الأنشطة العسكرية الروسية في المنطقة.
وأضاف أن الطائرات ستصل إلى العاصمة الرومانية بوخارست الثلاثاء المقبل لتعزيز وجود حلف الناتو ومراقبة الأنشطة العسكرية الروسية.
وأوضح أن طائرات الإنذار المبكر والتحكم القادرة على رصد الطائرات على بعد مئات الكيلومترات ستتمركز في قاعدة قرب بوخارست، على بعد حوالي 200 كيلومتر من الحدود الأوكرانية.
معارك سوليدار
على صعيد آخر، لا يزال الغموض يحيط بمصير المعارك الدائرة في مدينة سوليدار شرقي أوكرانيا، رغم تأكيد مجموعة فاغنر الروسية الخاصة أن مقاتليها حسموا المعارك على الأرض.
وتنفي كييف هذا الادعاء، مؤكدة أن جنودها لا يزالون يخوضون قتالا عنيفا هناك، ومتهمة موسكو بأنها ترسل آلافا من الروس إلى الموت على أمل تحقيق مبادرة إستراتيجية في المدينة.
وفي هذا الصدد، أكدت وزارة الدفاع الروسية أن قواتها سيطرت بشكل كامل على المدينة الليلة الماضية، مشيرة إلى أن الاستيلاء عليها سيسمح بعزل القوات الأوكرانية في باخموت المجاورة.
وتتمتع سوليدار بموقع إستراتيجي، إذ لا تبعد عن مدينة باخموت سوى 10 كيلومترات، مما يسمح للقوات الروسية باستهدافها، بالإضافة إلى موقعها في شبكة الطرق بمقاطعة دونيستك، كما أنها لا تبعد كثيرا عن مدينة كراماتورسك التي لا تزال تحت سيطرة الجيش الأوكراني.
أما غانا ماليار نائبة وزير الدفاع الأوكرانية فقالت صباح اليوم الجمعة إن الجيش الأوكراني يتصدى حاليا لهجوم روسي “مكثف جدا” في سوليدار، على الرغم من “ليلة ساخنة” في هذه البلدة الصغيرة الواقعة شرقي البلاد.
كما ذكر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن مدينتي سوليدار وباخموت هما القضية الأولى، وأن المعركة هناك هي من أجل دونيتسك، مشيرا إلى أن المقاتلين الأوكرانيين في سوليدار يتمسكون بمواقعهم ويلحقون خسائر كبيرة بالعدو، حسب تعبيره.
وأكد المستشار في الرئاسة الأوكرانية ميخائيل بودولياك أن المدينتين تحت سيطرة القوات الأوكرانية، وقال إن كسر الروس في هذه المعركة سيشكل نقطة تحوّل كبيرة.
وقد أكدت بالفعل قوات دونيتسك الموالية لروسيا أن جيوبا للمقاومة ما زالت موجودة في سوليدار، في حين أعلنت وزارة الدفاع الروسية استمرار ما سمتها العمليات العسكرية “الناجحة” لقواتها في محور دوينتسك.
وقد نشرت وسائل إعلام روسية وصحفيون عسكريون روس صورا لتدمير آليات وقوام اللواء الأوكراني الـ61 خارج سوليدار مساء أمس الخميس.
وتفيد هذه المصادر بأن المدفعية الروسية ألحقت خسائر كبيرة باللواء الـ61 الذي أرسل إلى سوليدار، حيث تقدر الخسائر البشرية بنحو 300 قتيل في صفوف القوات الأوكرانية.
حظر على الدبابات
من ناحية أخرى، أعلن مستشار للرئاسة الأوكرانية رفع الحظر المفروض على تصدير الدبابات إلى بلاده، مشيرا إلى أن القرار العملي لشركاء أوكرانيا هو أن تفي بجميع مهامها في هذه الحرب.
وأضاف “سنتسلّم هذه الدبابات والمدرعات خلال شهرين أو 3. سنتسلّم أيضا في النهاية صواريخ بعيدة المدى، ليس لضرب العمق الروسي، بل لضرب مستودعات الذخيرة في الأراضي المحتلة التي تبعد عن الجبهات، هذا ما سيفرض نهاية الحرب والنصر الأوكراني”.