مصدر مصري يكشف موقف القاهرة من مقترح إسرائيلي بشأن معبر رفح
المواطن – رام الله
برزت مسألة إدارة معبر رفح الحدودي بين مصر وغزة كأحد الملفات الشائكة في القضية الفلسطينية، مع تأكيد إسرائيل تمسكها بالسيطرة الأمنية على المعبر، بينما أجمعت الأطراف الأخرى، مصر والسلطة الفلسطينية، على ضرورة عودته لإدارة فلسطينية خالصة طبقًا لاتفاق 2005.
اتفاقيات وتفاهمات دولية
كشف عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، أحمد مجدلاني، أن اتفاقًا تم التوصل إليه مؤخرًا في القاهرة يعيد موظفي هيئة المعابر الفلسطينية وقوات الأمن التابعة للسلطة لإدارة معبر رفح وفق ما تم تحديده في اتفاق المعابر عام 2005، الذي تضمن مشاركة الاتحاد الأوروبي كطرف ثالث مشرف على العملية.
التحديات الميدانية والسياسية
ومنذ مايو الماضي، أحكمت القوات الإسرائيلية سيطرتها على الجانب الفلسطيني من المعبر بعد تدميره جزئيًا إثر قصف إسرائيلي، مع فرض شروط مشددة لإدارة المعبر، من بينها وجود إسرائيلي دائم. وهو ما رفضته مصر، معتبرة أن هذا الطرح يتناقض مع الاتفاقيات الدولية.
تصعيد داخلي وخارجي
في الوقت ذاته، برزت تصريحات إسرائيلية تُقلل من سيطرة السلطة الفلسطينية على المعبر، فيما أوضح مجدلاني أن انسحاب القوات الإسرائيلية من المعبر تم الاتفاق عليه في القاهرة. وقد طالب الطرف الإسرائيلي بعرض أسماء الجرحى ومرافقيهم قبل عبورهم، استنادًا إلى التفاهمات المتعلقة باتفاق وقف إطلاق النار.
جهود مصرية للحل
أكدت مصر رفضها التام لأي تواجد إسرائيلي على المعبر في أي صيغة إدارية أو أمنية، وذلك خلال اجتماع لرئيسي الموساد والشاباك مع المسؤولين المصريين. وشدد الرئيس عبد الفتاح السيسي على التزام مصر بتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بالكامل، مع ضمان تقديم المساعدات الإنسانية واستعادة الخدمات لقطاع غزة، ومنع أي محاولات للتهجير القسري.
أفق التسوية والتفاوض
محللون يرون أن تصريحات إسرائيل بشأن إدارة المعبر تستهدف الرأي العام الداخلي، بينما على الأرض يبقى البحث عن حلول وسطية خيارًا واقعيًا. وأوضح الخبير العسكري المصري محمود محيي الدين أن الاتفاق الأخير يعيد الوضع إلى طبيعته، باستعادة السلطة الفلسطينية لدورها الكامل على المعبر.
دور إنساني في مواجهة التحديات
في إطار جهود التهدئة، تتواصل عمليات إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة عبر معبر رفح، حيث وصلت خلال الأيام الأخيرة شاحنات محملة بالوقود والإمدادات الغذائية، في محاولة لتخفيف معاناة السكان وسط أجواء الحرب.
القضية الفلسطينية تبقى في قلب المشهد الدولي، حيث يبرز معبر رفح كرمز للتحديات السياسية والإنسانية المستمرة التي تواجهها فلسطين على طريق تحقيق السيادة الوطنية.