«محمد ناجى الابطاوى يحاكي في ديوانه: “حكايات الياسمين” أشعار بالعامية المصرية»
كتب شريف الهركلي
سنروي حكاية الشعر بالعامية بعد الإحتفاء بأحدث إصدارات الشاعر محمد ناجي الإبطاوي “حكايات الياسمين” أشعار بالعامية المصرية، في معرض القاهرة الدولي للكتاب الدوره 54 إقبالاً جماهيرياً لا تخطئه العين، حيث سجلت مبيعات حكايات رقماً قياسياً كسر معادلة “عزلة الكتاب والقراءة” لدرجة أن النسخ المطبوعة نَفذت تماماً في اليوم الثاني من المعرض، سر حكايات سحر الإبطاوي.
ومن محتوى الديوان:
ولأول مرة أحس بطعم المجهول معقول 15ساعة وأنا بأدعي الليل ما يطول علشان أسمعها بس تقول صباح الخير.
عاش الإبطاوي في الريف ولد عام ١٩٦٣م، منذ نعومة أظافره وهو يحلق في قرية ابطو بمحافظة كفر الشيخ قلعة الفكر حتى هبط في مدينة القاهرة جنة الإبداع والفنون ليكمل مسيرته الثقافية والفنية.
شاعر متفرد بين شعراء العامية نشر خمسة دواوين شعرية (حكايات محمد ناجي الإبطاوي، الرسم بالكلمات، عايشها بالفطره، حكايات الياسمين، الفجر الصادق) ورواية الفلاح والمدينة ومسرحية مطبوعة بعنوان: “الأبعديه” قاص وكاتب درامي ومسرحي و ممثل آخر عمل شارك فيه مسرحية بعنوان: “شيكو كوكو”مع عمالقة المسرح المصري شارك في بعض الأعمال الدرامية السينمائية، سينارست، وحكاى ماهر.
وعضو اتحاد كتاب مصر، عضو نقابة المهن التمثيلية عضو نادي ادب قصر ثقافة دسوق. عضو المؤتمر العام لأدباء مصر، عضو وأمين صندوق جمعية موهبين السينما والمسرح، مدير فرقة مسرح الموهوبين، حاصل على العديد من شهادات الشكر والتقدير من الجامعات المصرية والعالمية والهيئات والصالونات الثقافية، متعدد المواهب «كاركتر غريب» وتوليفة مختلفة،
حين تترجم خارطة وجهه للمرة الأولى يتولد لديك شعور أكيد بأنك أمام تركيبة عجيبة من السحر والحب الإنساني وسرعان ما تقدم قلبك له كالكتاب المفتوح.
سيأسرك بتلقائيته ويرمي إليك بأول طُعمٍ يصطاد به مودتك، قسمات وجهه مصرية فرعونية أصيلة، ملامحه ثلاثينياً والأوراق الثبوتية تؤكد أنه اقترب من الستين من عمره المفعم بروح الشباب.
متى نشأ الشعر العامي؟
منذ زمن بعيد قد يعود للعصر الجاهلي ،ظهر شعر عامي في جزيرة العرب سمي الشعر النبطي ، وهو باللهجة البدوية وانتشر بين سكان البادية (بادية المغرب العربي ، وبادية الجزيرة العربية ، وبادية الشام ، وبادية العراق …).
وظهر عند العرب سكان الحاضرة شعر شعبي سُمي بالشعر الزجلي، وظهر بمصر شعر شعبي وهو إمتداد للشعر العامي الذي ظهر في الأندلس، حيث كان يطوف مجموعة من الشعراء على الملوك لكسب المال، ويعود الفضل لهولاء الشعراء فى تطور الشعر العامي حيث كانوا يخالطون العامة، و قد أثارت الموشحات الأندلسية إعجاب هؤلاء الشعراء بما تتميز به من أنماط وأوزان اختلف عن شعر الفصحى، فساعد هذا الأمر على انتشار الموشحات الأندلسية بلغة عامية، وظل شعر العامية فى صورة المربعات أو فن الواو.
ومن أبرز شعراء العامية، عبد الله النديم، شاعر الثورة العرابية، بيرم التونسي ولغته الشعرية عامية ساخرة، ثم ظهر صلاح جاهين لقب بشاعر الثورة وفيلسوف الفقراء، ومن بعده الأبنودي اشتهر بكتابة العديد من الاغاني الوطنية، وفؤاد حداد وأحمد فؤاد نجم، محمد ناجى الإبطاوي وغيرهم من الشعراء العامية
نظرة الساسة والأدباء للشعر العامي؟
بداية تم إتهام شعراء العامية بأنهم يعملون ضد القومية العربية نتيجة لكتابتهم باللهجاب المحلية، رغم أنه تم استخدام الشعر العامي فى فترة السيتينات لزرع روح القومية العربية من خلال الشعر والأغنية، فكانت القصائد تنحاز الى الطبقات الشعبية وتروج للمد القومى فكان اختيار العامية دافعا قوميا لدى الشعراء، وكان الإتهام الثانى لشعر العامية هو السوقية والابتذال والتدنى الفنى وأبرز أنصار هذا الإتجاه الأديب نجيب محفوظ، إلا أن شعر العامية أثبت أنه يطرح أفكاراً أكثر عمقاً وفلسفة من نظريتها فى الفصحى، لذلك فأن ما يفرق بين شعر وشعر ليس فصاحته أو عاميته بل جودته والأفكار التى يطرحها.
مميزات الشعر العامي :
الإهتمام بالوجدان الشعبي، طرح رؤى فلسفية متعددة
تقوم موسيقاها على التنغيم وجمال الكلمات، المزج بين التفعيلات المتقاربة، تترجم عواطف ومشاعر وأوجاع الفقراء والبسطاء، انبثاقها من العربية الفصحى، قدرتها على التطور والتطوير … وغير ذلك من السمات المميزة لهذا اللون الشعري الشعبي.
الشعر بالعامية هو لغة أهل البلد والذي يبتعد عن الفصحى يستهوي الطبقة البسيطة من الفلاحين والعمال وأيضاً الطبقة المثقفة، بسحرها وألفاظها القريبة للقلب التي تحاكي أحلامهم وتروي حكاياتهم اليومية.
وأخيراً نؤكد على أن محمد ناجى الابطاوى ينبوع من الفكر والإبداع والخيال الخصب، الحروف والكلمات تحاكي عذابات الشعوب المطحونة.
خمسون عاماً وهو يحلق بأجنحته القوية في سماء الأدب ليثري صندوق الإبداع والتألق المصري والعربى.
2023/1/30م