أقلام

«مجلس الأمن الدولي والخدمات المجانية، بيان شرعنة الاستيطان الصهيوني !»

كتب شريف الهركلي

إن الاستيطان هو الغول الذي يلتهم الأراضي الفلسطينية، النظرية الأخطر من “الاحتلال الصهيوني” هي الإحلالي لأن أهم سمة للنشاط الاستيطاني في فلسطين منذ عام 1882 وحتى اليوم هي، الإحلالي الذي يهدف السيطرة على الأرض بدون ناس بنفيهم بالقتل، أو التهجير خارج أرضهم أو داخلها، فجوهره تناحري يقوم على نفي الآخر، بخلاف الإحتلال الذي يعني السيطرة على الأرض والناس للسيطرة على الموارد الإقتصادية.

“سياسية تهدف إلى السيطرة الجزئية والكاملة وتلاشي رويداً للشعب والقضية الفلسطينية، إن تفشي بقعة “الإستيطان” تعد كارثة فلسطينية يجب صدها سياسياً، ومن أولويات مقاومتها هي إنهاء الإنقسام الفلسطيني والخروج ببيان وطني موحد يشترك به كافة الأطر والمنظمات الفلسطينية، ويبقى السؤال هل مجلس الأمن الدولي بحاجة للتصويت على مشروع قرار يدين الإستيطان الصهيوني الغير شرعي في فلسطين؟!
هل عربياً وعروبياً نحتاج لتصويت على قرارات دولية تُدين عنصرية الإحتلال؟

إن من المؤلم الحديث عن تفاهمات بين السلطة وإسرائيل تؤدي لدولة الإمارات، بصفتها المندوب العربي في مجلس الأمن الدولي عدم التصويت وسحب مشروع قرار يطالب إسرائيل “بوقف فوري وكامل لجميع الأنشطة الاستيطانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة”، إنها تقارير واهية وتفاهمات قاتلة للحلم الفلسطيني وبوساطة أمريكية، أي تفاهمات يا قيادتنا الفلسطينية الحامية والمدافعة عن الحقوق، وهل شعبنا شارك في صنع قرار الإنسحاب، أم تكتفي القيادة بنشرها عبر شاشات التلفزة.

لقد أهلكتنا المفاوضات تحت الطاولة والتي تتسم بالمؤمرات والكوارث، نريد مفاوضات فوق الطاولة وبحضور وسائل الإعلام الفلسطينية والعربية والدولية.

إن قبول السلطة بوقف التصويت بمجلس الأمن على مشروع قرار يدين الإستيطان هو وهم وخديعة أمريكية للفلسطينيين بهدف إخراجها من إحراج حق الفيتو، وتخفيف الضغط على حكومة نتنياهو المتطرفة، و أيضاً الاحتفاظ بسلامة عملية الإستيطان.

بعد أن أعلنت إسرائيل تشريع تسع بؤر استيطانية في الضفة الغربية، ووافقت على تخطيط وبناء 10000 وحدة سكنية جديدة في المستوطنات القائمة، ومئات البيوت التي هدمت والبعض الآخر ينتظر على قائمة العنجهية الاسرائيلية.
نص البيان رئاسي هو أمر رمزي وغير ملزم و”غير قانوني” لم يدين الاستيطان.
مجلس الأمن الدولي يعتبر المستوطنات فقط “عقبة أمام عملية السلام”، أما “النشاط الاستيطاني الإسرائيلي المستمر يعرض احتمال حل الدولتين للخطر”.

وأعرب عن “قلقه العميق” بيان رومانسي يداعب ويجامل السياسة الإسرائيلية لذلك يخلو من الإشارة إلى إدانة الإستيطان باعتباره غير شرعي وغير قانوني ومخالف للقانون، واكتفى بالحديث عن “الانزعاج” والقلق، والحب والسلام والعدالة والتعايش بين الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي، كما أنه طالب السلطة الفلسطينية بمكافحة “الإرهاب”، دون أن يطالب دولة الكيان الإسرائيلي.

رسالتنا …
دائماً ندق أبوابكم ونستغيث بكم مجالس ولجان ومحاكم دولية لأن قوانينكم تُنادي بالسلام والعدل الإنساني، ولكن أي عدل وأي سلام؟

يا مجلس الأمن الدولي نريد من المشروع فقط وقف الإستيطان، وبعدها نتحدث عن إعادة الأرض المسلوبة جراء النشاط الاستيطاني عبر سنين مضت.

أي محادثات إيجابية بين النار والبنزين أي إجماع وشعبنا مغيب عن طاولة الشؤم والضياع التي تسحب أرواحنا ومشروعنا الذي يحطم آلة التغول والبطش الصهيونية، إنها خدمة مجانية للإحتلال وشرعنة الإستيطان أمام الراي العام العالمي.
2023/2/22م

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى