مجدلاني: القمة العربية الـ32 شكلت مدخلا لترميم العلاقات العربية السياسية الجديدة للسعودية
رام الله – المواطن
قال أمين عام جبهة النضال الشعبي وعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية د. أحمد مجدلاني، إن المملكة العربية السعودية وضعت في إطار التحضير للقمة العربية الأخيرة استراتيجية جديدة للتعامل مع القضايا الدولية والإقليمية، توجتها بالاستجابة للمبادرة الصينية المدعومة روسياً، بالاتفاق مع إيران، موضحا ان ذلك يعتبر مؤشراً على تراجع الدور الامريكي في المنطقة بشكل عام وفي منطقة الخليج العربي بشكل خاص.
وأوضح مجدلاني خلال الحلقة الأولى برنامج “قضايا الساعة – الموسم الثاني” الذي ينتجه مركز افق الحرية للدراسات والأبحاث بالشراكة مع شبكة وطن الإعلامية، ويقدمه د. طالب عوض، أن تراجع الدور الأمريكي في المنطقة اظهر قوة الصين وروسيا لقيادة العالم، والانتقال من عالم أحادي القطبية الى عالم متعدد الأقطاب، مبيناً ان نجاح الصين في حل الخلافات بين إيران ودول الخليج يعتبر مؤشراً على إمكانية أن تلعب الصين دورا في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
وأكد أن السياسية الجديدة للمملكة العربية السعودية ستؤدي الى تصفير الصراعات في اليمن والعراق وسوريا ولبنان، التي كانت ناجمة عن الصراع “السعودي – الايراني”، ما يؤسس لدور سعودي اقليمي في قيادة المنطقة العربية من خلال القمة الأخيرة، و”ترطيب” علاقتها مع تركيا، وخلق حدود واضحة في العلاقة مع “اسرائيل” واحداث توازن في العلاقات الدولية مع الولايات المتحدة وروسيا والصين.
ووصف مجدلاني القمة العربية بانها كانت قمة المصالحات عبر احتوائها صراعات ما يسمى بـ “الربيع العربي”، مشيرا الى انها شكلت مدخلا لترميم العلاقات العربية – العربية بما فيها عودة سوريا للجامعة العربية، ما اعاد الاعتبار والصدارة للقضية الفلسطينية ولمبادرة السلام العربية كأساس للحل.
ودعا مجدلاني الى ضرورة العمل لتطبيق مع جاء في خطاب الرئيس عباس في القمة العربية (الذي تبنته القمة)، بشأن خلق لجان قانونية، والمساعدة في محكمة العدل الدولية ومحكمة الجنايات الدولية، في تبني التفسير الفلسطيني بخصوص ماهية الاحتلال والمساعدة مع بلدان اخرى، في تقديم مرافعات بهذا الشأن والمساعدة في القضايا المرفوعة التي يتم التهرب منها من قبل المدعي العام للجنائية الدولية.
واكد ضرورة تطوير وتفعيل دور منظمة التحرير الفلسطينية، بما في ذلك المنظمات الشعبية واللجنة التنفيذية والمجلس الوطني واللجان المنبثقة عنه، داعيا الى توضيح العلاقة والادوار ما بين اللجنة التنفيذية والسلطة الفلسطينية، ومعالجة الخلل الناتج عن التداخلات في مهمات الطرفين، وعقد مؤتمرات المنظمات الشعبية المتوقفة منذ سنوات لتكون منتخبة.
وبشأن ملف المصالحة، قال مجدلاني إن حركة حماس تعاملت بانتقائية مع اعلان الجزائر الذي رسم خارطة طريق للمصالحة بجعلها تبدأ من المنظمة، بتشكيل قيادة مؤقتة وتنظيم انتخابات للمجلس الوطني، وأنها (حماس) تناست أن الخلاف مع حركة حماس على السلطة مؤكدا ضرورة الالتزام بالاتفاقية وفق الاولويات المطروحة، التي تبدأ في انتخابات المجلس التشريعي، ومن ثم الرئاسة والمجلس الوطني.
وفي ختام الحلقة أشار مجدلاني الى أن جبهة النضال الشعبي تتمتع بعلاقات جيدة مع كل من الصين وروسيا بالإضافة الى انها عضو في الاشتراكية الدولية، عدا عن علاقاتها مع الاحزاب العربية وخصوصا التقدمية، موضحا ان الجبهة تستثمر هذه العلاقات في تعزيز المسار السياسي والدبلوماسي، وطرح القضية الفلسطينية كأولوية في برامج الاحزاب وتفعيل التضامن مع شعبنا.