أقلام

طرق الحد من زيادة أمراض التقلبات الجوية في ظروف حياتية صعبة ..

كتب الدكتور الصيدلي : سلامة شلح

جرت العادة أن يعيش أهل غزة حياتهم بشكل طبيعي خلال فصول السنة المختلفة متخذين كافة الاحتياطات اللازمة للتأقلم مع الظروف و مستفيدين من كل الجوانب المختلفة للفصول الاربعة و متنعمين بخيرات كل فصل ..

ولكن .. في هذه الفترة كل شيء مختلف حيث تزداد الحالة سواء في ظل الحرب المستمرة وأصبح اغلب الناس بلا مأوى وبدون أدنى مقومات الحياة خاصة في ظل انعدام كافة وسائل تعزيز الصحة من طرق الوقاية والتغذية السليمة والبيئة الصحية حيث تتفشي الأوبئة و الأمراض نتيجة لما سبق بالإضافة لضعف شديد أصاب مناعة أجسامهم المنهكة بالخوف والتعب ..

ونركز هنا على أمثلة من الأمراض الموسمية المتوقعة خلال هذه الفترة خاصة ونحن على أعتاب فصل الشتاء وبعد أكثر من عام من التشريد والنزوح المتكرر والغالبية العظمى يعيشون في خيام بلاستيكية لا تقي من البرد أو الحر ..
وأكثر هذه الأمراض شهره هو ما يصيب الجهاز التنفسي خاصة بما يعرف بالرشح والانفلونزا وما يصاحبها من أعراض وهي تختلف في المسببات أما فيروسية أو بكتيريا حسب الأجواء ، حيث كان تفاديها قبل الحرب سهلا بتوافر الأغذية الغنية بالفيتامينات التي تقوي جهاز المناعة والتي أصبحت شبه معدومة أو غير متوفرة ويصعب الحصول عليها إن توفرت .

وبعض الأمراض الجلدية أيضا تنشط في هذه الأيام نتيجة البرد القارس و استخدام المياة الملوثة أو الغير صحية يتسبب في ذلك الالتهابات الفطرية أو حتى الحساسية الجلدية وتشقق الجلد ويلاحظ ذلك أيضا في الأطفال أو النساء و ممن يفتقدون لوسائل التدفئة .
وعموما كما ذكرت في البداية جميع أهل قطاع غزة سواء في مدينة غزة وشمالها أو جنوب غزة ومناطق النزوح أصبحت بيئة غير مناسبة صحياً لمن يعيشون فيها نظرا للظروف الحرب وما تبع ذلك من انعدام التغذية السليمة والمعالجة الصحيحة وشح الأدوية ..
ونوصي ببعض النصائح والارشادات التي قد تساهم في الحد أو التقليل من حدوث تلك الأمراض المتوقعة خلال هذه الفترة على أمل أن تعود الحياة إلى طبيعتها وسالف عهدها ..
والتي منها ..
اولا وأهم ما يمكن النصح به هو المحافظة على شرب كمية وافرة من الماء النقي الصالح للشرب قدر الإمكان بدرجة حرارة يتقبلها الجسم ولا تسبب اختلال في درجة حرارة الجسم والتي قد تصبح فرصة انتهازية لحدوث مرض ، بينما شرب الماء النقي بحد ذاته يجدد الحيوية للجسم ويحافظ على صحة الإنسان داخليا و خارجيا وله دور كبير كأحد عناصر التغذية وهو من المقومات الهامة للحياة .
ثم الاهتمام قدر المستطاع بالمحافظة على التدفئة المناسبة من الملابس والأغطية المتوفرة وعدم استخدام مصادر تدفئة أخرى كإشعال النيران فهي تؤثر سلبا على بيئة الخيام وقد تسبب حرائق أيضا ..
الابتعاد عن الأماكن المزدحمة كالاسواق أو التجمعات في استلام المعونات والتي قد تكون فرصة لانتقال العدوى وتفشي الأمراض ، واتخاذ سبل الوقاية البسيطة وارتداء الكمامات أو أي وسائل الوقاية المتاحة .
احرص على توفر بعض المستلزمات الصحية و الاعشاب الطبية وبعض الزيوت المناسبة التي تساعد في تقوية جهاز المناعة وتساهم في التخفيف من الأعراض والأمراض مثل الزهورات الطبية وزيت الزيتون وزيت السمسم ..
اذا توفرت أدوية أو مستلزمات الاسعافات الاولية التى تخفف من الأعراض يمكن الاحتفاظ بها واستخدامها عند الضرورة بعد الاستشارة الطبية من طبيب أو صيدلاني ، وعدم الاستخدام العشوائي للأدوية وخاصة المضادات الحيوية التي قد تسبب في إضعاف المناعة بدلا من الاستشفاء ، كما ويجب عدم استخدام أدوية الغير التي قد سبق استخدامها حتى لو نفس الاعراض الا بعد استشارة أيضا ..
بالنسبة لمرضى الامراض المزمنه والأمراض الصعبة المتابعة الدورية والتواصل الفوري في حال حدث تغيرات على صحتهم وزيارة اقرب مركز صحي أو نقطة طبية
الاهتمام بالنظافة العامة والنظافة الشخصية وعدم استخدام أدوات الغير لتفادي الإصابة بالعدوى أو الأمراض الفطرية ، و نؤكد على الاهتمام بالتعرض المناسب للشمس ..
ونختم بتوجيه نصيحة يفضل العمل بها في المؤسسات الصحية والمراكز والنقاط الطبية ولفت أنظار المجتمع عامة إلى أن درهم الوقاية خير من قنطار علاج حتى لو كان مجاناً ..
نفعنا الله بما قدمنا لكم ونأمل أن نجتاز هذه الأيام ونحن وإياكم بالصحة والعافية ..

زر الذهاب إلى الأعلى