سباق الذكاء الاصطناعي .. «بايدو» الصينية تطلق «أرني بوت» لمنافسة «تشات جي بي تي» الأمريكي
أعلنت شركة “بايدو” الصينية التكنولوجية العملاقة أمس إطلاق أداتها الخاصة القائمة على الذكاء الاصطناعي ضمن مرحلة تجريبية، بعد أشهر قليلة من إطلاق برنامج “تشات جي بي تي” الأمريكي.
وبحسب “الفرنسية”، يثير الذكاء الاصطناعي الذي يوصف أنه التقنية المستقبلية التي ستحدث ثورة لناحية استقلالية الآلات وتفاعلها مع البشر، اهتماما متزايدا لدى الفاعلين في المجال التكنولوجي.
وعلى غرار “تشات جي بي تي”، تبهر روبوتات المحادثة مستخدميها بقدر ما تثير القلق لأنها رغم تجنيبها البشر مهاما شاقة، تشكل تهديدا لوظائف عدة قد تدفع هذه التقنيات الجديدة نحو إعادة النظر بجدوى الاستعانة بموظفين للقيام بها.
وأشارت ناطقة باسم “بايدو” إلى أن الشركة “يفترض أن تنهي الاختبارات الداخلية” لبرنامجها في آذار (مارس)، موضحة أن الأداة المسماة “أرني بوت” ستتاح بعد ذلك “على نطاق واسع” في موعد لم يجر تحديده بعد.
وبايدو هي أكبر شركة صينية تتولى حتى اليوم تصميم روبوت محادثة مشابه لـ”تشات جي بي تي”.
وتسببت هذه الأنباء في رفع سعر سهم الشركة بأكثر من 15 في المائة صباحا في بورصة هونج كونج المدرجة فيها.
وسبق للمجموعة الصينية أن دخلت عالم الذكاء الاصطناعي في مجال السيارات المستقلة، وفي الحوسبة السحابية.
يأتي ذلك في وقت أطلقت فيه “جوجل” الإثنين الروبوت “بارد” للمحادثة الخاص بها ضمن مرحلة تجريبية، بعد أشهر قليلة من إطلاق برنامج “تشات جي بي تي” الذي ابتكرته شركة “أوبن أيه آي” الناشئة الأمريكية.
وأوضح سوندار بيتشاي، الرئيس التنفيذي لـ”ألفابت”، الشركة الأم لـ”جوجل”، في بيان، أمس الأول، أن الروبوت يهدف إلى الجمع بين اتساع نطاق المعرفة في العالم من جهة وقوة برامجنا اللغوية وذكائها وقدرتها على الابتكار من جهة أخرى”.
وأشار إلى أن البرنامج “سيستند إلى المعلومات الموجودة عبر الإنترنت لتوفير إجابات حديثة وذات نوعية عالية”. وتختلف طريقة عمل “بارد” هذه عن تلك الخاصة بـ”تشات جي بي تي”، إذ يعتمد الأخير على قاعدة بيانات لجمع معلوماته لا على الإنترنت. وسيكون “بارد” تاليا أشبه بمحرك بحث تقليدي كمحرك “جوجل”.
ويتمتع روبوت المحادثة الخاص بـ”جوجل” بالقدرة على “شرح أحدث اكتشافات التليسكوب جيمس ويب الفضائي التابع لوكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) لطفل يبلغ تسعة أعوام”.
ويستند “بارد” إلى “لامدا”، وهو برنامج حاسوبي صممته “جوجل” لتشغيل روبوتات المحادثة (تشات روبوتس)، وأعلنت مجموعة “ماونتن فيو” إطلاق أول نسخة منه عام 2021.
ومع أن الذكاء الاصطناعي منتشر منذ أعوام حتى عقود في المجال التكنولوجي وخارجه أيضا، سلط إصدار “تشات جي بي تي” في تشرين الثاني (نوفمبر) الضوء على ما يسمى بالذكاء الاصطناعي التوليدي القادر على إنشاء محتوى أو نص أو رمز أو صورة أو صوت، استنادا إلى البيانات المتاحة له.
وليس “تشات جي بي تي” البرنامج الأول من نوعه، إلا أن ما أثار المفاجأة فيه هو جودة الإجابات التي يوفرها، سواء من خلال كتابة نصوص تتمحور حول موضوع معين، أو شرح مسألة معقدة بطريقة مفهومة، أو حتى تأليف قصيدة أو كلمات أغنية.
وفي نهاية يناير، أعلنت شركة “مايكروسوفت” التي تجمعها شراكة بـ”أوبن أيه آي”، مبتكرة “تشات جي بي تي”، أنها ستستثمر “مليارات عدة من الدولارات”، نحو عشرة مليارات بحسب وسائل إعلام أمريكية عدة، لتعزيز تعاونها مع الشركة الناشئة.
وتشكل: “مايكروسوفت”، “جوجل”، “ميتا”، و”أمازون” أبرز اللاعبين في مجال الذكاء الاصطناعي التي تخصص هذه الشركات استثمارات ضخمة له.
ورأت وسائل إعلام أمريكية عدة أن إطلاق “تشات جي بي تي” كان بمنزلة خضة لـ”جوجل” التي تحوز “لامدا”، إلا أنها انكبت على العمل لابتكار أداة مشابهة لـ”تشات جي بي تي” في غضون مواعيد نهائية ضيقة.
وعرضت “مايكروسوفت” أمس ما أحرزته من تقدم في مشاريع عدة، بينها أن الذكاء الاصطناعي الموضوع الأبرز وخصوصا في محرك البحث “بينج”.
وغرد سانتياجو بومبو من شركة “ثوتسبوت” لتحليل البيانات، عبر تويتر، “إطلاق بارد، بانتظار برنامج مايكروسوفت، هذا مشابه للسباق إلى الفضاء”، مشيرا إلى “حرب محركات البحث 2.0”.
ولفت سوندار بيتشاي إلى أن استخدام “بارد” سيقتصر في المرحلة الراهنة على أشخاص “موثوق بهم، قبل إتاحته على نطاق واسع في الأسابيع المقبلة”.
وتهدف مرحلة الاختبار خصوصا إلى “التأكد من أن إجابات بارد أصبحت على مستوى عال من الجودة والأمان والتطابق مع المعلومات الفعلية”، بحسب بيتشاي.
وعلى غرار “تشات جي بي تي”، تبهر روبوتات المحادثة مستخدميها بقدر ما تثير القلق، لأنها رغم تجنيبها البشر مهاما شاقة، تشكل تهديدا لوظائف عدة قد يعيد العاملون فيها النظر بفائدة هذه الأدوات.
وردا بشكل غير مباشر على الأسئلة المتعلقة بالذكاء الاصطناعي التوليدي، أكد سوندار بيتشاي أن “جوجل” تعتزم “إنشاء أنظمة تنطوي على موثوقية”.
وقال “ملتزمون بتطوير الذكاء الاصطناعي بطريقة مسؤولة”، مشيرا إلى أن “جوجل” تلجأ إلى منظمات خارجية وهيئات حكومية وخبراء “لجعل أداتها الخاصة بالذكاء الاصطناعي آمنة ومفيدة”.