حزب الله ينفي أي علاقة له بإطلاق الصواريخ من جنوب لبنان

نفى حزب الله اللبناني، اليوم السبت، أي تورط له في إطلاق الصواريخ من جنوب لبنان، مؤكداً في بيان أن “ادعاءات العدو الإسرائيلي تأتي في سياق تبرير استمرار اعتداءاته على لبنان، التي لم تتوقف منذ إعلان وقف إطلاق النار”. جاء ذلك بعد أن أعلن الجيش الإسرائيلي اعتراض ثلاثة صواريخ أُطلقت من لبنان، دون أن تتبنى أي جهة مسؤولية الإطلاق، وهو الأول من نوعه منذ أشهر.
وأكد حزب الله التزامه باتفاق وقف إطلاق النار، مشدداً على أنه “يقف خلف الدولة اللبنانية في مواجهة هذا التصعيد الإسرائيلي الخطير”. من جانبه، قال النائب حسين جشي، عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” البرلمانية، لـ”العربي الجديد”، إن “حزب الله أبلغ الجهات المعنية بأنه غير معنّي بإطلاق الصواريخ، وهو ملتزم بما تقوم به الدولة اللبنانية”، مضيفاً أن “الحزب لا يعمل بهذه الطريقة وليس له علاقة بما حدث”.
وأشار جشي إلى أن “إسرائيل لم توقف اعتداءاتها منذ 27 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، بل تعاملت مع وقف إطلاق النار على أنه استراحة مؤقتة”، معتبراً أن “إسرائيل تستفيد من تغاضي الدولتين الراعيتين للاتفاق (أميركا وفرنسا)، وضعف إمكانات الدولة اللبنانية التي لا تملك سوى الوسائل الدبلوماسية للرد”.
من جهته، دعا رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري الجيش والسلطات القضائية والأمنية ولجنة مراقبة وقف إطلاق النار إلى “الكشف عن ملابسات الحادث”، مؤكداً أن “إسرائيل هي المستفيد الأول والأخير من جرّ لبنان والمنطقة إلى دائرة العنف”. وأشار بري إلى أن “إسرائيل خرقت القرار 1701 وبنود وقف إطلاق النار أكثر من 1500 مرة، بينما التزم لبنان ومقاومته بشكل كامل باتفاق وقف إطلاق النار”.
بدوره، دان الرئيس اللبناني ميشال عون محاولات استدراج لبنان إلى دوامة العنف، معتبراً أن ما حدث في الجنوب يشكل “اعتداءً متمادياً على لبنان”. ودعا عون الجهات المعنية إلى “متابعة الأحداث بجدية لتلافي أي تداعيات”، مطالباً قائد الجيش باتخاذ الإجراءات الميدانية اللازمة لحماية المواطنين والتحقيق في الحادث.
وفي سياق متصل، حذر رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي من تجدد العمليات العسكرية على الحدود الجنوبية، مؤكداً أن “الدولة وحدها هي من يمتلك قرار الحرب والسلم”. وأجرى ميقاتي اتصالات مع وزير الدفاع والممثلة الشخصية للأمين العام للأمم المتحدة في لبنان، مطالباً بزيادة الضغط الدولي على إسرائيل للانسحاب من الأراضي اللبنانية المحتلة.
من جانبها، أعربت قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل) عن قلقها من “تصعيد محتمل للعنف”، داعية جميع الأطراف إلى “ضبط النفس لتجنب تقويض التقدم المحرز”. وأكدت مصادر “العربي الجديد” أن يونيفيل تجري اتصالات مكثفة مع الأطراف المعنية لاحتواء الموقف ومنع تفاقمه.