المرأة الفلسطينية بين النضال والصمود..
بقلم: تمارا حداد.
اليوم العالمي للمرأة والذي يصادف الثامن من آذار من كل عام ، هو يوما احتفاليا عالميا يظهر الانجازات التي قدمتها المرأة، فهي لعبت دورا مميزا في كافة مناحي الحياة ، فهي شاركت الرجل جنب الى جنب بكل ما تملك من قوة وإرادة لإحداث تغير جذري في اسرتها ومجتمعها، ان الثامن من آذار هو حق مكتسب للمرأة العاملة في كل العالم والمرأة الفلسطينية خاصة والالتزام بالاحتفال في هذا اليوم له سمة حضارية تعبر عن احترام لحقوق المرأة الفلسطينية الوطنية والاجتماعية.
خصائص المرأة وتكوينها الجسدي والروحي يجعلها مستعدة لتحمل أي مسؤولية قد تواجهها فهي منشأ الراحة والمحبة واقوى مصدر للعطاء المتجدد، المرأة الفلسطينية سطرت بمواقفها المشرفة اعظم العبر والبطولات ، فهي نموذج الخنساء في زمن الخنوع ، شاركت الرجال وذاقت مرارة العدوان ، كانت المفصل في الميدان رغم وجود الاحتلال ، هي رمزا للنضال صمدت في غزة والقدس والضفة لتنال الجنان .
اثبتت المرأة الفلسطينية على مدار اكثر من 70 عاما نموذجا للتضحية والصبر فهي النموذج الاشد قسوة وهي ماسة فريدة.
ان المرأة الفلسطينية لها تاريخ عريق في النضال الوطني من أجل التحرر من الاحتلال ومواجهة سياساته واجراءاته القمعية، بدأ نضال وكفاح المرأة الفلسطينية منذ وجود الانتداب البريطاني وامتد حتى الاحتلال الإسرائيلي..
حيث كان للمراة الفلسطينية سجلا تاريخيا حافلا بالبطولات حيث رسخت بوجودها المعادلة الفلسطينية، وكان لها مساهمات عريضة لتحقيق حرية الوطن ومواجهة المحتل وأيضا مواجهة النظام الأبوي فقاومت ضد الاحتلال وأيضا ناضلت من أجل حقوقها واحراز تقدم في وضع المرأة ومساواتها بالرجل في جميع المجالات في التعليم والصحة والعمل و المشاركة السياسية والاجتماعية والوطنية وسن إجراءات تستجيب لحاجات النساء دون تمييز على اساس الجنس والنوع الاجتماعي.
بدات المرأة نضالها السياسي حيث نظمت وقادت تظاهرات الاحتجاج ضد الاحتلال، حيث أعطت المرأة الفلسطينية أولوية للقضية الفلسطينية فهي الام والمعلمة والطبيبة والمناضلة، والاسيرة حيث ما زال ٢٩ امرأة أسيرة يقبعن داخل قضبان الاحتلال حيث تعاني الامرين اولا بعدها عن أطفالها وأسرتها والأمر الثاني معاناة وجودها خلف القضبان.
أيضا كانت المرأة الفلسطينية الشهيدة التي دافعت عن ارضها وشعبها بكل الأدوات في سبيل التحرر وحق تقرير المصير.
وكانت المرأة اللاجئة التي أنجبرت على ترك ارضها وما زالت مرتبطة بالأرض الفلسطينية على امل الرجوع إلى مسقط رأسها فلسطين.
هي المرأة الفلاحة التي عفرت وجهها بتراب الأرض لتروي بعرقها وتعبها وحفظاها على الأرض حب الوطن وعشقه.
ساهمت المرأة الفلسطينية في نضال الثورة الفلسطينية ضمن النضال السياسي والاجتماعي إذ هناك التجارب العديدة التي أثبتت وعي النساء الفلسطينيات بمكانتهن وحقوقهن الذي ظهرت جليا في نضال المرأة المستمر.
وطرحت المرأة الفلسطينية قضية فلسطين في كل المحافل الدولية وبرزت وعززت وجود النساء من خلال المشاركة في الندوات والمؤتمرات وورشات العمل وأكدت على إخراج القضية الفلسطينية إلى الواجهة السياسية .
ناهيك ان المرأة الفلسطينية لها دور في صنع القرار ولم يكن دورها تكميلي أو تجميلي بل كان دورا مكملا للرجال في الدفاع عن القضية الفلسطينية، بل كان دورها فعالا وأصبح لها تمثيل في رسم السياسات العامة والاستراتيجيات.
واستطاعت المرأة الفلسطينية ان تقدم الخدمات الإنسانية من خلال تشكيل الجمعيات والمؤسسات الخيرية والأهلية ضمن الشراكة المجتمعية المؤسسية لمواجهة التحديات من خلال التركيز على العمل المشترك والجماعي وتكثيف الجهود النسوية الفلسطينية والتوافق على قضايا مشتركة وترك القضايا الخلافية.
وتوحيد الخطاب الوحدوي املا منها توحيد الجهود الوطنية لتحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية لإنهاء الانقسام وترتيب البيت الداخلي الذي يعزز النساء ودورها النضالي الملائم لتحقيق مطلب التحرر والانعتاق من الاحتلال.
هي سيدة فوق السطوح تراقب النجوم ، هي ام الشهيد صابرة ، هي مفتاح القدس ، فنور وجهها يغطي الاضواء ، هي مدرسة يتخرج من بين يديها الابطال والمعلمين والمهندسين والأطباء والعمال ،صنعت التاريخ لحاضر ومستقبل هي الام والأخت والأسيرة والشهيدة والرفيقة وهي الحياة بأكملها.
عاش الثامن من آذار .
عاش يوم المرأة العالمي .
كل عام وانتن بألف خير .