أنفاق القدس: تسهيل حركة المستوطنين وربط المدينة بالمستوطنات
القدس المحتلة – المواطن
افتُتِحَ نفقان جديدان في القدس قبل أسبوع يتألفان من أربعة مسالك. اثنان من هذه المسالك يربطان المدينة بمستوطنة “معاليه أدوميم” والبحر الميت شرقي المدينة، بينما الآخران يعودان بالاتجاه المعاكس نحو مستوطنة “بنيامين” شمال شرق القدس.
ووفقاً لموقع وزارة المواصلات الإسرائيلية، فإن افتتاح هذين النفقين يُعتبر استكمالاً لمشروع “فصل المستوى” في تقاطع التلة الفرنسية، والذي يهدف إلى تحسين الحركة المرورية بين القدس ومستوطنة “معاليه أدوميم” والبحر الميت. يمتد طول كل نفق من النفقين الجديدين نحو 1.5 كيلومتر، ويصل عمقهما إلى حوالي 40 متراً، وقد تم إنشاؤهما بواسطة شركة “موريّا” التابعة لبلدية الاحتلال في القدس ووزارة المواصلات. ويُضاف هذين النفقين إلى نفقين آخرين افتُتحا في أواخر عام 2023 تحت اسم “ناركيس”، ويصل طول كل منهما إلى 700 متر، ويمتدان من مفترق جبل المشارف إلى مستوطنتي “نفيه يعقوب” و”بسغات زئيف”.
وفي تعليقها على افتتاح النفقين، أكدت وزيرة المواصلات الإسرائيلية ميري ريغيف أن المشروع يعكس التزام إسرائيل بتطوير القدس وتعزيز مكانتها كعاصمة لها. وأضافت أن الوزارة تسعى لتحسين الشبكة المرورية وتعزيز الاتصال بين القدس والمستوطنتين شرقي المدينة.
بدوره، صرح مدير عام الوزارة موشيه بن زاكين بأن الهدف من المشروع هو تسهيل الوصول إلى القدس وتحسين مداخلها لتلبية احتياجات المجتمعات المتنوعة التي تزورها يومياً.
في المقابل، اعتبر مدير وحدة مراقبة الاستيطان في معهد أريج للأبحاث التطبيقية، سهيل خليلية، أن الأنفاق الجديدة ستسهم في تسهيل حركة حوالي 170 ألف مستوطن من مستعمرات “غوش عتصيون”، “معاليه أدوميم”، و”جفعات زئيف” نحو القدس. وأضاف أن إسرائيل تخطط لضم هذه الكتل الاستيطانية إلى حدود بلدية القدس، مما سيزيد من الوجود اليهودي ويقلل من تأثير الفلسطينيين.
وأوضح خليلية أن هذا يتماشى مع الاستراتيجية الإسرائيلية الأوسع التي تتضمن إنشاء طرق منفصلة للفلسطينيين والإسرائيليين، مما يعزز الاستيطان ويوفر بنية تحتية لمستوطنة جديدة. وتبلغ الطرق الالتفافية في الضفة الغربية أكثر من 960 كيلومتراً، وهي جزء من استراتيجية تشمل بناء المستوطنات، الطرق الالتفافية، والمناطق الصناعية.
من جانبه، قال خبير الخرائط والاستيطان، خليل التفكجي، إن الأنفاق في القدس تهدف إلى ربط القدس الشرقية بالغربية وتعزيز الارتباط بين المستوطنات الإسرائيلية والمدينة. وتهدف هذه الأنفاق إلى توسيع حدود بلدية القدس من 1.2% من مساحة الضفة الغربية إلى 10% عبر ضم كتل استيطانية وبناء شبكة طرق وأنفاق.
وفي السياق الحقوقي، أشار مدير مركز القدس للمساعدة القانونية، رامي صالح، إلى أن ربط القدس بالمستوطنات يعزل المدينة عن محيطها الفلسطيني، مما يجعل من الصعب على الفلسطينيين دخول المدينة دون تصاريح. وأوضح أن العديد من الفلسطينيين يدخلون القدس بطرق غير قانونية ويواجهون الاعتقال، بينما يتمتع المستوطنون بحرية التنقل.
وختم صالح بالتأكيد على أن هناك 10 مقاطع طرق تطوق القدس بطول 96 كيلومتراً، بُنيت على مدى الـ25 عاماً الماضية. ورغم ادعاء السلطات الإسرائيلية بأن الهدف من هذه الطرق هو تسهيل حركة المرور، فإنها بالنسبة للفلسطينيين تعمل على عزل الأحياء الشرقية عن النسيج الفلسطيني وتعزيز ارتباط المستوطنات بالمدينة.