أخــبـــــارعربي ودولي

“أكداغ” .. قصة اجتمعت فيها كل أوجاع زلزال تركيا _فيديو

أنقرة- المواطن

صراخ وصوت صاخب يعم أرجاء المكان، الأرض من تحتها لم تعد ثابتة تتحرك كما سفينة بين أمواج البحر المتلاطمة، حتى الجدران تحاول الصمود في هذا الامتحان بعدم السقوط على من لجأوا لها، لا تريد أن تخذلهم ولكن القوة التي تحملها النبضات المنبعثة من باطن الأرض ليست باستطاعتها مجابهتها تترنح ما بين الأمام والخلف اليمين واليسار، تعطي فرصة لمن وثقوا بها بالفرار.

جدران المشفى كما البيت والمصنع والمدينة التعليمية لا فرق في هذه المعركة “معركة الحياة والموت”، ربما وجودها في المشفى إلى جانب والدتها كان طوق نجاة لها وخيط كسبها لتلك المعركة.

طوغية أكداغ أم لطفلين عاشت تفاصيل الزلزال بحذافيره لم تكن المرة الأولى التي ترى الجدران تميل على ساكينها، ولكنها كانت الأصعب فعندما كانت صغيرة لم تكن تعي بكامل قوتها مفهوم “زلزال”.

تنقلت أنظارها يمين ويسار في كافة الاتجاهات تنقلها تحاول ان تبحث عن ناجيا من أقاربها الـ70 والتي أبلغت بانهم لم يعودوا على قيد الحياة وراحوا ضحايا زلزال قهرمان جنوبي تركيا، لم تعي صدمة الحدث تعد على أصابعها محاولة إحصائهم وفي كل مرة تصل لرقم تعاود العد من البداية ربما تاهت او لربما لا تريد أن تنسى أي منهم وتحاول أن ترسخ أسماؤهم بذاكرتها.

مسحت دموع سقطت على وجنتيها تحاول أن تطرد أفكار بمخليتها تدور بأنها لو لم تكن برفقة والدتها الخاضعة للعلاج في مستشفى أدي يامان التعليمي والبحثي التابع لجامعة أدي يامان، أثناء حدوث الزلزال، لكانت الرقم الـ71 من ضحايا العائلة.

في محاولة لطرد هذه الفكرة التقطت أنفاسها وما أن سقط نظرها على ابنها “أنيل” 8 سنوات، حتى رفعت عينيها للسماء تحمد وتشكر الله أنه ألهمها أن تصطحبه معها خلال مرافقتها لوالدتها في المشفى.

أكداغ 36 عام  لم تكن تعلم أنها عندما ودعت زوجها وطفلها البكر عبدالله أثناء ذهابهما لزيارة بيت والد زوجها، أنه لن تراه مرة أخرى إلا من تحت أنقاض منزل أو ربما في ملجأ ما وربما تكون أقسام مستشفى الطوارئ والتي فتحت لضحايا الحادث رواق تكتنفه على إثر إصابة زوجها بكسر في رقبته وكتفه وإصابة عبدالله بكسر في ساقه بعدما تضرر منزل والد زوجها من الزلزال والتي كانت حماتها إحدى الـ70 ضحية من أقاربها.

تلعثمت في كلامها تطرد كابوس سيطر على كيانها منذ السادس من شباط الجاري لحظات سارعت فيها الموت وحبست أنفاس عدة وصرخات جمة ليست بحمل عيش ذات اللحظات مرة أخرى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى