مواطن من غزة يرزق بتوأم، ويوهب أحدهم لأخيه من ذوي الإعاقة لأنه لاينجب أطفال
غزة – المواطن
كتب شريف الهركلي
وهب المواطن محمد مصباح الغرابلي أحد أبنائه لأخيه رأفت من ذوي الإحتياجات الخاصة؛ لأنه لاينجب أطفال.
محمد الغرابلي مواطن غزي من سكان حي الشجاعية يبلغ من العمر 38 عاماً من أبناء فلسطين، متزوج ولديه عبود وتالا بعد 9 أعوام زواج، وفي مستشفى الشفاء بمدينة غزة خرجت الدكتورة من كشك الولادة لتهنئة للأهل بقدوم التوأم، لم تسع الغرابلي الفرحة وسط التهاني من الأهل والأصدقاء، وسط ضجيج الفرحة قام بتسميتهم “أحمد وآدم ”
فجأة خيم الحزن على قلبه وتذكر أخيه الذي يتمنى له الإنجاب وقال لأمه الحاجة “أم رأفت” سأوهب ولدي لأخي رأفت وحينها اختلطت دموع الحزن والفرح وأطلقت الزغاريد وزادت الفرحة وكأننا نحي احتفال “يوم الأخوة العالمي” الذي يحتفل به العالم في 24 مايو من كل عام.
يقول الغرابلي: إن أخي الكبير رأفت مصباح الغرابلي عمره 45 عاماً متزوج منذ زمن طويل، ويمتاز بطيبة القلب بعد رحلة علاج لم يشاء الله له أن ينجب أطفال فهو من ذوي الاحتياجات الخاصة، لذلك وهبت ابني أحمد أحد التوأم الذي رزقني به الله العلي القدير.
وهنا وجب التنبيه برأي الشريعة الإسلامية / نحن كمسلمين نحتكم للقرآن وسنة رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه، ويبقى السؤال هل يجوز للزوجبن المنجبين أن يهبا الطفل لغيرهما؟
الجواب/ لا يجوز للأبوين هبة الجنين؛ لأنهم لا يملكونه حتى يهبوه، والنسب حق للولد والنفقة واجبة له على والده إلى غير ذلك من الحقوق التي للولد على أبيه، وأما وضع الولد عند من حُرما الإنجاب زمناً مع احتفاظ الولد بنسبه وحقوقه ورجوعه إلى أبويه فلا مانع من الناحية الشرعية.
وقد نبه الدين الاسلامي إلى أمرين مهمين في هذا الشأن :
١. لا ينبغي لك تسمية هذا الفعل بـ ” المنحة ” أو ” الهدية ” أو “الهبة ” ، فأنت لا تملك نفسك التي بين جنبيك فضلاً عن ولدك ، والخلق كلهم خلق الله ، وهم عبيده سبحانه ، فلا يحق لأي مخلوق إهداء ما لا يملك ، وفاقد الشيء لا يعطيه.
لذلك نرى لك ولأخيك وأهلك استعمال لفظ ” التربية ” أو “العناية ” لتكون زوجة أخيك هي مربيته والمعتنية به، وتكون أنت من دفع ابنك لأخيك كي يعتني به ويرعاه، حتى يروي ظمأ الأبوة والأمومة التي حرما منها، وليس على وجه الهبة والهدية.
٢. أننا لا نرى أن تنقطع عن ابنك انقطاعاً تامّاً ، لتنساه وينساك ولا يطلبك ، بل عليك ألا تحرمه حق الأبوة ليبقى حبل المودة الذي فطره الله في قلوب بني آدم متصلا على بعد السنين والمسافات؛ لأننا نخشى إن طال زمانُ انقطاعكم وبعدكم عن ولدكم أن يُحدث ذلك في نفسه من الأذى والألم ما لم يكن في الحسبان.
لقد حثت الشريعة الإسلامية على التعاون على البر والتقوى، وندبت الناس جميعاً إلى الوداد، والإحسان، قال الله تعالى : ( وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ) المائدة/ 2 ، وقال صلى الله عليه وسلم : ( مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر ) رواه أحمد ومسلم ، وقال : ( المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا ) رواه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي.
رسالتنا …
إن الاخوة رباط قوي يُدعم بالأقوال والأفعال والمواقف النبيلة، السؤال كيف وسط الفرحة تذكر محمد أخيه، وهذا يدل على جذوره الضاربة في الأرض الفلسطينية وطيبة القلب وقمة العطاء والتضحية من زوجين منجبين يدخلان الفرحة على حياة زوجين حُرما من نعمة الإنجاب، إن هذه المواقف التي تدعم رباط الأخوة وتبني مجتمع سليم ومعافى مفعم بالحب والوفاء والعطاء الفلسطيني.
تهانينا من القلب إلى محمد الذي أعطى أخيه رأفت ولده وفلذة كبده حق “العناية والتربية” حسب الشريعة الإسلامية والذي ضرب بهم المثل في الأخوة.
2023/2/12م