أخبار العالم

هل يتحمل الجمهوريون ثمن الولاء الأعمى لترامب؟

هل يتحمل الجمهوريون ثمن الولاء الأعمى لترامب؟

حذر تقرير نشرته مجلة “ذا كونفرزيشن” من أن الكونغرس قد يواجه تداعيات سلبية في انتخابات التجديد النصفي المقبلة نتيجة “الولاء الأعمى” الذي أبداه الأعضاء تجاه الرئيس دونالد ترامب، الذي استغل الأوامر التنفيذية لتنفيذ سياساته دون الحاجة لموافقة الكونغرس.

وأشار التقرير إلى أن استراتيجية ترامب في الحكم أعادت تشكيل ملامح الحكومة الأمريكية، حيث شملت قرارات مثل إغلاق وكالات تنفيذية رئيسية، إلغاء وزارة التعليم، فرض تعريفات جمركية جديدة على الحلفاء، وتجميد المساعدات العسكرية والخارجية.

وفي وقت كان البيت الأبيض يعمل على إعادة هيكلة الحكومة الفيدرالية، انشغل الكونغرس بتثبيت مرشحي ترامب للوزارات ومحاولة تمرير ميزانية تعكس أولويات إدارته. ومع ذلك، لم يمارس الكونغرس دوره الدستوري في مراقبة السلطة التنفيذية، حيث أظهر الجمهوريون ولاءً شبه مطلق لترامب، متغاضين عن دورهم الرقابي، حتى على حساب نفوذهم في المستقبل.

وفي السياق نفسه، أوضح التقرير أن الولايات المتحدة شهدت توسعًا في صلاحيات الرئاسة على مر العقود، خصوصًا في أوقات الأزمات، لكن رئاسة ترامب تميزت بتوسيع نفوذه على السياسة الداخلية بنفس القدر الذي فرض به سيطرته على الشؤون الخارجية والدفاعية. أحد الأمثلة البارزة كان تعيينه في “إدارة كفاءة الحكومة”، التي أقدمت على تقليص الجهاز الحكومي عبر تسريح الموظفين وإغلاق الهيئات التنفيذية وإعادة هيكلة الميزانية دون الرجوع إلى الكونغرس.

وفي خطوة أثارت جدلاً دستوريًا، جمد البيت الأبيض المساعدات الخارجية التي أقرها الكونغرس، وهو ما قوض سلطة التشريع. ورغم أن المحكمة العليا ألغت هذا القرار لاحقًا، إلا أن الطعن جاء من الشركات والمنظمات غير الحكومية، وليس من الكونغرس نفسه.

ورغم المعارضة العلنية لبعض التحولات التي شهدتها الإدارة، فإن سيطرة الجمهوريين المحدودة في مجلسي النواب والشيوخ جعلتهم عاجزين عن تشكيل جبهة معارضة مؤثرة. بينما فضل معظمهم انتقاد قرارات الرئيس بشكل غير رسمي عبر قنوات خلفية.

في النهاية، لخص التقرير إلى أن تأثير الكونغرس بقي محدودًا في ظل قبضة ترامب القوية على الحزب الجمهوري. ورغم تصاعد المعارضة الشعبية لسياساته، بما في ذلك الاحتجاجات على تقليص الميزانية وبرامج الرعاية الصحية، فإن خوف النواب الجمهوريين من انتقام الرئيس جعلهم يحجمون عن معارضته علنًا

زر الذهاب إلى الأعلى