من محاضر جامعي إلى بائع عوامة: صائب عيد يروي مأساة الحرب والبحث عن الأمل
غزة – المواطن
وسط ركام الحرب وآثارها المدمرة على قطاع غزة، تبرز قصص الأفراد التي تختزل حجم المعاناة، لكنها تعكس في الوقت نفسه صموداً وإصراراً على الحياة. من بين هذه القصص، حكاية صائب عيد، الأكاديمي والإعلامي الذي اضطرته الحرب إلى ترك عمله في مجاله والانتقال إلى أعمال بسيطة لتأمين لقمة العيش لعائلته، بعد أن قلبت حياته رأساً على عقب.
يقول صائب عيد، الذي عمل سابقاً محاضراً في كلية الإعلام بجامعة الأقصى، وفنياً لاستوديوهاتها، إضافة إلى عمله في التصوير والإخراج مع مؤسسات محلية ودولية: “كانت حياتي مليئة بالتحديات والإنجازات، عملت على إنتاج مشاريع كبيرة على مستوى الوطن العربي، وكنت جزءاً من كافة أعمال الفنان محمد الديري، ولكن مع اندلاع الحرب الأخيرة في 7 أكتوبر، اتخذت قراراً بالابتعاد عن مجال الصحافة خوفاً على حياتي وحياة عائلتي، خاصة ابنتي سمية، التي كانت نقطة ضعفي”.
مع بداية النزوح إلى مدينة رفح، وجد صائب نفسه في رحلة كفاح جديدة. “بدأت العمل كبائع عوامة في السوق، وكنت سعيداً رغم قسوة الظروف. بعد ذلك، انخرطت في حملات خيرية لإغاثة النازحين، بعد نزوحي مرة أخرى إلى مخيم البريج ولكن الظروف المادية أثرت عليّ بشدة، حتى أنني أنفقت كل ما ادخرته أثناء النزوح”.
رغم محاولاته للصمود، يجد صائب اليوم نفسه بلا دخل ثابت، لكنه متمسك بأمل إيجاد فرصة عمل، قائلاً: “أنا على استعداد للعمل في أي مجال، سواء في الإعلام أو غيره، المهم أن أكسب رزقي بالحلال. العمل ليس عيباً، وما يهمني هو توفير حياة كريمة لعائلتي”.
صائب يوجه نداءً لكل من يستطيع تقديم يد العون، قائلاً: “أنا لست مجرد رقم، بل إنسان يحمل حلم وطموح ومستقبل. أرجو ممن لديه فرصة عمل أن يتواصل معي، فقد نجوت من الموت مرات بسبب عملي في تأمين شاحنات المساعدات لأعود إلى بيتي بكيس طحين لعائلتي. وهذا رقم هاتفي: 0597241874”.
في ظل المعاناة التي تعصف بأهالي غزة، يبقى الأمل سلاحاً يتمسك به كثيرون مثل صائب عيد، الذي يثبت أن الكرامة والعمل الجاد هما ركيزتا الصمود. قصته ليست مجرد سرد للألم، بل دعوة للمجتمع بأسره للوقوف إلى جانب من يسعون إلى حياة كريمة وسط ظروف قاهرة.
لمن يهمه الأمر ( بتمنى من الجميع مشاركة البوست )
أنا صائب عيد كنت أعمل بجامعة الأقصى كلية الإعلام كفني استديو ومحاضر…تم النشر بواسطة صائب عيد في الاثنين، ٢٣ ديسمبر ٢٠٢٤