مع دخول حرب غزة عامها الثاني.. كيف سيكون خطاب “السنوار” في أول ظهور له؟
غزة- المواطن
يصادف اليوم الذكرى الأولى لمعركة “طوفان الأقصى”، والتي يستغلها الساسة وقادة الفصائل للخروج بخطابات يؤكدون فيها على مواقفهم السياسية والإنسانية، كذلك التأكيد على أهمية الصمود في وجه حرب الإبادة والتهجير التي تنتهجها “إسرائيل” ضد الشعب الفلسطيني منذ السابع من أكتوبر من العام الماضي.
وكان أول تلك الخطابات خروج عضو المكتب السياسي لحركة حماس خليل الحية في لقاء متلفز على قناة الجزيرة، مؤكدا في خطابه على صمود الشعب الفلسطيني وداعيا إياهم لعدم المثول لأوامر الاحتلال بالاخلاء من الشمال إلى الجنوب، تلا ذلك كلمة للقيادي في حماس خالد مشعل، إضافة إلى كلمة مصورة للأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة.
وبين تلك الخطابات سيخرج الناطق العسكري باسم كتائب القسام “أبو عبيدة” اليوم الإثنين على الساعة الخامسة بكلمة مصورة، وعقب الحديث عن كلمة أبو عبيدة، تتجه الانظار في احتمالية أن يلقي رئيس حركة حماس يحيى السنوار كلمة له بالذكرى الأولى لـ”طوفان الأقصى”.
وفي حال خرج السنوار في خطاب له اليوم فإنه سيجدد التأكيد على قوة وصمود الشعب الفلسطيني في مواجهة التحديات، إضافة إلى استعراض تأثير الحرب على المدنيين، مشيرًا إلى الخسائر والأضرار التي لحقت بالبنية التحتية.
ومن المحتمل أن لا تخلو كلمة السنوار من إبراز أهمية حقوق الفلسطينيين ويؤكد على حقهم في تقرير المصير، إضافة إلى دعوته من جديد لوحدة الصف الفلسطيني، سواء بين الفصائل المختلفة أو بين أبناء الشعب.
ومع المتغيرات الحاصلة وتعنت الاحتلال بالبقاء بقطاع غزة والسيطرة على محوري نتساريم وفيلادلفيا فإنه من المحتمل أن يتحدث السنوار في خطابه عن لخطط أو الاستراتيجيات المستقبلية لمواجهة الاحتلال.
وتأتي أهمية خروج السنوار بخطاب جديد بعد عام على الحرب في ظل التكهنات بالإعلام العبري باختفائه عن المشهد الفلسطيني وانقطاع الاتصال بينه وبين قادة حركة “حماس” في الخارج، فضلا عن كونها فرصة لتقييم الوضع بعد عام من الحرب، سواء من حيث الأضرار التي لحقت بالقطاع أو من حيث التقدم في القضايا السياسية، كما أنه سيتيح له توجيه رسائل معينة للأطراف المعنية، سواء كانت حكومة الاحتلال أو القوى الإقليمية والدولية، بشأن موقف حماس أو المقاومة.
وسيحمل خطاب السنوار رفع للروح المعنوية للغزيين خاصةً إذا تضمن رسائل إيجابية حول الصمود والأمل، إضافة إلى أنه سيُظهر وعيًا بالتحديات المقبلة، مما يساعد في التحذير من أي تصعيد قد يحدث.
ولا يقتصر تأثير خطاب متقب للسنوار بهذه الذكرى على الشعب الفلسطيني فحسب بل سيشمل حكومة الاحتلال الإسرائيلي التي إلى الخطاب بتوجس وحذر، وخصوصًا إذا تضمن رسائل قوية أو تحريضية.
وستركز حكومة الاحتلال على فحص الرسائل الواردة في الخطاب، خاصةً إذا كانت تتعلق بالتصعيد العسكري أو العمليات ضد الاحتلال، وقد تُعتبر بعض النقاط في الخطاب مبررًا لتعزيز الإجراءات الأمنية أو القيام بعمليات استباقية، كذلك ستحاول الحكومة الإسرائيلية تقييم كيف يمكن أن يؤثر الخطاب على الرأي العام الفلسطيني والإقليمي، وما إذا كان سيزيد من حالة التأهب أو المقاومة.
وإذا ما أظهر السنوار توجهاً نحو الوحدة أو التفاوض، فقد تراقب الحكومة الإسرائيلية تلك التحركات عن كثب، محاولين تحديد كيف يمكن أن تؤثر على الوضع السياسي، وقد تكون هناك اعتبارات تتعلق بكيفية تأثير الخطاب على العلاقات مع الدول المجاورة أو الأوساط الدولية.
أما على صعيد الشارع الغزي، فستتنوع وتنعكس مجموعة من الآراء والمشاعر، فقد يُعتبر الخطاب بمثابة تعبير عن الصمود والتحدي، مما يعزز مشاعر التأييد والثقة بين فئات معينة من الجمهور، خاصةً إذا كان يتناول قضايا تهم الناس بشكل مباشر مثل حقوقهم ومعاناتهم.
كما أن الخطاب قد يطرح البعض تساؤلات حول الفعالية الحقيقية لرسائله، ومدى قدرتها على تغيير الواقع الحالي أو تحقيق الأهداف المرجوة، كما أنه سيواجه بانتقادات إذا لم يتناول قضايا أساسية مثل المصالحة الفلسطينية أو التحسينات المعيشية، أو إذا وُجد شعور بأن الخطاب يفتقر إلى الحلول العملية.
وعلى الصعيد الدولي فإن خطاب السنوار بهذه المناسبة سيعمل على ارباك المشهد الدولي وقد يكون هناك شعور بالقلق أو الأمل بشأن كيفية تأثير الخطاب على المواقف الدولية تجاه القضية الفلسطينية، وخاصةً إذا تم تناول جوانب جديدة أو غير تقليدية.