مشاهدة مسلسل نزيف التراب الجزء الثانيYouTube

مشاهدة مسلسل نزيف التراب الجزء الثاني YouTube
في محاكاة للواقع الفلسطيني، تدور حلقات الجزء الثاني من المسلسل الفلسطيني نزيف التراب الذي يعرض حالياً خلال شهر رمضان على فضائية العربي 2، وصُوّرت معظم مشاهده في البلدة القديمة في مدينة نابلس ومخيمات بلاطة وجنين، إضافة إلى عدد من البلدات والقرى الريفية، وتدور أحداثه في قرية أطلق عليها اسم “تل الصبر”.
في حديث إلى “العربي الجديد”، يقول مخرج العمل، بشار النجار: “بعد أكثر من شهرين من الكتابة والإعداد أنجزهما الفنان أسامة ملحس، جاء قرار إنتاج جزء ثانٍ من المسلسل، يحمل عنواناً متجدّداً هو النضال الفلسطيني، ليعكس بعمق واقع المخيمات الفلسطينية”.
يضيف النجار: “هذا التوجه يأتي في إطار الدراما الواقعية التي تجسد الأوضاع الحالية في فلسطين”، مشدداً على أهمية تسليط الضوء على الأحداث التي يعيشها الشارع الفلسطيني.
قدّمت الحلقة الأولى من نزيف التراب “فلاش باك”، إذ ذكرت المشاهدين بأهم مجريات الجزء الأول، خاصة تمكن المقاومة الفلسطينية من أسر الضابط الإسرائيلي مردخاي، والاحتفاظ به في أحد منازل البلدة القديمة في نابلس، الذي يتطلب الوصول إليه جهداً كبيراً.
مشاهدة مسلسل نزيف التراب الجزء الثاني YouTube
لكن تتسارع الأحداث -وفق النجار- بدخول مستعربين يرتدون زياً مدنياً المنطقة، في وقت يستطيع طفل كشف وحدة عسكرية إسرائيلية كانت داخل سيارة مدنية، ويبلغ المقاومين، في إشارة إلى الحاضنة الشعبية التي هي عين المقاومة في الميدان.
على الفور، يقرّر قائد المجموعة الآسرة نقل الضابط الإسرائيلي إلى مكان آمن، فيقع الاختيار على مخيم بلاطة للاجئين الفلسطينيين، “وهناك يظهر التنسيق والعمل المشترك بين المجموعات المقاومة في المدينة والمخيم، وبالفعل يُنقل الضابط، تحت غطاء من الاشتباكات المسلحة العنيفة التي أسفرت عن استشهاد مقاومَين، لكن في المحصلة يفشل الاحتلال في الوصول إلى هدفه”، كما يشير المخرج.
في الحلقات المقبلة، تتمكن المقاومة من تحرير عدد كبير من الأسرى مقابل الأسير الإسرائيلي.
بهذا، حرّرت المقاومة أكثر من 1700 أسير، من بينهم أكثر من 290 كانوا محكومين بالسجن المؤبد، مقابل الإفراج عن 33 أسيراً إسرائيلياً من قطاع غزة في المرحلة الأولى من صفقة طوفان الأحرار.
وعن هذه المزامنة، يقول الكاتب ملحس لـ”العربي الجديد”: “لا يمكن للدراما الفلسطينية أن تنفصل عن الواقع المعيش. وإلا فلن يكون للعمل أي قيمة فنية وقبل ذلك قيمة وطنية، ولن نتمكن من إقناع الجمهور بما نقوم به، إذا شعر أن المسلسل بعيد عن حاله وواقعه”.
مشاهدة مسلسل نزيف التراب الجزء الثاني YouTube
يلفت ملحس إلى أنه كتب السيناريو وتحدث عن عملية التبادل في المسلسل حتى قبل إقرار الهدنة والشروع بالتبادل الفعلي بين المقاومة والاحتلال الإسرائيلي: “هذه كانت بالنسبة لنا نتيجة حتمية، وقد عشناها قبل ذلك في صفقة وفاء الأحرار عام 2011”.
يوضح: “يتطرق المسلسل إلى أوضاع الأسرى في سجون الاحتلال، ويركز على معاناة الأسيرات، من خلال أحد أبطاله (أم عسكر)، التي تحمل الجنسية الأردنية كذلك، وهنا يُبرز العمل دور المرأة الفلسطينية في النضال الفلسطيني، ومعاناتها جراء الاحتلال”.
وتتعرض قرية “تل الصبر” لهجوم يشنه مئات المستوطنين ويحرقون عدداً من منازلها ومسجدها الوحيد، وهذه أيضاً محاكاة للواقعية التي تعيشها الضفة الغربية والبلدات والقرى تحديداً، يستدرك ملحس. ويقول: “الرسالة مُوجهة إلى العالم العربي أولاً، عبر تعريفه بتفاصيل لا يُمكن للمعالجات الإخبارية الحدثية أن تنقلها، وهو جهد يهدف أيضاً إلى مواجهة صور نمطية لدى المواطن العربي عن الضفة، وإفهامه الشكل النضالي فيها، والتعقيدات الحاصلة بفعل القيود الاحتلالية المفروضة، والحواجز المنتشرة بين قرية وأخرى، وليس فقط بين مدينة وأخرى”.
وكانت قصة الجزء الأول قد بنيت على أحداث “نفق الحرية”، حين تمكن ستة أسرى فلسطينيين من تحرير أنفسهم من سجن جلبوع الإسرائيلي. يشارك في العمل الجديد نحو 74 ممثلاً من مختلف المناطق الفلسطينية، إلى جانب 120 شخصية ناطقة داخل المسلسل، إضافةً إلى مشاركة ما بين 300 و400 شخص في أدوار الكومبارس، ما يعكس ضخامة الإنتاج.
في المقابل، كان فريق الإنتاج صغيراً عددياً، لكنه أدى دوراً كبيراً في إنجاز العمل، ولم يكن الطريق أمام إنتاج نزيف التراب ممهداً، فقد اعترضته عقبات وتحديات عدة، أبرزها الأوضاع الميدانية والتضييقات الإسرائيلية المستمرة، التي أثرت على حركة التصوير والتنقل.
وكجزئه الأول، تولت شركة “ريدي برودكشن” إنتاج الثاني. حقق الجزء الأول من نزيف التراب نجاحاً، فتجاوزت مشاهداته 60 مليون مشاهدة على “يوتيوب” ما شجع فريق العمل على تقديم جزء ثانٍ بمستوى أعلى من الاحترافية.
يقول ملحس: “المسلسل نجح في ترك بصمة واضحة، رغم التحديات التي واجهها بسبب محاربة المحتوى الفلسطيني وعدم تبني بعض القنوات العربية له، بحجة عدم توافقه مع سياساتها التحريرية”.