محلل سياسي لـ”المواطن” استمرار الاحتلال بعدوانه وجرائمه يفتح معادلة “سيف القدس الذي لم يخمد”
خاص المواطن- مدلين خلة
أكد الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف، أنه وفي حال استمر الاحتلال الإسرائيلي في عدوانه وجرائمه على المقدسات والمواطنين بالقدس، فإن جميع السيناريوهات مطروحة أمام المقاومة.
وقال الصواف في حديثه لـ”المواطن”، إن استمرار الاحتلال في عدوانه وتجاوزه لكل الخطوط الحمراء يعني اعلان حرب على الشعب الفلسطيني ومقدساته”.
وأضاف، أن المقاومة لن تقف مكتوفة الايدي امام عدوان الاحتلال كما حدث الليلة الماضية عندما رشقت المقاومة مغتصبات الاحتلال المحاذية لقطاع غزة، وفي الضفة اشعال المقاومة في كل مكان والاشتباك مع الاحتلال في كل الساحات وبكل الوسائل.
وشدد الصواف على أن أمر المعركة المفتوحة يعتمد على سلوك الاحتلال ومحاولاته تنفيذ إجرامه كذبح القرابين والاعتداء على المصلين، مشيرا إلى أن ما حدث بالأمس داخل المسجد الأقصى هو أشبه بما حدث في معركة سيف القدس، موضحا أنه لا يستبعد حدوث معركة مع الاحتلال عنوانها سيف القدس الذي لم يخمد.
وبين الكاتب والمحلل السياسي أن هدف الاحتلال واحد وموقفه من القضية الفلسطينية والمقدسات واحد ولكن الذي يختلف هو طريقة تنفيذ هذه الأهداف.
وأوضح أن الخلاف داخل الكيان الإسرائيلي لن يؤثر بالسلب على أهداف ومخططات الاحتلال، فالبرغم من حالة الاضطراب الداخلي إلا أنه لن يكون له اثر إيجابي على القضية الفلسطينية بل هو عامل توحيد لهذا الكيان الغاصب.
وأكد على أن ما تمارسه حكومة بن جفير وسموتريتش نتنياهو من اعدامات للمقاومين هي سياسة معتمدة ومتمرسة لذلك اذا وجد الاحتلال فرصة مناسبة للقيام اغتيال قيادات المقاومة فسوف تقوم ولكن كما هو معلوم أن تنفيذ هذه السياسة ستشكل خطرا كبيرا من قبل المقاومة على الكيان.
وشدد على أن هناك حسابات لدى الاحتلال تحول بينه وبين تنفيذ عمليات اغتيال لقادة المقاومة ورغم ذلك فالامر وارد في حسابات الاحتلال وقد ينفذ بعضا منها.
وكانت قوات الاحتلال قد اقتحمت الليلة الماضية المسجد الأقصى خلال صلاة التراويح لإخلائه من المعتكفين، وألقت قنابل الصوت داخل المسجد، وقطعت التيار الكهربائي عن المصلى القبلي، وحطمت باب العيادة الطبية.
ورفعت مآذن القدس دعوات للنفير العام إثر الاقتحام، في حين خرجت مسيرات بالضفة الغربية وقطاع غزة نصرة للمسجد الأقصى وتنديدا بانتهاكات الاحتلال.
في غضون ذلك، نقلت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية عن مسؤول إسرائيلي أن هناك مساعي دولية للتهدئة بعد إطلاق صواريخ من غزة والأحداث في المسجد الأقصى.
وردا على اقتحام المسجد الأقصى والاعتداء على المعتكفين داخله، أطلقت المقاومة الفلسطينية نحو 10 صواريخ باتجاه المستوطنات الإسرائيلية في غلاف غزة، وأصاب أحد الصواريخ مصنعا في مستوطنة سديروت.
ورد الجيش الإسرائيلي بغارات جوية وقصف مدفعي استهدف مواقع للمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، وحمل حركة حماس مسؤولية إطلاق الصواريخ باتجاه أهداف إسرائيلية.
في هذه الأثناء، دعا وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير الحكومة إلى اتباع سياسة الاغتيالات والرد بقوة على إطلاق صواريخ من غزة وليس بقصف أماكن غير مأهولة، وفق قوله.
أما وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش فدعا الجيش الإسرائيلي إلى شن عملية “السور الواقي 2” في الضفة الغربية تبدأ في نابلس وجنين.
من جهته، قال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي إن الأحداث في الأقصى زادت التوتر في غزة والضفة، مضيفا أن أي صاروخ يطلق نحو إسرائيل سيقابل برد مناسب وفعال.
أما رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو فقال إن حكومته تعمل للحفاظ على الوضع الراهن وتهدئة الموقف بعد الأحداث التي شهدها المسجد الأقصى.
كما واعتقلت قوات الاحتلال أكثر من 500 فلسطيني خلال اقتحامها المسجد الأقصى، في حين قال الهلال الأحمر الفلسطيني إن عشرات من المعتكفين في المسجد أصيبوا.