مالا تعرفه عن معتقل “سدي تيمان” .. ما معنى اسمه وما علاقته باليمن ؟
غزة – المواطن
أقيم معسكر “سدي تيمان” او “سديه تيمان” في خمسينيات القرن الماضي على مسافة خمسة كيلومترات شمال غربي مدينة بئر السبع في صحراء النقب ومعنى سدي تيمان مطار اليمن.
واليوم يعيد المعتقل الوحشي إلى الأذهان بعض القصص من معتقل غوانتانمو الشهير.
ورجّحت بعض المصادر الإسرائيلية أن تسميته مشتقّة من عملية “جناح النسر”، أو بتسميتها الأخرى “بساط الريح”، التي قامت دولة الاحتلال الإسرائيلي والوكالة اليهودية من خلالها بتهجير سري لنحو 50 ألف يهودي معظمهم من اليمن، وقليل منهم من أريتيريا، بين عامي 1949- 1950 وتهريبهم إلى فلسطين المحتلة.
وتضم القاعدة العسكرية مقر لواء جفعاتي وقاعدة للشرطة العسكرية ووحدة قيادة القوات الهندسية، ومركز إمدادات، ومقر قيادة اللواء 16، ومقر بديل لمديرية التنسيق والارتباط (غزة)، ووحدات أخرى، فضلاً عن منشآت الاعتقال.
وفي حرب أكتوبر 1973، احتوى المعسكر على مستودعات أسلحة ومدرّعات تابعة لعدة وحدات في جيش الاحتلال، استخدمت في ذات الحرب.
سجن “المقاتلين غير الشرعيين”
خلال حربي 2008 و2014، أقام الجيش الإسرائيلي منشآت اعتقال في المعسكر، للمعتقلين الفلسطينيين، بموجب أمر صادر عن وزارة الأمن الإسرائيلية، والذي عرّف المعتقل بأنه مكان لاحتجاز “المقاتلين غير الشرعيين”.
وخلال عملية “طوفان الأقصى”، وحرب الإبادة الحالية التي تشنّها إسرائيل على قطاع غزة وتطلق عليها اسم “السيوف الحديدية”، يحتجز مئات الفلسطينيين من القطاع في منشآت الاعتقال داخل المعسكر، من بين آلاف الفلسطينيين الذين اعتقلهم جيش الاحتلال منذ بداية الحرب.
وبحسب معطيات إسرائيلية، احتجز جيش الاحتلال خلال عدوان 2008 حوالي 250 معتقلاً من غزة في القاعدة، و270 في حرب 2014.
ويسمح “قانون المقاتلين غير الشرعيين”، لرئيس الأركان، باتخاذ قرار بشأن تنفيذ اعتقالات إدارية مؤقتة. وعلى غرار الحروب السابقة، أصدر وزير الأمن يوآف غالانت في عام 2023، قراراً اعتبر معسكر سدي تيمان، مكاناً للاعتقال، وأقيمت فيه منذ بداية الحرب الحالية ما لا يقل عن أربع منشآت تحتوي على أقفاص لاحتجاز المئات من سكان غزة المعتقلين.
وتوفي عدد من المعتقلين في جحيم تلك المنشآت، فيما يعاني آخرون جراء التعذيب وسوء المعاملة والإهمال الطبي رغم حاجة بعضهم لرعاية عاجلة أو معاناتهم جراء أمراض مزمنة، أو إصابتهم خلال القصف الإسرائيلي على غزة، أو بسبب الأصفاد واستمرار تقييدهم أو ضربهم، ما أدى الى تدهور أوضاعهم وبتر أطراف جزء منهم. يضاف إلى ذلك سوء المستشفى الميداني الذي أقيم فيه وعدم توفّر فرق طبية مناسبة، فضلاً عن الانتهاكات المستمرة للقوانين.
ووجهت منظمات حقوقية وتقارير صحافية، انتقادات شديدة إلى إجراءات وزارة الصحة الإسرائيلية وسلوك الأطباء والجنود في المستشفى الميداني، بسبب معاملة المعتقلين على نحو ينتهك قواعد أخلاقيات مهنة الطب ويخالف القانون الدولي.
وأصدرت وزارة الصحة الإسرائيلية تعليمات غير عادية للأطباء بعلاج المحتجزين في المنشأة “بالحد الأدنى المطلوب ولا شيء غير ذلك”، وعدم ذكر أسماء الأطباء في وثائق العلاج أو أمام المتعالجين.
وقد تشي محاولة إخفاء هوية الأطباء والوثائق، بسوء ما يدبّر للمعتقلين الفلسطينيين في منشأة الاعتقال، وسوء ما يتعرضون له. كما سُمح للأطباء بتقديم العلاج الطبي للمعتقلين، مع إبقائهم مكبلي الأيدي ومعصوبي الأعين، وتقديم العلاج القسري لهم، إذا كانت حالتهم طارئة.
اختراق القاعدة العسكرية
بعيداً عن الحرب على غزة والمحتجزين في منشآت الاعتقال وعذاباتهم، تعرضت قاعدة “سدي تيمان” العسكرية لعدة اقتحامات جنائية، على مر السنوات الماضية، من بينها اقتحامها عام 2017 وسرقة أسلحة منها، كما اقتُحمت عام 2021 وعام 2022، وسُرقت منها ذخيرة.