غزة – المواطن
فجرت إسرائيل آلاف أجهزة الاتصال اللاسلكية الشخصية التي يستخدمها عناصر في “حزب الله” في لبنان في موجة ثانية من عملية استخباراتية بدأت يوم الثلاثاء بتفجير أجهزة النداء، وفق مصدرين.
وأوضح موقع “أكسيوس” أن مصدرين مطلعين على العملية، أكدوا له هذه المعلومات.
ووفقا لـ”أكسيوس”، فإن “الموجة الثانية من الهجمات السرية هي خرق أمني خطير آخر في صفوف حزب الله وتزيد من الضغوط عليه”.
وقالت المصادر للموقع إن “أجهزة الاتصال اللاسلكية (ووكي توكي) تم تفخيخها مسبقا من قبل أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية قبل تسليمها إلى “حزب الله” .
ذلك كجزء من نظام الاتصالات الطارئة للحزب، والذي كان من المفترض استخدامه أثناء الحرب مع إسرائيل.
وكانت “أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية قد فجرت يوم الثلاثاء آلاف أجهزة النداء التي يستخدمها أعضاء الوحدات والمؤسسات العسكرية لحزب الله”، حسبما جاء في “أكسيوس”.
وعصر اليوم الأربعاء بالتوقيت المحلي، أثناء تشييع جنازات بعض عناصر “حزب الله” الذين قتلوا في الهجوم الأول، وقعت موجة ثانية من الانفجارات، في الضاحية الجنوبية لبيروت وعدد من المناطق اللبنانية.
ونقل “أكسيوس” عن أحد المصادر قوله: “نظرا لأنها كانت مخصصة للاستخدام فقط أثناء الحرب مع إسرائيل، فإن عددا كبيرا من أجهزة الاتصال اللاسلكية كانت مخزنة في مستودعات حزب الله”.
وأوضح المصدران أن “هدف إسرائيل في الموجة الثانية من الهجمات كان زيادة جنون العظمة والخوف في صفوف حزب الله، في محاولة للضغط على قيادة الحزب لتغيير سياسته فيما يتعلق بالصراع مع إسرائيل”.
وصرح مصدر بالقول:
“كان الهدف إقناع حزب الله بأن من مصلحته قطع علاقته بحماس وإبرام صفقة منفصلة لإنهاء القتال مع إسرائيل بغض النظر عن وقف إطلاق النار في غزة”.
وأضاف المصدران أن :
“قرار تنفيذ الهجوم الثاني كان مدفوعا أيضا بالتقييم بأن تحقيق حزب الله في انفجارات أجهزة النداء من المرجح أن يكشف عن الخرق الأمني في أجهزة الاتصال اللاسلكية”.
وقبل ساعات قليلة من الموجة الثانية من الانفجارات، قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في مؤتمر صحفي في مصر إن الولايات المتحدة لم تكن متورطة وليس لديها علم بالهجوم على أجهزة النداء.
ورأى أن جميع الأطراف يجب أن تتجنب اتخاذ خطوات من شأنها تصعيد الصراع وتوسيعه إلى جبهات أكثر.
هذا وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية اليوم الأربعاء، “استشهاد 12 شخص وإصابة أكثر من 300 آخرين بجروح”، في موجة التفجيرات الجديدة التي طالت أجهزة لا سلكية في مناطق لبنانية مختلفة.
وانفجرت أمس الثلاثاء أجهزة اتصالات من نوع “بيجر” في العديد من المناطق التي تعد معاقل لحزب الله اللبناني.
بما في ذلك الضاحية الجنوبية لبيروت، ومناطق في جنوب لبنان والبقاع الشرقي، ما أسفر عن مقتل 12 شخصا بينهم طفلان وإصابة نحو 2800 آخرين.
وقد حمل “حزب الله” إسرائيل مسؤولية عملية أمس، مؤكدا أن “هذا المسار متواصل ومنفصل عن الحساب العسير الذي يجب أن ينتظره العدو المجرم .
ذلك الحساب على مجزرته التي ارتكبها بحق شعبنا وأهلنا ومجاهدينا في لبنان، فهذا حساب آخر وآت إن شاء الله”.
ولفت مصدر أمني لبناني رفيع المستوى لوكالة “رويترز” أن جهاز التجسس الإسرائيلي “الموساد” هو من قام بزرع متفجرات داخل 5000 جهاز “بيجر”.
حيث استوردها “حزب الله” اللبناني قبل أشهر من تفجيرات يوم أمس الثلاثاء، وانفجر منها 3000 فقط.