لهذه الأسباب .. لا تهملي العناية بصحة سمعك
بالنسبة للكثيرين، عندما يتعلق الأمر بروتينهم الصحي، يفكرون في الركائز الأساسية للصحة، من اعتماد الترطيب والتمارين الرياضية، والنوم، وممارسة تمارين اليقظة والتأمل، وقد يكون الاهتمام بصحة السمع غير مدرج في تلك القائمة، إلا أنه في الواقع له تأثير كبير في الصحة العامة.
مؤخراً، كثر الحديث، عبر “تيك توك”، عن صحة السمع، إذ اكتشف الناس أنها مهمة بطرق عدة تتجاوز فقط قدرتك على سماع الأصوات من حولك، إذ في حال لم تفكري أبداً في مدى صحة أذنيك، فإنه وبمرور الوقت ستفقدين سمعك ببطء.
وعلى غرار الطريقة التي تصبح بها رؤيتك ضبابية ببطء مع تقدمك في السن، قد يكون من الصعب معرفة متى لم يعد سمعك كما كان من قبل، وعادةً يكون الأشخاص الأقرب إليك هم أول من يلاحظون المشكلة، حيث يظهر على هيئة مهارات استماع ضعيفة، أو عدم الانتباه، أو مطالبة شخص ما بتكرار ما يقوله.
وتشمل العلامات المبكرة الأخرى لفقدان السمع: الحاجة إلى زيادة مستوى صوت التلفزيون، وظهور طنين الأذن، أو رنين في أذنيك، وصعوبة السمع في البيئات الصاخبة.
وفي حين أن فقدان السمع أكثر شيوعاً بعد سن الخمسين، إلا أنه يمكن أن يحدث بالتأكيد في العشرينات والثلاثينات من العمر، إذ تلعب العوامل الوراثية ونمط الحياة والصحة العامة دوراً في ذلك.
لهذه الأسباب.. لا تهملي العناية بصحة سمعك
ما الذي يسبب فقدان السمع؟
وفقًا للعديد من الإحصاءات، فإننا نشهد زيادة في عدد الشباب الذين يعانون فقدان السمع الناجم عن الضوضاء، على سبيل المثال تقدر الجمعية الأميركية لتقويم العظام أن واحداً من كل خمسة شباب اليوم سيصاب بفقدان السمع، أي بزيادة نسبتها 30% في فقدان السمع، مقارنة بما كانت عليه الحال قبل 20 عاماً.
وتتمثل إحدى المشكلات الكبيرة في استخدام سماعة الرأس، حيث يمكنها بسهولة ضخ 110 ديسيبل من الموسيقى الصاخبة مباشرة في أذنيك، ويمكن أن يتسبب هذا الحجم في تلف الأذن الداخلية في غضون دقائق معدودة، لكن لحسن الحظ، هناك بعض التقنيات التي تتضمن تحذيرات أو تنبيهات حول مستوى صوت سماعة الرأس، مثل Apple Health، حيث يمكنك التحقق من مستويات صوت سماعة الرأس في ذلك التطبيق، كما يمكن أن تسبب الحفلات الصاخبة بعض الضرر، مثل بيئات العمل الصاخبة، وأحياناً قد تؤدي بعض الأمراض إلى حدوث ذلك.
كيف يؤثر السمع في صحتك؟
يقول الأطباء إن السمع جزء مهم من صحتك العامة، خاصة أن الناس مخلوقات اجتماعية، لذا من الضروري جداً لصحتك العقلية إجراء محادثة والتواصل مع الآخرين، وفي حال كنتِ تعانين ضعف السمع، فإنه سيكون من الصعب القيام بذلك، ويمكن أن يؤدي الإحباط إلى الشعور بالقلق والاكتئاب والعزلة.
وإذا كان ضعف السمع لديك كبيراً بما يكفي، فإنه قد يعرض سلامتك للخطر، ومن المهم أن تكوني قادرة على سماع إنذارات الدخان، وأجهزة ضبط الوقت وصفارات الإنذار والمكالمات الهاتفية، وحتى أصوات الأشخاص كوسيلة للبقاء على دراية بمحيطك.
إلى جانب ذلك، إن التعرض للصوت العالي يعتبر عامل ضغط على الجسم. على سبيل المثال، إذا كنتِ تعيشين بالقرب من طريق مزدحم، أو إذا كنتِ تسافرين كثيرًا على متن الطائرات، أو إذا تعرضت لضوضاء عالية مماثلة لفترة طويلة من الوقت، فقد ترتفع مستويات الكورتيزول لديكِ، خاصةً إذا كنت تعانين حساسية تجاه الضوضاء، وهذا بدوره يمكن أن يؤدي إلى التعب والصداع ومشاكل التركيز وزيادة ضغط الدم.
ووفقًا للدكتور جين شوماخر، اختصاصي السمعيات في شركة “ReSound US” المعينة السمعية، وجد العديد من الدراسات، أيضًا، روابط محتملة بين ضعف السمع والتدهور المعرفي، بما في ذلك زيادة خطر الإصابة بالخرف. وهذا هو السبب في أنه من المهم جدًا ألا تعتني بصحتك عندما تكونين صغيرة فحسب، وإنما أيضاً أن تهتمي بصحة سمعك مع تقدمك في السن.