في حضرة المناضلين.. هل من اختراق في الحالة الفلسطينية؟
غزة – المواطن
د.رانية اللوح
احتفت أمس فلسطين وشعبها العظيم بحرية المناضل الكبير الأسير المحرر ماهر يونس بعد قضائه أربعين عاما في غياهب الجب، وظلمة السجن والسجان، ليرى قرص الشمس مكتملا، لم يستطع الفلسطينيون الاحتفال كما ينبغي بحرية ماهر تماما كما كان الاحتفاء منقوصًا حين الافراج عن رفيق دربه كريم، بعد تحذيرات إسرائيلية مشددة لذويهم بعدم نصب الخيام ورفع أعلام فلسطين في محاولة منها لطمس ومحاربة الهوية الوطنية الفلسطينية.
ماهر يونس ذاك الأسير الفلسطيني ابن بلدة عارة بالداخل الفلسطيني، الذي اعتقل في 18 يناير 1983، حيث اعتقل برفقة أبناء عمومته كريم وسامي يونس، بتهمة قتل جندي إسرائيلي و”وخيانة المواطنة” والتي يقصد بها خيانة ماهر للجنسية الإسرائيلية التي يحملها رغما عنه بحكم الاستعمار الأخير والأسوأ في العصر الحديث.
بعد حكم الإعدام، خففت المحكمة الإسرائيلية العقوبة إلى السجن المؤبد مدى الحياة، حيث حددت سلطات الاستعمار عام 2012 حكم المؤبد بـ 40 سنة عجاف، ليخرج على إثرها ويرى النور بعد هذه السنوات المليئة بتفاصيل قد لا يتخيلها العقل.
كريم وماهر مناضلين تجاوزا قدرة البشر على احتمالية صبر وجلد بهذا القدر، وفي ذات السياق ينظر الفتحاويون تحديدا لهذين البطلين نظرة الأمل فكريم وماهر فتحاويون مثقفون متابعون للحالة الفلسطينية بشكل جيد وكان هناك العديد من المبادرات الفتحاوية للأسرى من داخل معتقلاتهم تجاه الكثير من القضايا الوطنية.
حرية ماهر وكريم تأتي في ظل ازدياد البلطجة الإسرائيلية مع وجود حكومة يمينية أكثر تطرفا وأكثر عدوانا واعتداء على الشعب الفلسطيني والهوية الفلسطينية، وأكثر زحفا ونهبًا للأراضي الفلسطينية، مما يتطلب اختراقا في الأداء الفلسطيني ووضع خطط وبرامج لمواجهة هذا البرنامج اليميني التطرفي، في ظل صمت دولي لم ولن يتجرأ على ردع أو كبح جماح دولة الفصل العنصري، والذي لم يعد للعديد من الدول انكار عنصرية إسرائيل بما فيها اعترافات منظمات دولية، منها منظمة العفو الدولية ‘ أمنستي” نموذجا.
الحالة الفلسطينية مسؤولية كبيرة تقع على عاتق القيادة والمناضلين والأحرار من هذا الشعب العظيم الذي يتم استنزافه يوميًا بل ولحظيا بالتالي مطلوب الكثير والكثير من الجميع.
وبرغم من حالة التعب والشقاء التي عانى منها إلا أن الفتحاويين قد لا يتوانوا عن زيادة الأعباء عليهما في العمل على المساهمة الفاعلة في ترتيب البيت الفلسطيني عامة، والبيت الفتحاوي على وجه الخصوص.
فللفتحاويين آمالا كبيرة معلقة في ظل احتياج الكوادر لنماذج حية، وحالات ثورية تعيد للحركة رونقها وتضيف للوعي الشبابي تحديدًا ما يمكنهم من رسم المسار وتحديد البوصلة الوطنية كما ينبغي وكما تتطلب المصلحة الوطنية.
قد يكون الكادر عجولا لكن لا يمكن الانكار والتنكر للحالة الوطنية التي لم تعد بخير بفعل أفعال منها داخلي ومنها تآمري، فلطالما شكل الأسرى رمزية خاصة ومكانة سامية في قلوب وعقول الفلسطينيين مما يزيد التطلع نحوهم.
ومن جانب اخر قد يكون في جعبة الماهر ورفيق دربه ما يمكن فعله تجاه قضية الأسرى من رؤى استشرافية أو خطوات تمكنها من الضغط أكثر على المجتمع الدولي لحشر إسرائيل قدر المستطاع في سبيل الإفراج عن أسرانا البواسل في ظل ظروف فلسطينية وإقليمية معقدة، ولكن رغم كل هذه التعقيدات يبقى مطلوب من الفلسطيني المزيد من النضال على كافة المستويات والأصعدة ومزيدًا من الصبر والجلد وصولًا إلى تحيق الحلم الفلسطيني بالتحرر وإقامة دولته الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف.