صحيفة تكشف تفاصيل جديدة عن تحركات “السنوار” خلال الحرب
رسالة وصلت لأهله بعد يومين من اغتياله
غزة – المواطن
أفادت مصادر موثوقة لـ«الشرق الأوسط» من داخل حركة «حماس» ومقربة منها، بأن إسرائيل اقتربت من الوصول إلى زعيم الحركة يحيى السنوار خمس مرات على الأقل، قبل أن تغتاله عن طريق الصدفة خلال عملية عسكرية إسرائيلية اعتيادية في حي تل السلطان برفح جنوب قطاع غزة، الشهر الماضي.
وكشفت هذه المصادر تفاصيل حول تحركات رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» ومن كان يرافقه خلال الحرب المستمرة في قطاع غزة منذ أكثر من عام. وأفادت بأن السنوار أرسل إلى عائلته رسالة يوضح فيها ملابسات استشهاد ابن شقيقه إبراهيم محمد السنوار، الذي كان يرافقه، ومكان دفنه، لكن الرسالة وصلت بعد يومين من اغتياله.
عملية خان يونس
في عملية عسكرية إسرائيلية داخل خان يونس في يناير الماضي، كانت التقديرات تشير إلى احتمال اختباء السنوار في أحد الأنفاق هناك. وبالفعل، عثرت القوات الإسرائيلية داخل الأنفاق على تسجيلات من كاميرات تظهر السنوار يتحرك داخل نفق مع أسرته قبل هجوم السابع من أكتوبر، ولكن رغم توسع العملية فوق وتحت الأرض، لم تتمكن القوات من الوصول إليه.
وبحسب المصادر، كانت زوجة السنوار وأطفاله بأمان، حيث كان يتواصل معهم عبر رسائل مكتوبة تصلهم مرة كل شهر أو شهر ونصف.
التنقلات الأمنية
خلال تزايد العمليات في خان يونس، قرر السنوار البقاء هناك، وابتعد عن شقيقه محمد ورافع سلامة، قائد لواء المنطقة الذي اغتيل في يوليو، وكانوا يلتقون أحيانًا مع قائد كتائب القسام محمد الضيف قبل أن يفترقوا تماشيًا مع الأوضاع الميدانية. وتكشف المصادر أن القوات الإسرائيلية كانت على بُعد عشرات الأمتار من منزل اختبأ فيه السنوار بخان يونس، لكنه تمكن من مغادرته عبر فتحات أحدثها مقاتلو “حماس” في جدران المنازل المجاورة.
الهروب إلى رفح
أجبر السنوار على مغادرة خان يونس إلى رفح في فبراير بعد محاصرة خان يونس، حيث تمكنت “حماس” من نقله عبر شبكة من الأنفاق والممرات. وكان ابن شقيقه، إبراهيم محمد السنوار، مرافقًا له، حيث قتل في غارة إسرائيلية استهدفته عند خروجه من فتحة نفق لمراقبة تحركات القوات الإسرائيلية في رفح.
تحديات البقاء
أفادت المصادر أن السنوار وزملاءه عانوا من نقص الغذاء في الأيام الأخيرة، وتحضروا لاشتباك محتمل مع القوات الإسرائيلية. ورغم محاولات إخراجه من المنطقة، أصر على البقاء حتى وصول القوات الإسرائيلية إلى أماكن قريبة منه عدة مرات، قبل نقله إلى مواقع أخرى في اللحظات الأخيرة.
إجراءات أمنية مشددة
كدت المصادر أن السنوار كان يتخذ إجراءات أمنية معقدة لتجنب الملاحقة، بما في ذلك التنقل السري والتواصل الآمن مع قيادات «حماس» في الداخل والخارج. وفي سبتمبر، قرر السنوار إعدام ستة أسرى إسرائيليين داخل أحد الأنفاق بعد اقتراب القوات منه.
وجود السنوار في رفح وعلاقته بمحور فيلادلفيا
نفت المصادر وجود علاقة بين تواجد السنوار في رفح ومناقشة الوضع على محور فيلادلفيا، رغم تواجده بالقرب منه، لكنها أشارت إلى أن السنوار كان يدرس احتمالات تأثير الانسحاب الإسرائيلي التدريجي من المحور على فرص التوصل إلى صفقة تبادل، وكذلك الوضع العسكري الميداني