صحيفة تكشف تفاصيل المفاوضات السرية بين “حماس” والولايات المتحدة

كشف مصدر مطلع على كواليس المفاوضات السرية بين حركة حماس والولايات المتحدة، الخميس، عن أبرز ما دار بين الجانبين بشأن المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل في قطاع غزة.
وأفاد المصدر، المقرب من حماس، في حديثه لـ”الشرق”، بأن الحركة الفلسطينية أبلغت المسؤولين الأميركيين أنها مستعدة لإطلاق سراح الأسرى الأميركيين والإسرائيليين، في إطار اتفاق شامل يتضمن التوافق على “مفاتيح جديدة” لمبادلة الأسرى العسكريين الإسرائيليين وبدء مفاوضات المرحلة الثانية.
والمقصود بـ”المفاتيح”، وفقًا للمصدر، المعايير التي تحدد عدد الأسرى الفلسطينيين المطلوب الإفراج عنهم من السجون الإسرائيلية مقابل كل محتجز إسرائيلي يتم إطلاق سراحه.
وأشار المصدر إلى أن المرحلة الأولى من الاتفاق نصّت على إطلاق سراح 50 أسيرًا فلسطينيًا من المحكومين بالمؤبد أو الأحكام الطويلة، مقابل كل جندي إسرائيلي أو محتجز في سن التجنيد، فيما تسعى حماس إلى تعديل هذه المعايير في المرحلة الثانية.
وأضاف المصدر أن الاتصالات واللقاءات جرت بترتيب قطري، وبناءً على رغبة أميركية، مؤكدًا أن حماس أبدت مرونة كبيرة في مناقشة ملف الأسرى الإسرائيليين مزدوجي الجنسية، خصوصًا الحاملين للجنسية الأميركية، كما أبدت استعدادًا لتقديم بادرة حسن نية في هذا الملف.
وذكرت المصادر أن اللقاءات المباشرة ساهمت في تقريب وجهات النظر، وشكلت مقدمة لبحث حلول شاملة قد تمهد لاستقرار طويل الأمد في المنطقة.
وأوضح المصدر أن المباحثات تركزت على إطلاق سراح ما بين 4 إلى 6 إسرائيليين يحملون الجنسية الأميركية، مشيرًا إلى أن حماس طالبت بدور أميركي أكثر فاعلية في صفقة تبادل شاملة، تتضمن وقف إطلاق النار طويل الأمد، وإنهاء التواجد العسكري الإسرائيلي في غزة، وإعادة إعمار القطاع، ورفع الحصار.
تزامنت هذه المفاوضات مع تصريحات شديدة اللهجة من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي هدد حماس، الأربعاء، مطالبًا بإطلاق سراح جميع المحتجزين في غزة فورًا، محذرًا من “عواقب وخيمة” في حال عدم الاستجابة.
وفي بيان نشره على منصته “تروث سوشال”، قال ترامب:
“سأرسل إلى إسرائيل كل ما تحتاجه لإنهاء المهمة، ولن يكون أي عضو في حماس آمنًا إذا لم يتم الإفراج عن الرهائن فورًا… هذا تحذيركم الأخير!”.
وأضاف: “حماس لديها فرصة للمغادرة الآن… لكن إذا استمر احتجاز الرهائن، فأنتم هالكون!”.
من جانبها، اعتبرت حركة حماس أن تصريحات ترامب تمثل دعمًا مباشراً لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وتساعده على التهرب من تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار وتشديد الحصار على قطاع غزة.
وقال المتحدث باسم الحركة، عبد اللطيف القانوع، في تصريح لـ”رويترز”، إن “المسار الأمثل لتحرير الأسرى الإسرائيليين هو إلزام الاحتلال بتنفيذ المرحلة الثانية من الاتفاق، وليس التهديدات التي تشجع إسرائيل على التصعيد”.
وأكدت مصادر في حماس لـ”الشرق”، أن الحركة أجرت محادثات مباشرة مع المبعوث الأميركي لشؤون الأسرى آدم بوهلر، ركّزت على إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين الحاملين للجنسية الأميركية، إضافة إلى مناقشة مستقبل الحرب في قطاع غزة.
وأوضحت المصادر أن حماس أبدت استعدادها لإجراء عملية تبادل للأسرى مزدوجي الجنسية، بشرط تلقيها ضمانات كافية من الإدارة الأميركية بأن ذلك سيقود إلى تنفيذ المرحلة الثانية من الاتفاق، والتي تشمل:
- وقفًا طويل الأمد للحرب
- انسحابًا إسرائيليًا كاملًا من قطاع غزة
- إعادة الإعمار ورفع الحصار
ورغم أن الوساطة الأميركية أظهرت تفهمًا لمطالب حماس، إلا أن إسرائيل لم تبدِ تجاوبًا واضحًا، وفقًا للمصادر.
وانتهت المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار، السبت الماضي، لكن إسرائيل شددت حصارها على قطاع غزة، ومنعت دخول البضائع والمساعدات الإنسانية، في خطوة تضغط بها على حماس لإطلاق سراح المحتجزين المتبقين دون التفاوض على وقف الحرب.
ويحذر الفلسطينيون من أن تشديد الحصار قد يؤدي إلى مجاعة تهدد حياة 2.3 مليون فلسطيني في قطاع غزة، في وقت تتواصل فيه الجهود الدبلوماسية للوصول إلى اتفاق شامل.