شهداء وإصابات باستهداف سيارتين جنوب لبنان

شنّ الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الخميس، سلسلة غارات استهدفت سيارتين في بلدتي معروب ويحمر الشقيف جنوبي لبنان، مما أدى إلى استشهاد أربعة أشخاص وإصابة آخر على الأقل. كما أسفر قصف آخر على بلدة برعشيت عن استشهاد شخصين إضافيين، فيما أصيب مواطن بجروح في بلدة حولا جراء قنبلة ألقتها طائرة مسيّرة إسرائيلية.
وفي وقت سابق من صباح اليوم، استهدف قصف إسرائيلي سيارة في حي الدبش شرقي يحمر الشقيف، مما أدى إلى استشهاد ثلاثة أشخاص، بعد ساعات من غارة مماثلة على سيارة في معروب أسفرت عن استشهاد شخص وإصابة آخر. وأعلن جيش الاحتلال في بيان له أنه استهدف عناصر من حزب الله خلال نقلهم أسلحة في يحمر الشقيف.
من جهتها، أكدت وزارة الصحة اللبنانية استشهاد مواطنين اثنين جراء غارة إسرائيلية على برعشيت. وتشهد مناطق الجنوب اللبناني تصعيدًا مستمرًا، حيث يواصل الاحتلال شنّ غارات على عدة بلدات، في أعقاب هجوم صاروخي استهدف بلدات إسرائيلية، وهو ما نفى حزب الله مسؤوليته عنه.
سياسيًا، بحث الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان مع الرئيس اللبناني جوزاف عون الوضع في الجنوب، مشددًا على ضرورة التزام إسرائيل باتفاق وقف إطلاق النار المبرم في نوفمبر الماضي. كما أكد رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام، خلال لقائه وفدًا من مجلس نقابة المحررين، أن الحكومة اللبنانية تواصل الضغوط الدبلوماسية لوقف الاعتداءات الإسرائيلية، مشيرًا إلى أن الاحتلال يتمسك بالبقاء في النقاط الخمس الحدودية دون أي قيمة عسكرية أو أمنية سوى إبقاء التوتر قائمًا.
في هذا السياق، أجرى وزير الخارجية اللبناني يوسف رجي اتصالات مع نظرائه في مصر والأردن وفرنسا ومسؤولين أميركيين، لحثّهم على الضغط على إسرائيل لوقف تصعيدها العسكري. وأكدت وزارة الخارجية اللبنانية أن هذه التحركات تأتي ضمن الجهود الدبلوماسية الرامية إلى احتواء التصعيد وضمان الاستقرار في الجنوب.
في المقابل، صعّد وزير الأمن الإسرائيلي يسرائيل كاتس من نبرته، مهددًا بردٍّ قوي على إطلاق الصواريخ من لبنان، رغم نفي حزب الله أي علاقة له بذلك. وأكد الحزب في بيان له التزامه بوقف إطلاق النار، مشيرًا إلى أن الاتهامات الإسرائيلية تأتي كمبرر لمواصلة الاعتداءات على لبنان.
التوتر في الجنوب اللبناني لا يزال مرشحًا للتصعيد، في ظل استمرار الغارات الإسرائيلية والمطالبات الدولية بضرورة ضبط النفس ومنع تفاقم الأوضاع الأمنية.