شاهد كيف بنيت الأهرامات بالذكاء الاصطناعي .. والعلماء يردون
غزة – المواطن
رد علماء آثار على ما اعتبروه “مزاعم وخرافات” روجها مقطع فيديو تم توليده بواسطة برامج الذكاء الاصطناعي، بشأن لغز بناء ، وشهد رواجًا قويًّا حول العالم عبر منصات التواصل في الآونة الأخيرة.
ويبرز الفيديو وجود بعض الرجال من العمالقة، بعضلات بارزة وقامات تبلغ أمتارًا، وهم يحملون الصخور الضخمة التي بُني منها الهرم الأكبر فوق ظهورهم بسهولة شديدة، وسط دهشة من أشخاص آخرين بالحجم المعتاد.
وعلى خلفية موسيقية مخيفة، يُظهر الفيديو هؤلاء العمالقة، أصحاب القدرات الخارقة، برؤوس صلعاء ولحى كثيفة وابتسامات شبه آلية، مع حالة من النشاط الشديد والرغبة في الإنجاز، فضلًا عن وجود فيلة كانت تُستخدم في نقل الصخور أيضًا.
واعتبر علماء الآثار أن ما جاء بالفيديو مجرد “نوع من شطحات الخيال التي تستهدف صنع حالة من الإثارة والتشويق”، مؤكدين في تصريحات لـ”إرم نيوز” أنه “لا توجد أدلة علمية نهائيًّا تشير إلى بناء الأهرامات بهذا الشكل”.
وقال الدكتور مجدي شاكر، كبير الأثريين بوزارة السياحة والآثار، إن “المقطع المصور مجرد حلقة جديدة في مسلسل الإساءة إلى القدماء المصريين من خلال التشكيك في مصداقية بنائهم لأهرامات الجيزة”، لافتًا إلى أنه “تارة يقولون إن كائنات فضائية هى من قامت بهذا العمل الهندسي المعجز وتارة أخرى يقولون بل هم الجن وقوم عاد، والآن ينسبون المجد إلى عمالقة غامضين”.
ويؤكد الدكتور حسين عبد البصير، مدير متحف الآثار بالإسكندرية، أن “الفيديو يعد نوعًا من (الهراء) بمقاييس العلم، فلا يوجد في النقوش والبرديات ما يشير إلى مثل هذه الأكاذيب الواردة بهذا المقطع المصور”، على حد تعبيره.
ويضيف بأنه “سبق أن ذهبت نظريات تسعى للتشويق دون سند علمي بأن الأهرامات كانت في الأصل مراصد فلكية، أو أدوات استطلاعية، أو مراسي للسفن الفضائية، أو مصانع للطاقة، وهى كلها افتراضات تقوم على أكاذيب مشوقة وخيال خصب لا أكثر”.
وشدد الدكتور أحمد بدران، أستاذ الآثار والحضارة المصرية القديمة بجامعة القاهرة، على أن “المومياوات المصرية القديمة تؤكد أن قدماء المصريين وقت بناء الأهرامات كانوا بمواصفات جسدية تماثل مواصفات المصريين حاليًّا، دون زيادة أو نقصان”.
ويشير الدكتور مجدي شاكر إلى أن “اكتشاف آثار لفرع من نهر النيل في منطقة الأهرامات، يؤكد النظرية الأساسية التي تقول إن الصخور العملاقة التي يزن الواحد منها 70 طنًّا والتي شيدت بها الأهرامات قد تم نقلها عبر النيل بسلاسة”.
ويضيف أن “قدماء المصريين امتلكوا من العلم والخبرة والتخطيط ما جعلهم ينجزون أشهر المعالم الأثرية في العالم، لكن يبدو أن البعض لا يروقه ذلك”.