خاص المواطن: خبايا الحرب..مصير الطفلة سما؟
غزة – المواطن
في ظل تصاعد الأحداث في غزة، تشهد المنطقة قصصًا مأساوية تتجاوز حدود المعارك المعتادة لتصل إلى انتهاكات إنسانية خطيرة. إحدى هذه القصص التي أثارت جدلاً واسعًا هي اختطاف طفلة فلسطينية من قبل جندي إسرائيلي، وهو حدث تم توثيقه عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مما أدى إلى ردود فعل متباينة وتضارب في المعلومات. في هذا التقرير، سنسلط الضوء على تفاصيل هذه القضية التي أثارت الرأي العام، ونستعرض التساؤلات والمخاوف المتعلقة بمصير الطفلة الفلسطينية المختطفة، بالإضافة إلى التغطية الإعلامية الإسرائيلية حول الحادثة.
تفاصيل الحادثة
تداولت وسائل التواصل الاجتماعي صورة نشرها جندي إسرائيلي على حسابه في إنستغرام، تظهره وهو يحمل طفلة فلسطينية صغيرة يُعتقد أنها تم اختطافها من قطاع غزة. أثارت هذه الصورة غضبًا واستنكارًا كبيرين، خاصةً بعد أن قام الجندي بحذفها سريعًا من حسابه. هذا التصرف العاجل من قبل الجندي زاد من الشكوك حول مصير الطفلة وما حدث لها ولعائلتها، وأدى إلى تكهنات بأن حياة الطفلة قد تكون في خطر أو أنها قد تعرضت لشيء مخيف.
التداعيات:
لم يتوقف الأمر عند حذف الصورة فقط، بل أقدم الجندي على حذف حسابه بالكامل من منصة إنستغرام، مما زاد من الغموض والشكوك حول هذه الحادثة. هذا الإجراء، بحسب مراقبين، يشير إلى أن الجندي قد يكون متورطًا في أمر أكبر يحاول إخفاءه، وربما يعكس خوفه من انكشاف المزيد من الحقائق المتعلقة بالطفلة الفلسطينية المختطفة.
ردود الفعل الإعلامية:
تم تداول القصة بشكل واسع على وسائل الإعلام الإسرائيلية، حيث أشار بعض التقارير إلى أن الجندي، النقيب هرئيل إيتاخ، الذي يُزعم أنه اختطف الطفلة، قد قُتل في وقت لاحق. إلا أن مصير الطفلة ظل مجهولًا. ورغم الإشارة إلى الحادثة عبر إذاعة الجيش الإسرائيلي، إلا أن التغريدة التي ذكرت الحادثة تم حذفها لاحقًا، مما أثار تساؤلات حول محاولة التستر على القصة.
تحقيق مهم | ضابط إسرائيلي اختطف طفلة من غزة وأحضرها إلى إسرائيل (من المحتمل أن يكون والداها قد قُتلا) بحسب صديق له
قُتل النقيب هرئيل إيتاخ (الخاطف)، ولم تُعرف هوية ومكان وجود الطفلة المختطفة (1)
وحذفت إذاعة الجيش الإسرائيلي التغريدة التي أشارت إلى الحادث (2)
يائيل دان مضيفة… pic.twitter.com/WFkzofqtIx
— Tamer | تامر (@tamerqdh) January 1, 2024
الإعلامية يائيل دان، التي استضافت برنامجًا إذاعيًا على جالي تساهال (جالاتز)، كانت في حالة حيرة أثناء مناقشة القصة، ورغم محاولتها تبرير الحادثة، إلا أن حذف المقابلة بعد دقائق قليلة من بثها أثار المزيد من الشكوك حول القصة. هذا السلوك من قبل الإعلام الإسرائيلي يعزز فرضية أن هناك محاولات مستمرة للتغطية على هذه الحادثة الخطيرة.
تغطية الصحف الإسرائيلية:
في تطور آخر، تناولت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية قضية الطفلة المختطفة من زاوية مختلفة. تحدث جندي مصاب خلال مقابلة صحفية عن الضابط القتيل هرئيل إيتاخ، ووصف ما قام به الضابط بأنه “عمل بطولي” لإنقاذ الطفلة. هذه الرواية التي قدمتها الصحيفة تحاول تبرير تصرفات الجندي من خلال تصويره كمنقذ بدلاً من خاطف، وهو ما يتعارض مع الروايات الأخرى التي تشير إلى أن الطفلة قد اختطفت بالقوة.
حالات اختطاف أخرى:
وفي سياق متصل، نقل الصحفي محمد سلامة قصة أخرى عن اختطاف طفلة فلسطينية تدعى سما حمادة من مستشفى الشفاء أثناء اقتحام الجيش الإسرائيلي للمستشفى. منذ ذلك اليوم، لا تزال عائلة الطفلة تبحث عنها دون أي معلومات تذكر. هذه الحادثة تؤكد أن اختطاف الأطفال ليس حدثًا فرديًا، بل قد يكون جزءًا من سلسلة من الانتهاكات التي ترتكب بحق الأطفال الفلسطينيين في غزة.
الصحفي محمد سلامة يتحدث عن حالة اختطاف الطفلة سما حمادة من مستشفى الشفاء أثناء اقتحام الجيش للمستشفى.
منذ ذلك اليوم وحتى الآن، لا تملك عائلتها أي معلومات عن مصير طفلتهم.هذه حالة مختلفة عن الطفلة الذي نشرت عنها بالأمس وهي من جنوب القطاع . https://t.co/7HlpVt5Xiw pic.twitter.com/CmJdGlqLZV
— Tamer | تامر (@tamerqdh) August 31, 2024
الخاتمة:
تثير قضية اختطاف الطفلة الفلسطينية من غزة الكثير من التساؤلات حول مصيرها وحقيقة ما جرى لها ولعائلتها. حذف الصور والمقابلات الإعلامية، والتغطية المتناقضة في وسائل الإعلام الإسرائيلية، تزيد من الغموض وتدفع الجميع للتساؤل عما إذا كانت هذه القضية تمثل مجرد حادثة فردية أم أنها تعكس سياسة أوسع. يتطلب الأمر تحقيقًا دوليًا مستقلاً للوصول إلى حقيقة ما حدث وضمان حماية الأطفال الفلسطينيين من أي انتهاكات مستقبلية. يجب أن تظل هذه القضية محل اهتمام ومتابعة مستمرة حتى يتم الوصول إلى الحقيقة الكاملة.