حرائق وحرارة وسيول وعمليات إجلاء.. ظروف مناخية قاسية تجتاح العالم
عواصم- المواطن
شهدت عدة مناطق في أنحاء العالم ظروفاً مناخية قاسية، خلال عطلة نهاية الأسبوع، مع هطول أمطار غير مسبوقة أحدثت سيولاً في كندا، وإجلاء آلاف السياح في اليونان بسبب حرائق الغابات، وفي الولايات المتحدة، يستمر ارتفاع عدد الوفيات بسبب الموجة الحارة.
وأشارت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية التابعة للأمم المتحدة WMO، إلى أنها بصدد إعادة النظر في أرقام قياسية جديدة محتملة لدرجات الحرارة، جراء “موجات حر شديدة”، تجتاح جنوب الولايات المتحدة، وأجزاء من أوروبا، وآسيا، والشرق الأوسط، وشمال إفريقيا.
وقالت المنظمة في بيان: “تغير المناخ وارتفاع درجة الحرارة تسببا في زيادة كبيرة في التقارير المتعلقة بالطقس، والظروف المناخية القاسية المتطرفة، لا سيما بالنسبة للحرارة”.
وحذرت المنظمة العالمية من أن موجات الحرارة الشديدة تزداد شدة في بعض الأماكن، وربما تستمر حتى أغسطس المقبل.
حرارة غير مسبوقة
في الولايات المتحدة، حذّرت هيئة الأرصاد الجوية الوطنية في بيان، الاثنين، من أن الظروف المناخية الحارة والخطيرة، التي عانت منها أجزاء من الغرب، وتكساس، وفلوريدا طيلة أسابيع، ستمتد عبر الثلثين الشرقيين للولايات المتحدة هذا الأسبوع، بدءاً من الولايات والسهول الشمالية الوسطى.
وتلقى قرابة 78 مليون شخص تحذيرات من ارتفاع الحرارة في الولايات المتحدة، صباح الاثنين، حيث أبلغ مسؤولو الصحة عن ارتفاع في طلبات الاستدعاء وزيارات قسم الطوارئ بسبب الظروف المناخية القاسية.
وقال متحدث باسم الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي NOAA لوكالة “أسوشيتد برس”، إن درجات الحرارة السطحية بلغ متوسطها نحو 91 درجة فهرنهايت (32.8 مئوية) أعلى بكثير من المتوسط المعتاد في منتصف يوليو البالغ 85 درجة فهرنهايت (29.4 مئوية).
وتشكل موجات الحر، “القاتل السنوي الرئيسي” المرتبط بالطقس في الولايات المتحدة، وغالباً ما لا تظهر أعداد الضحايا الحقيقية والدمار على الفور، بحسب موقع “أكسيوس”.
وسجلت إدارة الصحة العامة في مقاطعة ماريكوبا بولاية أريزونا هذا الأسبوع 18 حالة وفاة مرتبطة بالحرارة لعام 2023، وتحقق في 69 حالة أخرى، وأخبر مسؤولون أن موجة الحرارة الحالية لا تزال تتصاعد.
إجلاء الآلاف باليونان
استمرت حرائق غابات في أنحاء اليونان، الاثنين، مما أجبر السلطات على إجلاء الناس من شاطئ في جزيرة كورفو، بينما احتشد السياح في مطار في رودس بعد فرار الآلاف من الفنادق والمنتجعات في مطلع الأسبوع.
وأجبرت الحرائق المشتعلة منذ، الأربعاء، في رودس، السلطات على إجلاء 19 ألف شخص في مطلع الأسبوع حيث وصلت النيران المستعرة إلى منتجعات ساحلية على الساحل الجنوبي الشرقي للجزيرة.
وقال نائب رئيس بلدية رودس، كونستانتينوس تاراسلياس، لشبكة ERT الحكومية “نحن في اليوم السابع من الحريق ولم يتم السيطرة عليه”.
وكثيراً ما تتعرض اليونان لحرائق غابات خلال أشهر الصيف، لكن تغير المناخ أدى إلى مزيد من موجات الحر الشديدة في جنوب أوروبا.
وتجاوزت درجات الحرارة خلال الأسبوع الماضي 40 درجة مئوية في أجزاء كثيرة من البلاد ومن المتوقع أن تستمر في الأيام المقبلة.
حرائق وانقطاع كهرباء في إيطاليا
وفي إيطاليا، يكافح رجال الإطفاء حرائق ضارية في منطقة كالابريا جنوب البلاد، وتعاني جزيرة صقلية من انقطاع الكهرباء مع ارتفاع درجات الحرارة مجدداً خلال موجة حارة تثير فوضى في أنحاء أوروبا.
وقالت وكالة الحماية المدنية في صقلية، إن درجة الحرارة في بعض مناطق شرق الجزيرة ارتفعت إلى 47 درجة مئوية، الأحد، أي قرب أعلى مستوى قياسي أوروبي بلغ 48.8 درجة مئوية قبل عامين.
وعانت بعض المناطق القريبة من مدينة كاتانيا في الشرق من انقطاع الكهرباء الذي عزاه مسؤولون إلى الحرارة.
وشبت النيران في غابات ونباتات في أجزاء مختلفة من كالابريا بعد ارتفاع درجات الحرارة الأسبوع الماضي.
وإيطاليا من أكثر الدول الأوروبية تضرراً بتغير المناخ وتعرضت لفيضانات مميتة في مايو الماضي.
ضحايا بأفغانستان
وقال متحدث باسم وزارة إدارة الكوارث في أفغانستان، الأحد، إن 30 شخصاً على الأقل لقوا حتفهم في فيضانات وسيول نتجت عن الأمطار الموسمية الغزيرة التي اجتاحت منازل وجرفتها.
وأضاف محمد شفيع رحيمي، أن 26 شخصاً توفوا في منطقة “جلريز” التي تبعد 46 كيلومتراً إلى الشرق من كابول بعد ما جرفت الأمطار مئات المنازل المبني أغلبها من الطين.
وتابع قائلاً إن أربعة آخرين قضوا في كابول وأصيب ما يزيد عن 70 شخصاً في المنطقتين، مشيراً إلى أن 40 شخصاً على الأقل في عداد المفقودين.
وأصدر المتحدث باسم حركة طالبان، ذبيح الله مجاهد، رسالة تعزية ناشد فيها جماعات الإغاثة وسلطات كابول مساعدة الأسر المنكوبة.
وفي كندا، قال مسؤولون، إن إقليم نوفا سكوشا، المطل على المحيط الأطلسي تعرض لأشد موجة أمطار منذ أكثر من 50 عاماً، أحدثت سيولاً تسبب في أضرار “لا يمكن تصورها”، فضلاً عن فقد أربعة أشخاص بينهم طفلان.
وتسببت العاصفة التي بدأت، الجمعة، في هطول أمطار بمعدل تجاوز 25 سنتيمتراً على بعض الأنحاء في غضون 24 ساعة فحسب، وهي نفس الكمية التي تهطل عادة في غضون ثلاثة أشهر. وجرفت السيول الناتجة عن ذلك الطرق، وأضعفت الجسور وأغرقت المباني.
وقال تيم هيوستن، رئيس وزراء نوفا سكوشا، السبت “لدينا وضع مخيف وجسيم”، مضيفاً أنه سيتعين استبدال 7 جسور على الأقل أو إعادة بنائها.
وأضاف في مؤتمر صحافي: “الأضرار التي لحقت بالممتلكات… لا يمكن تصورها”، وأشار إلى أن الإقليم سيسعى للحصول على دعم كبير من الحكومة الاتحادية.
وقال رئيس الوزراء جاستن ترودو للصحافيين في تورونتو، إنه قلق للغاية بشأن السيول ووعد بأن أوتاوا “ستساند” الإقليم.
حرائق في الجزائر
في الجزائر، أودت حرائق الغابات، ليل الأحد الاثنين، بحياة 15 شخصاً، فيما أصيب 26 في 16 ولاية، حسبما أعلنت وزارة الداخلية الجزائرية.
وقالت الوزارة، في بيان صحافي، إن ولايات “بجاية”، و”البويرة”، و”جيجل”، سجلت الحرائق الأوسع رقعة، بفعل الرياح.
وأشارت إلى أنه تم إجلاء 1500 شخص، لا سيما في بلدية “فناية” بدائرة القصر، وبلدية “زبربر” بدائرة الأخضرية.