جنرال إسرائيلي : حرب غزة كانت الأكثر ضرورة في تاريخ إسرائيل ولكن..!

حذّر الجنرال الإسرائيلي المتقاعد يسرائيل زيف من استمرار الحرب على قطاع غزة، واصفاً إياها بأنها تحوّلت من “أكثر الحروب ضرورة في تاريخ إسرائيل” إلى “حرب سياسية مفروضة وعديمة الجدوى”، معتبراً أنها “حرب عادلة تحولت إلى حرب خادعة”، على حدّ تعبيره.

وفي مقال نشره عبر موقع قناة “القناة 12” الإسرائيلية، أشار زيف إلى أن تصريحات المتحدث باسم الجيش بشأن إمكانية وقف الحرب مقابل إعادة الأسرى، تفتقر إلى الوضوح، متسائلاً عما إذا كانت موجهة إلى حركة حماس أم إلى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.

وأوضح زيف أن رئيس أركان الجيش الجديد، إيال زامير، قد يكون قد أدرك أنه يُستخدم في حرب “لا نهائية” تخدم مصالح نتنياهو السياسية، مشككاً في جدوى الخيار العسكري لإعادة الأسرى الإسرائيليين، ومشدداً على أن إنهاء الحرب يتطلب قراراً سياسياً مباشراً من رئيس الحكومة.

وقال زيف إن استمرار الحرب يخدم أهداف نتنياهو السياسية، مثل تأجيل محاكمته، وتعزيز تأييد قاعدته الانتخابية، وإقصاء معارضيه داخل مؤسسات الدولة، واستخدام الحرب كورقة ضغط في علاقته مع الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، معتبراً أن “الثمن لا يهمه، سواء كان الأسرى أو الجنود أو الاقتصاد أو مكانة إسرائيل الدولية”.

كما أبدى تخوفه من التورط الإسرائيلي في الأراضي السورية بعد سقوط نظام الأسد، قائلاً إن الاحتلال غير المدروس لمناطق داخل سوريا قد يؤدي إلى تصاعد مقاومة سورية ضد إسرائيل، على غرار ما حدث في لبنان، عندما تسبب التواجد الإسرائيلي في نشوء حزب الله.

وانتقد زيف غياب الرؤية السياسية لدى الحكومة الإسرائيلية، قائلاً: “إسرائيل لا تحاول إيجاد تسويات سياسية للانسحاب من المناطق التي تحتلها، بل تنجرف وراء فكرة السيطرة، وهو ما سيؤدي لاحقاً إلى هجمات تدفع إسرائيل إلى الانسحاب تحت النار، وتفتح شهية أطراف أخرى لطردها من الجولان أيضاً”.

وفي سياق متصل، رأى زيف أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي يسعى لإنجاز سياسي كبير قبيل زيارته إلى السعودية الشهر المقبل، قد يدفع باتجاه وقف الحرب في غزة، خاصة أن تحقيق تقدم في الملفات الأخرى كأوكرانيا أو إيران لا يزال متعثراً.

وختم زيف بالقول إن نتنياهو قد يفضل توجيه ضربة إلى إيران لتأجيل تسوية الملف الغزي، إلا أن الواقع الإقليمي والدولي لا يسير لصالح هذه الرغبة، خصوصاً مع الموقف السعودي الرافض لأي اتفاقات دون إنهاء الحرب وإنشاء دولة فلسطينية.