تقرير يكشف عن وجه آخر للحرب على قطاع غزة.. أموال تملأ جيوب المقاولين الإسرائيليين!
القدس المحتلة – المواطن
قال موقع كالكيست العبري، إن الجيش الإسرائيلي بدأ في الأسابيع الأخيرة بتحسين حال ممر نتساريم بعد أن كان طريقاً ترابياً، وتحويله لطريق بالإسفلت، والعمل على تطويره، حيث يتم إعادة بناء المكان بوتيرة سريعة باستخدام مقاولين مدنيين إسرائيليين ما عاد بالفائدة الاقتصادية عليهم، كاشفاً وفق بيانات حصل عليها أن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية أنفقت حتى الآن ما لا يقل عن مئات الملايين من الشواقل على أعمال البنية التحتية داخل قطاع غزة، وسط تقديرات أن تكون هذه المبالغ أكبر.
وأشار الموقع العبري إلى أن تجهيز ممر نتساريم على نحو متطور، طال أيضاً البؤر التابعة للجيش التي تم بناؤها في الأشهر الأخيرة داخل الممر (كالأماكن التي أنشأها الجيش للنوم أو الاستراحة أو للاستجواب ويضع بها معداته) والبنى التحتية الأخرى التي تم إنشاؤها في المنطقة مثل الهوائيات الخلوية.
ولفت التقرير العبري إلى أن البنية التحتية التي يجهزها جيش الاحتلال في قطاع غزة لم تقتصر فقط عند محور نتساريم، بل سبق ذلك تطوير مكثف لمحور فيلادلفيا في جنوب غرب القطاع، كما يتم في هذه الأيام أيضا إنشاء محور عملياتي، منطقة عازلة لوجستية إضافية بين منطقة جباليا ومدينة غزة.
ويجب أن تضاف إلى ذلك أعمال الحفر المكثفة التي تقوم بها الشركات الإسرائيلية المدنية في جميع المناطق الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية في غزة، بهدف تحديد أنفاق تحت الأرض.
وتابع الموقع: “من يزور اليوم مناطق قطاع غزة الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية سوف يتعرف على عدد لا يحصى من الأدوات المدنية التي يتم تجنيدها أو تلك التي يستأجرها الجيش من خلال مقاولين إسرائيليين مثل رافعات آفي والشاحنات والأدوات الهندسية لأعمال الحفر”.
وأحصى موقع كالكيست مراجعة لقائمة أسعار وزارة الجيش الإسرائيلي لـ “المعدات المتحركة” لتوضيح بعض التكاليف، وقد وصل لنتيجة مفادها أن الجيش الإسرائيلي على استعداد لدفع 28 ألف شيكل في اليوم الواحد، للحفارات والرافعات والمكابس وغيرها من المعدات، فقد تصل تكلفة الرافعة إلى 12,503 شيكل في اليوم الواحد.
ووفق التقرير فإن “هذه المعطيات توضح مدى توليد الحرب لنشاط اقتصادي للاقتصاد، سواء كان عملاً لشركات المقاولات، أو تشغيل عشرات الآلاف من جنود الاحتياط، أو توفير سبل العيش لجميع مقدمي الخدمات اللوجستية. التي تقدم الخدمات للجيش”.
ويقول الموقع: “إذا أوقفت إسرائيل الحرب، فإن هذا النشاط الاقتصادي سيتوقف بين عشية وضحاها، وكذلك فواتير التعويضات السخية. عندها فقط سيدرك الاقتصاد الإسرائيلي أنه من دون التنفس الاصطناعي الذي تمارسه الحكومة، فإننا سنكون في ورطة كبيرة”.
الجيش يدعي: سنفكك كل شيء بـ48 ساعة!
قال التقرير العبري إن ممر نتساريم عبارة عن مساحة عازلة كبيرة، ويقع بين مدينة غزة والمحافظة الوسطى، ويبدأ من المنطقة المقابلة لكيبوتس “بئيري” شرقا، وصولا إلى ساحل البحر الأبيض المتوسط غربا، ويبلغ طوله حوالي 7 كيلومترات، وسمي على اسم مستوطنة “نتساريم” السابقة التي كانت مقامة فيه.
وتابع: “كشفت قوات الجيش الإسرائيلي عن مساحة يبلغ عرضها حوالي 3 كيلومترات من كل جانب من جانبيه، وبذلك أصبح الممر أشبه بمستطيل عسكري إسرائيلي تبلغ مساحته أكثر من 40 كيلومترا مربعا في قلب غزة”.
ويدعي الجيش الإسرائيلي أنه يمكنه تفكيك كل شيء في غضون 48 ساعة، حيث يمكن “طي” الممر الخشبي وإعادته إلى إسرائيل، وأن البنية التحتية قد تم بناؤها عمدًا بطريقة يمكن رفعها على الشاحنات، على سبيل المثال، يتم تركيب الهوائيات الخلوية ووضعها على هراوات يمكن نقلها وليس بواسطة مصبوبات خرسانية. والمباني التي أنشأها كالمراحيض وغرف استجواب وغيرها، مبنية على مبان مؤقتة تم جلبها بواسطة الشاحنات.
ويزعم أن البنى التحتية مصممة لتلبية الاحتياجات التشغيلية، والبنى التحتية للاتصالات مصممة للسماح للجيش الإسرائيلي بتنفيذ مهامه في الميدان، كما أن الأسفلت على محور نتساريم هو إعداد للبقاء على الطريق خلال فصل الشتاء، و تم تصميم البؤر الجديدة لتسهيل حياة الجنود العاملين في الممر وتزويدهم بظروف معيشية معقولة تشمل الحماية والاستحمام والتواصل مع المنزل، وفقاً لموقع كالكيست العبري.
ووفق التقرير العبري: “يعتقد الجيش الإسرائيلي أنه في حال الحاجة لإخلاء إذا أبرم اتفاق وقف إطلاق النار، فإنه يمكن حماية مستوطني غلاف غزة، حتى بدون وجود عسكري إسرائيلي داخل القطاع، ومع إخلاء محوري نتساريم وفلادلفيا، عبر إنشاء منطقة عازلة بعرض كيلومتر على طول كل قطاع من قطاع غزة من أجل إبعاد سكان غزة عن السياج”.
ويقول موقع كالكيست إن “هذه الكلمات، بالإضافة إلى الادعاء بإمكانية تطهير المحور خلال 48 ساعة، تهدف إلى الرد على التصريحات بأن البنية التحتية التي يبنيها الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة هي تحضير لنظام عسكري ومستوطنات مستقبلية إذا لم يقم الجيش الإسرائيلي بإخلاء مناطق فيلادلفيا ونتساريم وجباليا ويسمح بعودة سكان غزة إلى المنطقة، وهذا سيعطي شرعية للادعاءات بأن إسرائيل تنفذ تطهيرًا عرقيًا في غزة”.
محاولات نقل الفلسطينيين من الشمال للجنوب فشلت
وقال التقرير: “يمر عبر ممر نتساريم محوران طوليان يسمحان بحركة سكان غزة من شمال قطاع غزة إلى جنوبه. وفي إسرائيل، اعتقدوا أنه مع بداية العملية العسكرية في شمال قطاع غزة، والتي تركزت على منطقة جباليا، بأن تحدث حركة واسعة من شمال قطاع غزة، لكن تبين عمليًا أن هذا التقييم كان خاطئًا تمامًا عندما عبر حوالي 300 من سكان غزة فقط الممر من الشمال إلى الجنوب في الشهرين ونصف الشهر الماضيين”.
وأضاف: “إذا حاول المستوى السياسي تنفيذ عملية نقل لجميع الفلسطينيين الذين يتواجدون في شمال غزة ونقلهم إلى جنوب القطاع، كما ادعى الوزير بتسلئيل سموتريش هذا الأسبوع في اجتماع لفصيل الحزب الصهيوني الديني، فإن هذه المحاولة باءت بالفشل”.
وتابع: “فقد قام سكان الطرف الشمالي من القطاع الذين يعيشون في جباليا وبيت لاهيا وبيت حانون بإخلاء المنطقة، لكنهم احتشدوا في مدينة غزة المجاورة وتجنبوا عبور ممر نتساريم. وفي إسرائيل، تشير التقديرات إلى أن ما يقرب من 200 إلى 300 ألف من سكان غزة ما زالوا في مدينة غزة وشمال الممر”.
الرصيف الأمريكي العائم.. فشل!
وتحدث التقرير عن الرصيف الأمريكي العائم، الذي تم استثمار 230 مليون دولار فيه، بهدف نقل المساعدات الإنسانية لقطاع غزة، لكنه في النهاية ظل نشطاً لمدة 20 يوماً فقط، ولم يتم من خلاله سوى نقل حوالي 8100 طن من البضائع.
وقال التقرير: “قد فشل الرصيف لأنه لا يتناسب مع ظروف البحر الأبيض المتوسط”.