تقدّم في مفاوضات التهدئة وإطلاق المحتجزين بين إسرائيل وحماس
غزة – المواطن
تعمل وساطات دولية بقيادة قطر ومصر والولايات المتحدة على تقريب وجهات النظر بين إسرائيل وحركة “حماس”، بهدف التوصل إلى اتفاق يشمل إطلاق سراح المحتجزين ووقف إطلاق النار في قطاع غزة. وأكد وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، وقيادي في حركة “حماس”، الاثنين، أن الاتفاق بات قريباً.
جهود مكثفة لسد الفجوات
كشف مسؤول إسرائيلي كبير أن مفاوضات الصفقة لا تزال تواجه بعض الفجوات، لكنها “قابلة للتجاوز”. ووفقاً لمراسل موقع أكسيوس، باراك رافيد، غادر وفد إسرائيلي إلى الدوحة لإجراء محادثات مع وسطاء قطريين حول القضايا المتبقية.
أفادت مصادر مطلعة على المحادثات لوكالة رويترز بأن فريقاً فنياً إسرائيلياً يشارك في المناقشات الدائرة في قطر، التي تركّز على نقاط الخلاف حول الاتفاق المقترح من الرئيس الأميركي جو بايدن في مايو الماضي. وأشارت الوكالة إلى أن المطالب الإسرائيلية بشأن الترتيبات الأمنية المستقبلية في غزة كانت من أبرز العقبات في جولات المحادثات السابقة.
تفاؤل من الطرفين
أشار وزير الدفاع الإسرائيلي كاتس، في جلسة مغلقة للجنة الشؤون الخارجية والدفاع في الكنيست، إلى أن الاتفاق “لن يتضمن وقفاً دائماً للأعمال العدائية”، لكنه شدد على أن حماس أظهرت مرونة في بعض القضايا، مثل ترتيبات بقاء الجيش الإسرائيلي على الحدود مع مصر.
في المقابل، صرّح قيادي في حماس لـ”الشرق” بأن الحركة وفصائل المقاومة قدمت مواقف مرنة، بما في ذلك القبول بوقف تدريجي للحرب ضمن جدول زمني وبضمانات دولية. لكنه أكد أن أي اتفاق يجب أن يتضمن انسحاباً كاملاً وعودة النازحين، إلى جانب صفقة مشرفة لتبادل الأسرى.
دور الوسطاء وضغط أميركي
وفقاً لمصادر في المفاوضات، يسعى الوسطاء إلى الحفاظ على سرية تفاصيل الصفقة، تجنباً لعرقلتها من قبل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. وأكدت المصادر أن الإدارة الأميركية، بقيادة الرئيس المنتخب دونالد ترامب، تضغط لإنجاز الاتفاق قبل نهاية العام وقبل تنصيب ترامب.
تاريخ طويل من المحادثات المتعثرة
تأتي هذه الجهود بعد أكثر من عام من المفاوضات التي لم تحقق اختراقاً كبيراً. ورغم الزخم الذي اكتسبته المبادرات الأخيرة، فإن الجولة السابقة من المحادثات في أكتوبر الماضي فشلت بسبب رفض حماس وقف إطلاق النار قصير المدى.
مع تصاعد التفاؤل من كلا الجانبين، يبقى نجاح الوساطة رهناً بحسم الخلافات المتبقية وضمان الالتزام من الأطراف كافة لإنهاء 14 شهراً من التصعيد المستمر في غزة.