أخــبـــــار

تعرف على سياسة “طنجرة الضغط” التي يطبقها الاحتلال في الضفة

غزة – المواطن

مع كل عملية عسكرية تقوم بها قوات الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية.

وخاصة عندما يتعلق الأمر بمحاصرة مطاردين كما جرى في البلدة القديمة لمدينة نابلس وطولكرم، ومع بدء عملية جنين منذ خمس أيام يتم تداول هذا المصطلح بشدة “.

فما هو هذا المصطلح وإلى ماذا يشير؟ .

يقول المختص بالشأن العبري ياسر مناع، أن مصطلح “طنجرة الضغط” هو تكتيك عملياتي متعدد المراحل.

يتبعه جيش الاحتلال “الإسرائيلي” لاعتقال شخص متمترس داخل منزل، مع وجود احتمالية مرتفعة لتعرض الجيش لإطلاق نار.

وأضاف، إنه إجراء عسكري متدحرج للتعامل مع الاشتباكات أثناء عمليات الاعتقال، وكل مرحلة يزيد الضغط فيها أكثر حال لم تأتِ المرحلة التي سبقتها بنتيجة، كما يعرف هذا الإجراء بأنه نشاط قتالي.

وأشار إلى تضمنه جملة من الخطوات بدايةً بمحاصرة المنزل وانتهاءً بتدميره، وتعتمد كل واحدة منها على الأخرى في حال رفض المطلوب تسليم نفسه.

ولفت مناع إلى أن النواة الأولى لهذا التكتيك صممت لمواجهة عمليات احتجاز رهائن، بمعنى أنه صمم للحالات التي يتحصن فيها مطلوب داخل منزل مع رهائن.

ذلك بهدف الإفراج عن الرهائن بسلام وحل الأزمة بأقل الخسائر إن تطلب الأمر، دون الحاجة إلى الجرافات العسكرية أو القصف المدفعي أو الطائرات.

وتابع، إلا أن عمليات الإفراج عن الرهائن تتطلب خوض مفاوضات أو اقتحامًا مباشرًا للمكان دون سابق إنذار.

كما حدث في محاولة تحرير الجندي “الإسرائيلي” “نحشون فاكسمان” بعد أن خطف على يد خلية تابعة لحركة حماس في بيرنبالا عام 1994.

ويرى مناع أن هذا التكتيك العملياتي بدأ بالتطور إبان انتفاضة الأقصى؛ ليُلائم الوضع الأكثر شيوعًا حينما يتحصن مطارد في المنزل.
لا سيما في اقتحام مخيم جنين خلال عملية السور الواقي عام 2002، وبات الغرض من ذلك اعتقال أو قتل الشخص المحاصر دون تعريض الجيش للخطر.

وكثيرة هي العمليات التي استخدم فيها جيش الاحتلال تكتيك “طنجرة الضغط”

حيث إن بعضها أسفرت عن اعتقال المستهدف، وأخرى مني خلالها الجيش بخسائر جسيمة، وبعضها فشل في إقناع المستهدف بالخروج وتسليم نفسه لتنتهي بالاغتيال، ومن أبرزها على النحو التالي:

اغتيال أحمد جرار: في 6 شباط من العام 2018، حاصرت قوة من وحدة اليمام منزلًا في بلدة اليامون جنوب جنين، بهدف اعتقال أحمد جرار منفذ عملية مقتل المستوطن “رازيئل شيفخ” في 9 يناير 2018، بعد إطلاق النار على سيارته قرب بؤرة “حفات جلعاد” الاستيطانية غرب نابلس، حيث أحكم الجيش الطوق حول المنزل المستهدف الذي يتواجد فيه، وطولب بتسليم نفسه، وقُصِف البيت بصاروخ واحد على الأقل، تلاها هدمه بجرافة عسكرية، إلا أن جرار رفض تسليم نفسه وخاض اشتباكًا مع الوحدة؛ مما أدى إلى استشهاده.

اعتقال إبراهيم حامد: فجر يوم 23 أيار 2006، قامت قوة من جيش الاحتلال بمحاصرة شقة سكنية في منطقة البالوع بمدينة رام الله، كان الهدف إبراهيم حامد قائد الجناح العسكري لحركة حماس في الضفة الغربية، والمطارد منذ عام 1998، وقام حامد بتسليم نفسه بعد أن بدأت جرافة عسكرية في التقدم باتجاه المنزل المحاصر.

اغتيال مروان القواسمة وعامر أبو عيشة: فجر يوم 23 أيلول 2014، حوصر مبنى سكني مكون من طابقين وسط مدينة الخليل، تحصن به المطاردان مروان القواسمة وعامر أبو عيشة، اللذان يتهمها الاحتلال باختطاف وقتل ثلاثة مستوطنين في الخليل يوم12 حزيران 2014 ، حيث استشهدا في أعقاب إطلاق النار على المبنى بعد أن نودي على القواسمة وأبو عيشة تسليم نفسيمها.

اغتيال محمد العزيزي وعبد الرحمن صبح: تسللت قوة من وحدة اليمام فجر 24 تموز 2022، إلى داخل البلدة القديمة بهدف اعتقال محمد العزيزي وعبد الرحمن صبح، وبعد أن حاصرت الوحدة المبنى الذي يعتقد أن الشابين بداخله دارت اشتباكات مسلحة مع الجيش، استخدم خلالها الجيش الصواريخ المضادة للدروع، وأسفرت عن استشهاد العزيزي وصبح.

ودرجت عادة “إسرائيل” إلى تغليف عنفها المتفجر ضد الفلسطينيين بمسميات لآفتة، كما دأبت المؤسسة العسكرية “الإسرائيلية” على تطور المفاهيم والمسميات العسكرية والعملياتية طوال الوقت؛ لمنحها قدسية توراتية تارة، والتقليل من حدة الفعل وأثره على وعي الرائي والسامع تارة أخرى.

وقام جيش الاحتلال اليوم الأحد بمحاصرة منزل في الخليل وقام بتفعيل “طنجرة الضغط” وسط تبادل لإطلاق النار.

زر الذهاب إلى الأعلى