تصريحات ترامب حول اوكرانيا تثير الجدل
تصريحات ترامب حول أوكرانيا تثير الجدل وسط تحولات في الموقف الدولي
واشنطن – كييف – موسكو
أثارت تصريحات الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، بشأن الأزمة الأوكرانية موجة واسعة من الجدل، خاصة بعد أن أشار إلى أن “أوكرانيا قد تصبح روسية يومًا ما”، وهو ما اعتبره مراقبون تلميحًا إلى احتمالية تغير الموقف الأمريكي من الحرب الدائرة هناك.
مطالب ترامب وموارد أوكرانيا
في تطور آخر، كشف ترامب عن رغبته في ربط الدعم الأمريكي المستقبلي لكييف بالحصول على حق الوصول إلى المعادن النادرة في أوكرانيا، مثل التيتانيوم والليثيوم والجرافيت واليورانيوم، والتي تعتبر حيوية للصناعات التكنولوجية والدفاعية. وأبدى الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، استعداده للتفاوض حول هذه الموارد، شرط أن تكون الاتفاقيات عادلة ومتبادلة المنفعة.
عماد ابو الرُب (رئيس المركز الأوكراني للتواصل والحوار ): تصريحات ترامب تتجاوز الميثاق الدولي.
فقد قال أبو الرب إن ما قاله ترامب بشأن أوكرانيا تمثل “تجاوزًا خطيرًا للميثاق الدولي“، مؤكدًا أنها تتعارض مع مبدأ سيادة الدول المنصوص عليه في القانون الدولي. وأضاف أن أي حديث عن احتمالية “تحول أوكرانيا إلى دولة روسية” يُعد خرقًا واضحًا لمبدأ عدم جواز الاستيلاء على الأراضي بالقوة، كما أنه قد يؤدي إلى تصعيد التوترات الدولية بدلاً من حل النزاع.
وتكلم أبو الرب عن خطورة هذه التصريحات، موضحا أنها تعكس نهجا مقلقا في السياسة الخارجية الأمريكية، حيث قد تمنح روسيا غطاءً سياسياً لاستمرار عملياتها العسكرية في أوكرانيا
تصريحات ترامب حول أوكرانيا تثير الجدل وسط تحولات في الموقف الدولي
وفي سياق متصل، أفادت تقارير بأن زيلينسكي أبدى استعداده لمناقشة “تبادل الأراضي” مع روسيا، في حال تمكن ترامب من تنظيم مفاوضات سلام بين الطرفين. ووفقًا لهذه الطروحات، قد تتنازل أوكرانيا عن مناطق معينة مقابل استعادة أراضٍ أخرى، إلا أن تفاصيل هذه الخطة لا تزال غير واضحة.
خطوة روسية مفاجئة
على الجانب الروسي، جاء الإفراج عن المواطن الأمريكي مارك فوغل، المحتجز في موسكو منذ فترة بتهمة حيازة المخدرات، ليشكل بادرة إيجابية محتملة في العلاقات الأمريكية-الروسية. وقد رحب ترامب بهذه الخطوة، معربًا عن أمله في أن تمهد الطريق نحو إنهاء الصراع الأوكراني من خلال جهود دبلوماسية.
مخاوف وتحليلات
تصريحات ترامب الأخيرة ، سواء بشأن مستقبل أوكرانيا أو ربط الدعم بالموارد، أثارت مخاوف داخل الولايات المتحدة وأوروبا، حيث اعتبرها البعض تمهيدًا لتقارب محتمل مع موسكو على حساب المصالح الأوكرانية. كما يخشى محللون أن تؤدي هذه المواقف إلى زعزعة الاستراتيجية الغربية الموحدة في مواجهة روسيا.
ختام
في ظل هذه التحولات، يبقى السؤال المطروح: هل ستمهد تصريحات ترامب لتغير جوهري في السياسة الأمريكية تجاه أوكرانيا في حال عودته للسلطة، أم أنها مجرد دعاية انتخابية تهدف إلى استمالة أصوات الناخبين الأمريكيين؟
الأيام القادمة كفيلة بكشف المزيد حول مستقبل الصراع في أوكرانيا، وما إذا كان هناك بالفعل مسار دبلوماسي جديد في الأفق.
