تصريحات أبو مرزوق: هل تعكس انقساماً داخل “حماس”؟

أثارت تصريحات عضو المكتب السياسي لحركة “حماس” ومسؤول مكتب العلاقات الخارجية، موسى أبو مرزوق، بشأن هجوم 7 أكتوبر 2023 ومستقبل سلاح الحركة، جدلاً واسعاً داخل الأوساط السياسية والإعلامية.

وفي مقابلة مع صحيفة نيويورك تايمز، قال أبو مرزوق إنه لم يكن ليؤيد الهجوم لو كان يعلم بحجم الدمار الذي سيلحق بغزة، كما أبدى استعداد “حماس” للتفاوض حول سلاحها في القطاع.

إلا أن الناطق الرسمي باسم الحركة أكد أن هذه التصريحات لا تمثل موقف “حماس”، التي تعتبر هجوم 7 أكتوبر نقطة فارقة في تاريخ الشعوب المحتلة، مشدداً على تمسكها بسلاحها. وأصدرت “حماس” لاحقاً بياناً نفت فيه صحة التصريحات، مشيرة إلى أنها “أُخرجت من سياقها ولم تعكس المضمون الكامل للمقابلة”.

موقف الحركة من تصريحات أبو مرزوق

وفقاً لمصادر مطلعة في “حماس”، اكتفت الحركة ببيانها الرسمي ولم تفكر باتخاذ أي إجراءات ضد أبو مرزوق. وكشفت المصادر أن الحركة كانت قد نصحت قياداتها بتجنب المقابلات مع وسائل الإعلام الأجنبية بسبب التلاعب المحتمل في التصريحات، دون توضيح سبب عدم التزام أبو مرزوق بهذه التوصيات.

ورأى بعض المراقبين أن تصريحاته تعكس اختلافات داخل “حماس” حول قضايا جوهرية، بينما اعتبر آخرون أنها تحمل رسائل غير مباشرة لأطراف غربية.

سوابق مثيرة للجدل

لم تكن هذه المرة الأولى التي تثير تصريحات أبو مرزوق الجدل. ففي عام 2016، نُشر تسجيل صوتي له ينتقد فيه دعم إيران للحركات الفلسطينية، مشككاً في مصداقية مساعداتها. وعلى الرغم من الضجة التي أثارها التسجيل، لم تنفِ “حماس” محتواه، وأقرّ أبو مرزوق بصحته لاحقاً.

وفي 2014، صرح بأن “التفاوض مع إسرائيل من الناحية الشرعية لا غبار عليه”، ما أثار جدلاً واسعاً، نظراً لتمسك “حماس” برفض الاعتراف بإسرائيل أو التفاوض معها مباشرة.

أزمة مع القاهرة

خلال الحرب الأخيرة في غزة، تسببت تصريحات أبو مرزوق في أزمة مع مصر، حيث انتقد دورها في الوساطة وهاجم معاهدة السلام مع إسرائيل. وأثارت تصريحاته ردود فعل غاضبة من شخصيات مصرية، لكنه لم يصدر أي توضيح لاحق.

رغم الجدل المتكرر حول مواقفه، لا يزال أبو مرزوق يُنظر إليه كشخصية دبلوماسية داخل “حماس”، تميل إلى الانفتاح على الغرب، وهو ما يجعله في موقع مختلف عن التيار الأكثر قرباً من إيران وحلفائها.