واشنطن – المواطن
بين مرشحين مؤيدين لإسرائيل يتنافسان على الوصول إلى البيت الأبيض، تلعب الحرب في غزة ولبنان دورًا حاسمًا في تحديد هوية الرئيس الأمريكي المقبل، كما تؤثر على تفضيل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لخليفة جو بايدن.
وقد صرح نتنياهو في مناسبات سابقة بأن الإدارات الديمقراطية الأمريكية، بما في ذلك الإدارة الحالية، كانت تسعى وراء الكواليس لإسقاطه، مما أدى إلى توترات دائمة بينه وبين الحزب الديمقراطي.
في هذا السياق، يأمل نتنياهو في عودة المرشح الجمهوري دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في الانتخابات القادمة، وفقًا لتحليل صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية.
من الرئيس الذي يتمناه نتنياهو؟
ومع ذلك، فإن أمل نتنياهو في فوز ترامب قد يأتي مع بعض المخاطر، حيث أن الرئيس السابق شخصية يصعب التنبؤ بها، وقد يتسبب له بمزيد من المتاعب مقارنة بمنافسته الديمقراطية كامالا هاريس. وقد كتب ترامب على حسابه في منصة “إكس” يوم الثلاثاء، معبرًا عن أن حملته تسعى لبناء “أكبر وأوسع تحالف في التاريخ السياسي الأمريكي” يشمل أعدادًا قياسية من الناخبين العرب والمسلمين في ميشيغان.
وفقًا لـ”يديعوت أحرونوت”، إذا تم انتخاب ترامب لفترة ثانية، فإنه لن يشعر بالضرورة بالحاجة إلى مراعاة الآخرين، مما يعني أنه قد يسلك مسارًا مختلفًا عما يريده نتنياهو، وقد يحاول إحياء “صفقة القرن” التي تركز على إقامة دولة فلسطينية، وهو ما يرفضه نتنياهو وائتلافه.
أما إذا انتُخبت هاريس، فسوف تواجه ضغوطًا متعارضة، بين مطالب بإنهاء الحروب في غزة ولبنان من جهة، ومطالب أخرى لدعم إسرائيل من جهة أخرى. تشير الصحيفة إلى أن المنظمات اليهودية المؤثرة في الولايات المتحدة قد تتحد للضغط على هاريس للحفاظ على الدعم الإسرائيلي، لكنها قد تكون أقل دعمًا من بايدن.
ومن المحتمل أن تضغط الإدارة الديمقراطية على إسرائيل بشأن القضية الفلسطينية، سواء من خلال الترويج لحل الدولتين أو الدفع نحو تحقيق اختراقات دبلوماسية، مما قد يثير غضب نتنياهو. بوجه عام، من المتوقع أن تتخذ هاريس وحزبها موقفًا أكثر تأييدًا للفلسطينيين، مما قد يؤدي إلى تنشيط السلطة الفلسطينية لتولي إدارة غزة بعد الحرب.
كما تخشى الحكومة الإسرائيلية من تشديد العقوبات التي فرضتها إدارة بايدن على المستوطنين العنيفين في ظل إدارة هاريس، وقد تتخذ الرئيسة إجراءات ضد البؤر الاستيطانية غير القانونية في الأراضي الفلسطينية، بل وقد تفكر في فرض عقوبات على وزراء اليمين المتطرف، إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش.