بعد غياب 13 عاما.. تركيا تحضر اجتماع الجامعة العربية
إسطنبول- المواطن
بعد 13 عاما من الانقطاع عادت تركيا اليوم إلى طاولة اجتماعات جامعة الدول العربية، فشارك وزير خارجيتها هاكان فيدان في اجتماعات مجلس وزراء خارجية دول مجلس جامعة الدول العربية في القاهرة، والتي انطلقت أعمال دورتها الـ 162 على مستوى وزراء الخارجية، برئاسة اليمن الذي خلف موريتانيا.
وقال فيدان، في كلمته في الاجتماع، إن من يدعمون رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو متواطئون معه في الإبادة الجماعية المستمرة في قطاع غزة، وإنهم سيخضعون للمحاسبة أيضاً.
ووصف مساعي إسرائيل لتغيير هوية مدينة القدس وانتهاك الوضع التاريخي القائم للمسجد الأقصى بأنها “جهود متهورة”. وأوضح وزير الخارجية التركي أن العالم الإسلامي سيفعل ما يلزم لحماية الهوية الإسلامية للمسجد الأقصى.
ويشارك في الاجتماع وزراء الخارجية العرب ورؤساء الوفود، وعدد من الشخصيات الدولية البارزة، مثل مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، ووكيل الأمين العام للأمم المتحدة المفوض العام لوكالة الأونروا فيليب لازاريني، ووكيلة الأمين العام للأمم المتحدة منسقة الشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار في غزة سيغريد كاغ.
وفي تعليقه حول مشاركة تركيا في اجتماع وزراء الخارجية العرب أوضح الدكتور عصام عبد الشافي أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية في حديث مع “القدس العربي” أن “المشاركة مهمة لأنّ تركيا من أهم دول الجوار العربي، وتتفاعل مع العديد من القضايا العربية، ولها حضور مؤثر ومهم باعتبارها دول جوار مع كل من العراق وسوريا، ولها حضور مؤثر في منطقة الخليج بحكم علاقاتها الاستراتيجية مع دولة قطر، وكذلك عقب تطبيع العلاقات أخيراً بين تركيا والمملكة العربية السعودية والامارات وجمهورية مصر. كذلك يسجل لتركيا حضورها المؤثر في الصومال وفي ليبيا وهذه الملفات تتطلب من الدول العربية أن يكون هناك تنسيق مشترك بينها وبين تركيا”.
ودعوة تركيا للاجتماع سبقها تقارب مصري تركي خاص تكلل بزيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الى تركيا في آب أغسطس الماضي.
وقال عبد الشافي: “مصر دولة مهمة جدا وقوية وهي دولة كبرى في المنطقة، وتركيا قوة اقليمية كبرى في المنطقة واذا كانت العلاقات بين الطرفين قوية وفاعلة من الممكن أن تكون هذه العلاقة مؤثرة، ولكن التقارب التركي المصري من الممكن أن يحدث تغييراً أكبر، ويسجل علامات فارقة في حال توفرت الادارة السياسية، وإذا لم تتدخل الاطراف الخارجية التي لا تريد لهذه العلاقة أن تنجح”.
وأضاف “بكل تأكيد هذه العلاقة تنجح في حال توفرت الإرادة المشتركة من الطرفين، لتجاوز التحديات الحقيقية. ولكن بالطبع ما تزال هناك نقاط خلافية بين الطرفين قد لا يكون من السهل تخطيها مثل ملف شرق المتوسط وملف ليبيا وملفات أخرى”.
وخلال السنوات الماضية طبّعت أنقرة علاقاتها من دول عربية كانت علاقاتها فيها مرت بتوترات شديدة، في مقدمتها السعودية والإمارات، وحافظت في الوقت نفسه على عمق العلاقات الاستراتيجية التي تربطها مع قطر.
وقال فيدان أمام الوزراء العرب، إن تركيا أعلنت انضمامها إلى القضية المرفوعة أمام محكمة العدل الدولية من قِبل جنوب إفريقيا ضد إسرائيل.
وأشار إلى أن الدماء التي تُراق في قطاع غزة، ما هي إلا نتيجة مباشرة للهجمات الإسرائيلية السابقة التي مرت دون عقاب. واستطرد: “هذه المرة يجب أن يكون الأمر مختلفا، يجب محاسبة المسؤولين عن ذلك في المحاكم الدولية”.
وتابع: “هناك شيء واحد يجب توضيحه وهو أن أولئك الذين يواصلون دعم نتنياهو هم أيضاً متواطئون في الإبادة الجماعية المستمرة. وسوف تتم محاسبتهم أيضا”.