التطبيع السعودي الإسرائيلي… “الرياض غير معنية بالتفاوض مع حكومة متطرفة”
وكالات- المواطن
وجه مسؤولون سعوديون مطلعون على المحادثات الرامية للتوصل إلى اتفاق واسع النطاق بين واشنطن والرياض، يشمل تطبيع العلاقات السعودية الإسرائيلية، أصابع اللوم تجاه رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، وقالوا إنه غير مستعد لتقديم تنازلات للجانب الفلسطيني، مشددين على أن السعودية “غير معنية بإجراء مفاوضات مع حكومة متطرفة”.
جاء ذلك في تقرير أوردته القناة 12 الإسرائيلية عبر موقعها الإلكتروني، وذلك غداة تأكيد وزارة الخارجية الأميركية استمرار المحادثات مع الجانب السعودي في هذا الإطار، وقالت إن “الولايات المتحدة تظلّ ملتزمة بتعزيز التكامُل الإقليمي لإسرائيل، بما في ذلك من خلال الدبلوماسية النشطة، التي تهدف إلى التطبيع الإسرائيلي – السعودي”.
ونقلت القناة عن “مصادر سعودية مطلعة” قولها إن الرياض “لا تريد التفاوض مع حكومة متطرفة مثل الحكومة الحالية في إسرائيل”، وأوضحت المصادر أن ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، “مستاء من نتنياهو لعدم جديته في التعاطي مع الشروط المطروحة والالتزام بشأن القضية الفلسطينية”.
وأضاف المسؤولون أن “الاتفاق على حل الدولتين على حدود الرابع من حزيران/ يونيو 1967 وعلى البرنامج النووي السعودي، هو شرط أساسي من شروط الاتفاق. الأميركيون يسعون إلى التخفيف من الشروط التي تضعها الرياض، لكن بن سلمان يرفض ذلك”.
وشدد المسؤولون السعوديون الذين يشاركون في المحادثات على أن الرياض “لن تقوم بتطبيع العلاقات مع إسرائيل ‘مجانًا‘ أو بسعر مخفض. لدى الإمارات إستراتيجية سياسية مختلفة تمامًا عن السعودية. لو أرادت السعودية التطبيع المجاني مع إسرائيل، لكانت قد سبقت الإمارات والبحرين إلى اتفاقات أبراهام”.
وأفاد المسؤولون بأن “السعودية وضعت شرطين أساسيين للاتفاق: تخصيب اليورانيوم على أراضيها (ضمن برنامج نووي مدني تدعمه واشنطن) وتنفيذ حل الدولتين (إسرائيلية وفلسطينية) ضمن حدود 1967. على أن يبقى الوضع الراهن في القدس الشرقية كما هو عليه اليوم”.
وأكدت المصادر على أن “السعودية لن تتنازل عن هذين الشرطين للتوصل إلى اتفاق لتطبيع العلاقات مع إسرائيل”؛ في المقابل، نقل التقرير عن مصادر فلسطينية ما وصفته بـ”مخاوف” لدى السلطة من إمكانية “عدم وجود شق يتعلق بالقضية الفلسطينية ضمن الاتفاق”.
وأضافت مصادر القناة 12 الفلسطينية أنه “نتوقع أن يعمل السعوديون على تحقيق حل للقضية الفلسطينية”؛ فيما لفت التقرير إلى أن التطبيع مع السعودية سيكون محور المحادثات التي سيجريها رئيس الحكومة الإسرائيلية، نتنياهو، مع الرئيس الأميركي، جو بايدن، يوم غد الأربعاء، على هامش فعاليات الجمعية العامة للأمم المتحدة.
ووصفت القناة “الشق الفلسطيني” في الاتفاق المرتقب لتطبيع العلاقات بين تل أبيب والرياض بأنه “حقل ألغام” يسعى نتنياهو إلى تجنبه، في حين أشارت المصادر السعودية إلى أن “الرياض تأمل في إحراز تقدم في المفاوضات مع حكومة (إسرائيلية) مستقبلية تؤمن بحل الدولتين”.
ورجحت القناة أن يطلب بايدن من نتنياهو اتخاذ خطوات اقتصادية جدية تجاه الفلسطينيين والوفاء بالالتزامات التي أكدها هو نفسه في المحادثة الهاتفية بينهما. فيما يرى المسؤولون في البيت الأبيض أن تشكيلة الائتلاف الحكومي الإسرائيلي تقوض إمكانية اتخاذ إجراءات اقتصادية لصالح الفلسطينيين، “تدعمها الأجهزة الأمنية الإسرائيلية”.
وفي تصريحات للتلفزيون الرسمي السعودي، قال وزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان إنه، لن يكون هناك حل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي من دون إقامة دولة فلسطينية مستقلة. وأضاف “الناس بدأت تفقد الأمل في حل الدولتين (الإسرائيلية-الفلسطينية) ونريد من خلال المجهودات إعادتها إلى الواجهة”.
وجاءت تصريحات وزير الخارجية السعودي في أعقاب عقد اجتماع وزاري خاص بـ”إحياء جهود دعم عملية السلام في الشرق الأوسط”، وذلك على هامش فعاليات الجمعية العامة للأمم المتحدة، بدعوة من الاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية والسعودية، بالشراكة مع مصر والأردن، وبمشاركة ما يقرب من خمسين دولة من أعضاء الأمم المتحدة.
وعلى صلة، أشارت القناة 12 إلى أن المستوى الأمني الإسرائيلي قلق حيال مناقشة نتنياهو مسألة التطبيع مع السعودية مع الرئيس الأميركي، بادين، الأربعاء، على هامش انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة، دون إطلاع كبار المسؤولين الأمنيين على تفاصيل الاتفاق المحتمل.
وذكرت ذات القناة أن المسؤولين الأمنيين متخوفون من أن “لا يقوم نتنياهو بمشاركة الجهات ذات الصلة بتفاصيل الاتفاق”، وأنهم “غير راضين بتاتًا عن عدم قيام نتنياهو بالدعوة إلى جلسة بمشاركة الجيش والشاباك والموساد ولجنة الطاقة النووية، من أجل بحث الإسقاطات المحتملة للاتفاق”.
وذكرت تقارير إسرائيلية، في الأسابيع الأخيرة، أن الإدارة الأميركية أكدت للحكومة الإسرائيلية أنه سيتوجب عليها تقديم “تنازلات كبيرة” للفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة، كجزء من أي اتفاقية تطبيع مستقبلية مع المملكة العربية السعودية، يتم توقيعها برعاية أميركية.
وفي وقت سابق من الشهر الجاري، قال رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، تساحي هنغبي، خلال المؤتمر السنوي الذي نظمه “معهد سياسة مكافحة الإرهاب” في جامعة رايخمان، إنه تحدث مطوّلاً مع الفلسطينيين بشأن التطبيع الإسرائيلي مع السعودية.