أقلام

الكفاح من أجل الاحتياجات الأساسية: معاناة سكان غزة “لا تتوقف”

أمينة خليفة

اقتربت الحرب على غزة من العام، ومع كل لحظة مرت، مرت معها مذابح ومجاعات وأمراض وموت في كل مكان، ورغم قسوة الظروف مازال أهالي غزة يكافحون من أجل الحصول على الاحتياجات الأساسية.

إن معاناة سكان غزة في ظل الحكم المحلي تزداد وتتعمق كل يوم، فهم يحتاجون إلى عنصر الأمن والأمان قبل أي شيء وذلك لتحقيق هدف واحد فقط، ليس هو تأمين نومة هادئة لطفل أو لأم، أو عودة الأهل لديارهم، ولكن لتولي مهمة إيصال المساعدات لمقار الأمم المتحدة ووصولها إلى مستحقيها من النازحين في أماكن الإيواء في رفح وغيرها، في محاولة للهروب من آلة البطش الإسرائيلي التي لا ترحم صغيرا أو كبيرا.

يبدو أن الكفاح من أجل الحصول على الاحتياجات الأساسية من وجبة غذائية أو زجاجة مياه نظيفة أصبح حلما بعيد المنال على أرض غزة، كما تسبب الافتقار إلى الخدمات الأساسية ودمار البنية الأساسية إلى جانب الصراع المستمر، في ترك المواطنين يكافحون دون دعم كاف من نظامهم المحلي أو المجتمع الدولي.

وقبل أيام، اتفقت إسرائيل مع مصر والأمم المتحدة بواسطة أو طلب من الولايات المتحدة على تشغيل معبر كرم أبوسالم لتدفق المساعدات الإنسانية منه، وشاهدنا بالفعل بدء شاحنات المعونات المكدسة منذ أشهر في العريش المصرية بالتحرك نحو غزة، إلا أنه أثناء تفريغ حمولة المعونات في مخزن للأمم المتحدة وسط القطاع، اعترض طريقه مجموعة لصوص ونهبوا الغذاء ثم عرضوه بالسوق الشعبية بطريقة غير مشروعة وبأسعار خيالية، ومن الواضح أن عناصر تابعة لحركة “حماس” قامت بذلك من أجل من أجل تعميق معاناة سكان غزة، في ظل استمرار سياسة الأغلاق المستمر للمعابر من قبل سلطات الاحتلال، وكذلك غلق أبواب الحياة، والتي معها نفدت الوسائل التي تعين الأهالي على البقاء.

ربما يشبه الوضع الكارثة في ظل استمرار المجاعة واقتراب السكان من صور انعدام الأمن الغذائي، وسط غارات جوية وملاحقات من قوات الاحتلال للشعب في كل مكان، في مكان غابت عنه الحياة الآدمية حتى الأمان أصبح غير موجود.

وإذا تحدثنا عن المساعدات، التي كان تحملها الشاحنات تمهيداً لنقلها إلى مخازن الأمم المتحدة لتوزيعها على الجائعين في غزة، فإن تعرضها للنهب يشير إلى صعوبة الوضع وتأزم الكارثة الإنسانية إلى حد غير مسبوق، وانهيار حقوق الإنسان ووضع القانون، وكذلك اقتراب الخطر من عمال الإغاثة الذين باتوا هم الآخرين مهددين، فما بين حرب العصابات لسرقة المعونات والتضييق الإسرائيلي على سكان غزة وغلق المنافذ وفرض مزيدا من القيود، وكذلك حالة المجاعة وانعدام الأمن، يظل الوضع في غزة ينزف وتستمر المجاعة التي ل في ظل غياب طوق نجاة للأهالي.

ويبقى كفاح أهالي غزة صامدا دون دعم كافٍ من نظامهم المحلي أو المجتمع الدولي، فيما يواصل المدنيين مواجهة ويلات الحرب من قبل الاحتلال، وكذلك مواجهة طمع حركة حماس في العودة للحكم المدني في غزة دون النظر إلى مصلحة الشعب المعذب، الذي يواجه الموت يوميا بكل أشكاله.

ومن الواضح أن كل هذه الظروف والصدمات، تسد آفاق الأمل لمستقبل أفضل لغزة، وتلمح إلى بقاء الوضع كما هو عليه سواء من استمرار الحرب الإسرائيلية على القطاع أو من محاولات حماس العودة على حساب دماء الشعب التي أهدرت، دون أي عملية حساب بسيطة لحق الباقين من غزة في الحياة، لكن ليس من المستبعد أن تنجح أطراف دولية كالأمم المتحدة ومجلس الأمن في إعادة الهدوء لغزة وإنقاذ شعبها من مسلسل الموت الذي يمارسه الاحتلال يوميا هناك، فمازال التخاذل العالمي سيد الموقف، ليبقى كفاح الأهالي حائط الصد الوحيد لكل النيران المفتوحة عليه من جميع الاتجاهات.. فمن ينقذهم؟!

زر الذهاب إلى الأعلى